الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الحوثيّون يهاجمون الإمارات والسعودية بصواريخ بالستية... والدفاعات الجويّة تعترضها

المصدر: أ ف ب
طيور النورس تحلق فوق كورنيش أبوظبي البحري في ابوظبي (24 ك2 2022، ا ف ب).
طيور النورس تحلق فوق كورنيش أبوظبي البحري في ابوظبي (24 ك2 2022، ا ف ب).
A+ A-
أطلق المتمردون اليمنيون خلال الساعات الماضية صواريخ بالستية في اتجاه أبوظبي ومناطق سعودية اعترضتها الدفاعات الجوية، في مطلع أسبوع ثان من التصعيد، وهدّدوا بتوسيع عملياتهم في الإمارات، الدولة الثرية التي يُنظر إليها على أنّها واحة من الهدوء في منطقة مضطربة.

وتشارك الإمارات في تحالف عسكري بقيادة السعودية يدعم القوات الحكومية في اليمن في مواجهة المتمردين الحوثيين. وتعرضت لأول اعتداء مؤكد من الحوثيين على أراضيها الاثنين الماضي عندما استهدفت طائرات مسيرة وصواريخ، أبوظبي، موقعة ثلاثة قتلى. وغالبا ما يستهدف الحوثيون الأراضي السعودية بهجمات صاروخية.

وكثّف التحالف بعد استهداف الإمارات، غاراته الجوية على المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين في اليمن، ما أدى الى سقوط عشرات الضحايا، وأوقع دمارا، وتسبب بانقطاع في الانترنت. وأوقعت غارة على سجن في صعدة، معقل الحوثيين، في شمال البلاد، سبعين قتيلا على الأقل وأكثر من مئة جريح. لكن التحالف نفى أن يكون نفذها.

وأعلنت الإمارات الاثنين اعتراض صاروخين بالستيين في أجوائها قالت إن المتمردين الحوثيين أطلقوهما باتجاه أراضيها، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الحكومية عن وزارة الدفاع.

وأشارت الوزارة الى أن تدمير الصاروخين لم تنجم عنه "خسائر بشرية"، وأن "بقايا الصواريخ البالستية التي تم اعتراضها وتدميرها سقطت في مناطق متفرقة حول إمارة أبوظبي".

وكانت المملكة العربية السعودية أعلنت مساء الأحد إصابة شخصين إثر سقوط صاروخ بالستي أطلقه المتمردون على جازان في جنوب المملكة. وفي وقت لاحق، قال التحالف إنّ الدفاعات السعودية دمّرت "صاروخا بالستيا أُطلق باتجاه ظهران" في جنوب المملكة.

وقال المتحدث العسكري باسم حركة "أنصار الله" (المتمردون) المدعومة من إيران يحيى سريع من جهته إنّ الحركة نفّذت "عملية عسكرية واسعة" استهدفت "العمقين السعودي والإماراتي"، وذلك "رداً على تصعيد العدوان" على اليمن.
 
 
وأوضح أن المتمردين استهدفوا "مواقع حيوية وهامة في دبي بعدد كبير من الطائرات المسيرة"، وقاعدة الظفرة الجوية حيث توجد قوات أميركية وفرنسية وإماراتية، "وأهدافا حساسة أخرى في عاصمة العدوِ الاماراتي (أبو ظبي) بعددٍ كبيرٍ من الصواريخِ البالستيةِ".

كما تحدّث عن استهداف "مواقعَ حيويةٍ وحساسةٍ" في السعودية.

ولم تذكر السلطات السعودية والإماراتية أيا من هذه الاستهدافات.
 
كذلك، صرّح المتحدث باسم المتمردين محمد عبد السلام في مقابلات تلفزيونية: "يجب أن تتوقف الإمارات عن التدخل السافر في الشأن اليمني وإلا سيستمر ردنا"، محذرا من أن "الإمارات ستُستهدف بكل مؤسساتها ذات الطابع العسكري والاقتصادي، بخاصة نقاط ضعفها".

واعتبر ان تصنيف "أنصارالله منظمة إرهابية لا قيمة له ولن يؤثر على مجريات المعركة أبدا"، وذلك بعد أن طالبت الإمارات واشنطن بإعادة الحوثيين الى لائحة المنظمات الإرهابية.

- "التصعيد بالتصعيد" -
في الوقت نفسه، شدّد سريع على "جهوزية" المتمردين "لتوسيع عملياتهم خلال المرحلة القادمة ومواجهة التصعيدَ بالتصعيد"، مجددّا دعوته "للشركات الأجنبية والمستثمرين في دويلة الإمارات بمغادرتها كونها أصبحت دولةً غيرَ آمنة ومعرضةٌ للاستهدافِ بشكلٍ مستمرٍ طالما استمرت في عدوانها وحصارها للشعبِ اليمني".

وسحبت الإمارات غالبية قواتها من اليمن في 2019، لكنّها لا تزال تدرّب وتدعم قوات يمنية تمكّنت مؤخرا من استعادة أراضي من أيدي الحوثيين، الأمر الذي دفع المتمردين للتصعيد عبر مهاجمة أبوظبي، وفقا لمحللين.

وقالت وزارة الدفاع الإماراتية من جهتها إنّها "على أهبة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع أي تهديدات، وأنها تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الدولة من الاعتداءات كافة".

وأعلنت الوزارة "نجاح" طائرة مقاتلة من طراز أف-16 عند الساعة 04,10 بتوقيت اليمن (01,10 بتوقيت غرينيتش) في "تدمير منصة إطلاق الصواريخ البالستية" التي أطلقت الصاروخين على أبوظبي.

وأشارت إلى أن المنصة التي اطلق منها الصاروخان كانت في الجوف في شمال اليمن، من دون أن تحدّد ما إذا كانت الطائرة التي نفّذت العملية إماراتية.

في الرياض، شددت وزارة الخارجية السعودية في بيان على "الحاجة الملحة لتحرك المجتمع الدولي لوضع حد لهذا السلوك العدواني".

ودانت وزارة الخارجية البحرينية في بيان "الهجمات الغادرة التي شنتها ميليشيات الحوثي الإرهابية"، بينما أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن "إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين للهجمات الإرهابية الجبانة".

وذكّرت السفارة الأميركية جميع مواطني الولايات المتحدة في الإمارات "بالحفاظ على مستوى عالٍ من الوعي الأمني".

كما ندد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه "بتمادي ميليشيات الحوثي"، واصفا الهجمات بالتصرفات "الإجرامية".

- "غارة غير مبررة" -
وأعلنت الإمارات بعد هجوم الأسبوع الماضي، وقف عمليات الطيران لملاّك وممارسي وهواة الطائرات بدون طيار بمختلف أشكالها وأنواعها لمدة شهر.

وتدور حرب في اليمن بين القوات الحكومية والمتمردين الذين يسيطرون على مناطق واسعة بينها العاصمة صنعاء منذ العام 2014، وتدخل التحالف الى جانب القوات الحكومية منذ 2015. وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 377 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة، بينما تعاني البلاد من أزمة إنسانية حادة.

وتتواصل في صعدة عمليات البحث عن جثث تحت الأنقاض بعد غارة الجمعة، بينما تتعامل المستشفيات بصعوبة مع العدد الكبير من الجرحى.

وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" الأحد أنه لا توجد "أي طريقة لإنكار" ما وصفته بأنه "غارة جوية غير مبررة".

وقال رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" في اليمن أحمد مهات في بيان إنّ هذه الغارة هي "الأحدث في سلسلة طويلة من الضربات الجوية غير المبررة التي نفذها التحالف بقيادة السعودية على أماكن مثل المدارس والمستشفيات والأسواق وحفلات الأعراس والسجون".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم