الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

مصري يعذب ابنته حتّى الموت... واستشارية تربوية لـ"النهار": عقاب الأبناء دون توجيه يشتتهم

المصدر: النهار
مروة فتحي
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
جريمة قتل بشعة شهدتها مدينة "أطفيح" بمحافظة الجيزة المصريّة، حيث قتل عاملٌ مصريٌّ ابنته من دون رحمة أو شفقة، بذريعة تأديبها، بعد أن سرقت أشياء تخصّ الجيران.
 
وبدأت ملابسات الحادثة تتكشّف حين تلقّت الأجهزة الأمنية بلاغاً من سيّدة، اشتبهت بوفاة ابنتها البالغة من العمر 14 عاماً، فاتّهمت والد الفتاة بقتلها، بعد أن توجّهت إلى منزل طليقها لرؤية ابنتها وتوديعها إلى مثواها الأخير، حيث فوجئت بأنّ الكدمات وآثار التعذيب تملأ أماكن متفرّقة من جسدها، فأبلغت الأجهزة الأمنية على الفور، واتّهمت طليقها بقتل الطفلة.
 
وقد أكّدت التحرّيات وجود إصابات وآثار تعذيب في أماكن متفرقة من جسد الفتاة القتيلة، ناتجة عن تعرّضها للضرب المبرح.
 
في الأثناء، كان الأب القاتل قد لاذ بالفرار، لكن الأجهزة الأمنية نجحت في إلقاء القبض عليه، ولم يلبث أن اعترف بجريمته، زاعماً أنّه كان يؤدّب الفتاة بسبب سرقتها متعلّقات الجيران. وأوضح أنّه انهال على الصغيرة بالضرب المبرح مرّات عديدة، بعد أن قام بتقييدها بالحبال، قبل أن يتفاجأ بفقدانها الوعي، فحاول إسعافها دون جدوى، إذ كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة، ما دفعه إلى الهرب من المنزل، بعد إخباره الجيران بضرورة اتصالهم بوالدتها لزيارتها.
 
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة فاطمة علي (استشاريّة تربويّة وأسريّة) لـ"النهار": "إنّ علاقة الآباء بالأبناء لا بدّ أن تكون قائمة على الأمان والحبّ والاحترام والاحتواء. ومن المفترض أن يشعر الطفل بأنّ هناك من يسمعه ويصدّقه ويثق في قدراته ويهتمّ به ويتعامل معه. ولكن للأسف في ظلّ عصر التكنولوجيا الحالي أغفل كثير من الآباء أبناءهم، لانشغالهم بمهامهم اليوميّة أو بالتكنولوجيا والتليفون المحمول، فلا يركّزون معهم، ولا يهتمّون بهم، بل يصرخون بوجوههم دائماً".
وأضافت: "يتمّ عقاب الأبناء من دون أن نوجّههم، والمفترض أن نعلّمهم قبل أن نفكّر في طُرق العقاب. هم لا يُدركون الصواب من الخطأ، وقد نقوم – كآباء - بخلط المفاهيم عند الطفل، ونقول له أشياء ليست منطقيّة، ونطلب منه أشياء لسنا قدوة فيها".
 
وأكّدت أنه يجب سؤال الطفل عن سبب سلوكه، لأنّه بالتأكيد يملك أسباباً لتمرّده؛ لذا يجب التعامل معه بطريقة نفسيّة معيّنة حتى يشعر بأننا نقتنع بكلامه. ويجب إعطاء مساحة من الحرية له ليبدأ بالكلام دون خوف، ولا يجب إلقاء اللوم عليه، حتى لا يضطرّ إلى الكذب"، مشيرة إلى أن العنف يؤثّر في نفسيّة الطفل، فهو يكون مدركاً له ويؤثر عليه بعد ذلك، ويجعله يمارس العنف ضدّ غيره فيما بعد.
 
واقترحت الاستشارية التربوية أن "نبدأ استراتيجية مختلفة في التعاطي مع الطفل بإشراف اختصاصيّ لتوجيهه، وإذا أصرّ على ممارسة السلوك نفسه غير المرغوب فيه، نطلب منه أن يحدّد عقاباً لنفسه، وذلك يُعدّ علاجاً سلوكيّاً معرفيّاً".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم