الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

طفل مصري يطعن شقيقه بسكين تقليداً لأفلام الكارتون... مشاهد العنف خطر كارثي وآباء غافلون

المصدر: النهار
مروة فتحي
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
اختلط عليه الواقع بالخيال، تداخلت الحقيقة مع ما يشاهده في التلفزيون، فصوّر له خياله الواسع وهيأ له عقله الصغير أنّ ما يحدث في أفلام الكارتون التي يشاهدها تحدث في الحياة الطبيعية وتلك كانت الكارثة الكبرى، حيث دفع ذلك طفل يبلغ 6 أعوام إلى قتل شقيقه الأصغر 4 سنوات، في جريمة مروّعة هزّت منطقة فيصل بالجيزة جنوب القاهرة، بسبب خلاف حدث بينهما خلال اللعب، وزاد من المأساة أنّ الطفل قال إنه لم يكن يقصد ذلك، بل كان يقلّد ما شاهده في فيلم كارتون، وكانت هذه كارثة أخرى.
 
البداية تعود إلى ذهاب الأم إلى منزل جارتها لتأدية بعض الاحتياجات، بينما تركت طفليها بمفردهما يلعبان معاً، وخلال اللعب غصب الطفل الأكبر ويدعى مارفن من شقيقه الأصغر ويدعى جاستين، ما أدى إلى نشوب شجار بينهما خلال اللعب، فأمسك الطفل الأكبر سكيناً كان أمامه على الطاولة، وطعن شقيقه الأصغر طعنة نافذة، ليلقى مصرعه في الحال على إثر إصابته بجرح ذبحي في منطقة الرقبة، بحسب الطب الشرعي.
 
وعندما عادت الأم إلى المنزل فجعت من بشاعة المنظر، عندما وجدت نجلها الأصغر ملقى على الأرض والدماء تسيل منه، وبجواره شقيقه الأكبر مارفن يبكي على فقدانه.
 
وقالت ندى نبيل، اختصاصية الصحة النفسية وتعديل سلوكيات الأطفال، لـ"النهار" إن الأطفال غير قادرين على التمييز بين العنف الحقيقي والافتراضي بسبب أفلام الكارتون والألعاب الإلكترونية، وأكّدت أبحاث عديدة أنّ مشاهد العنف التي تعرضها أفلام الكرتون والألعاب الإلكترونية تحمل تأثيراً سلبياً على صحة الطفل النفسية، فقد تنتج ميلاً إلى السلوك العدواني في مرحلة النضج.
 
وشددت على أهمية التعلم بالمحاكاة والتعلم الاجتماعي، بمعنى أنّ سلوك الطفل مكتسب وليس فطرياً، والدليل على ذلك إذا وُضع الطفل في بيئة عدوانية يتحوّل إلى طفل عدواني، وإذا وُضع في بيئة هادئة يصبح هادئاً، وإذا وضع في بيئة متسامحة يكون متسامحاً، وهكذا، وإذا شاهد أفلام الكارتون وممارسة الألعاب الإلكترونية العنيفة يمكن أن يصبح عنيفاً وعدوانياً، ويقوم الطفل بتقليد هذا السلوك مع أقرانه وإخوته وأهله وينتج عنه الكثير من الجرائم، لأن الطفل ضعيف التمييز بين العنف في العالم الافتراضي والعالم الواقعي.
 
وأوضحت أنّ مشاهدة أفلام الكارتون والألعاب الإلكترونية بشكل مفرط للطفل تؤدي إلى إصابته بالتوحّد الافتراضي، وهنا يأتي دور الأم في التوجيه الأمثل في تربية أبنائها وحمايتهم من شبح الألعاب الإلكترونية وأفلام الكارتون، ويكون من خلال اتباع الآتي:
 
- يجب على الأم المراقبة الشديدة على المحتوى الذي يشاهده الطفل.
- تحديد الساعات التي يقوم بها الطفل ومشاهدة أفلام الكارتون أو الألعاب الإلكترونية.
- التصنيف العمري من أهم النقاط التي تقوم بها الأم للألعاب الإلكترونية وأفلام الكارتون.
- منع جميع مشاهد العنف والألعاب الإلكترونية العنيفة التي تنمي السلوك العدواني والعنيف عند الطفل.
- تقديم الأم بعض الألعاب التعاونية المحبة الهادئة للطفل لكي تنمي السلوك المحب الهادئ لديه، وأخيراً نحن من نتحكم في سلوك أبنائنا.
 
وأوضحت ندى نبيل أنّ الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال حددت وقت التعرّض إلى الشاشة بحسب السن، فقبل سنتين ممنوع نهائياً التعرّض إلى أي شاشة، وفي عمر سنتين إلى ست سنوات يجب ألا يزيد الوقت على ساعة فقط، ومن عمر ست سنوات إلى 10 سنوات ساعتين، ومن 10 سنوات فما فوق يكون أقصى مدة هي 3 ساعات فقط، ويجب أن تبعد الأم طفلها عن التعرّض إلى مشاهد العنف وأن تعمل على توعيته بأنّ ما يحدث في الكارتون هو خيال غير صحيح ولا يمتّ للواقع بصلة ولا يجب تقليده أو التفكير في فعله نهائياً.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم