صواريخ من غزة تقابلها ضربات إسرائيلية... وقلق من ارتفاع منسوب التوتر

يثير إطلاق صواريخ من غزة وشن غارات جوية على القطاع مخاوف من تصعيد عسكري جديد في الأراضي الفلسطينية في أجواء من التوتر المرتبط بالأماكن المقدسة في القدس الشرقية المحتلة.

وأطلق مسلحون فلسطينيون الخميس صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل بعد سلسلة من الغارات الجوية استهدفت القطاع الذي يخضع لسلطة "حماس".

وجاءت الغارات الأولى التي أوقعت أضرارا مادية من دون إصابات، ردا على صاروخ أطلق من غزة مساء الأربعاء وكان الثاني خلال الأسبوع الجاري. وقد سقط في حقل في بلدة سديروت الاسرائيلية من دون أن يسفر عن إصابات، حسب الشرطة الاسرائيلية.

واستهدفت هذه الغارات بعيد منتصف ليل الأربعاء الخميس مواقع عسكرية لحركة "حماس" في جنوب شرق مدينة غزة ووسط القطاع كما ذكر شهود ومصدر أمني.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته استهدفت موقعا عسكريا وأنفاقا "تحتوي على مواد كيميائية أولية تستخدم في تصنيع محركات الصواريخ".
 

من جهته، أكّد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم في بيان أن "هذه الضربات على قطاع غزة ستزيد تصميم شعبنا والمقاومة (...) للدفاع عن مقدساتنا في القدس أيام تكن التضحيات".

وبعد هذه الضربات، أطلق مسحلون فلسطينيون في القطاع المحاصر أربعة صواريخ أخرى. واعترضت منظومة القبة الحديدية هذه الصواريخ الأربعة حسب الجيش الإسرائيلي، بينما أطلقت صفارات الإنذار في منتصف الليل في بلدات إسرائيلية مجاورة لقطاع غزة.

ويأتي تبادل إطلاق النار هذا - الثاني هذا الأسبوع والأعنف منذ انتهاء الحرب التي استمرت 11 يوما بين إسرائيل وحماس في أيار 2021 - وسط توتر منذ أيام بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى.

بدورها، قالت الشرطة في بيان صباح الخميس إن "عشرات من مثيري الشغب ألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة من المسجد الأقصى" على الشرطة. وأضاف البيان أن "مجموعة صغيرة عنيفة تمنع المصلين المسلمين من دخول المسجد وتضر بالمكان".

وأوضحت أنها اعتقلت سبعة فلسطينيين من سكان القدس الشرقية يشتبه في مشاركتهم في "حوادث عنف" الاربعاء في الساحة.
 
اقرأ أيضاً: ناشطون فلسطينيون "يناضلون" ضد إسرائيل خارج إطار الفصائل التقليدية
 
من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية "أؤكد بأن ما يقوم به المستوطنون في الأقصى سيدفع بكل الأبعاد الاستراتيجية للصراع للواجهة والحقائق الثابتة"، معتبرا أن "ما يتم في الأقصى من عربدة سوف يقصر من عمر المحتل".

وأضاف هنية في بيان "كما ألحقنا الهزيمة بما يسمى مسيرة الأعلام (الإسرائيلية) سوف نهزم سياسة الاقتحام وما زلنا في بداية المعركة".

"استفزاز"
ويتركز التوتر في القدس في محيط الأقصى احتجاجا على ما يقوم به يهود بينهم مستوطنون من "زيارات" لباحات المسجد تتم في أوقات محددة وضمن شروط، لكن يعتبرها الفلسطينيون وعدد من دول المنطقة استفزازا.

ومنعت الشرطة الإسرائيلية الأربعاء مئات المتظاهرين اليهود القوميين من الاقتراب من باب العمود، المدخل الرئيسي للفلسطينيين المقدسيين في البلدة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة، وذلك لتجنّب وقوع اشتباكات.

وكانت منظمات قومية متطرفة دعت إلى مسيرة كبيرة في البلدة القديمة بالقدس الشرقية اعتبرتها الحكومة الإسرائيلية "استفزازاً".
 

وتجمّع أكثر من ألف متظاهر يرفعون الأعلام الإسرائيلية بعد الظهر في ساحة بالقرب من دار البلدية قبالة البلدة القديمة.

وذكر مراسلون لوكالة "فرانس برس" في المكان أن الشرطة منعت دخول هؤلاء المتظاهرين إلى باب العمود، وعدد كبير منهم من أنصار النائب اليميني المتطرف إيتامار بن غفير الذي أمر رئيس الوزراء نفتالي بينيت الشرطة بمنعه من دخول البلدة في وقت سابق الأربعاء.

"قلق"
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت "لن أسمح لاستفزاز بن غفير السياسي بتعريض الجنود والشرطة الإسرائيليين للخطر وتعقيد مهمتهم".

وقال بن غفير لفرانس برس ردا على هذه التصريحات "أقولها بوضوح (...) لن أرضخ". وأضاف "بموجب أي قانون لا يُسمح لي بالدخول عبر باب العمود؟".

وتترافق زيارات اليهود مع حماية أمنية مشددة فيما تم تقييد وصول الفلسطينيين إلى الموقع خلال عطلة عيد الفصح اليهودي خصوصا.

في نيويورك، صرّح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء أنّ "الأمين العام للأمم المتحدة يشعر بقلق عميق إزاء تدهور الوضع في القدس"، مؤكدا أنه "على اتصال مع كل الأطراف لخفض التوتر ومنع الأعمال والخطابات التحريضية".

وكانت صدامات الأسبوع الماضي بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية أدت غلى جرح أكثر من 170 فلسطينيا في باحة المسجد الأقصى بينما يتزامن شهر رمضان مع عيد الفصح اليهودي.

وتلتقي مساعدة وزير الخارجية الأميركي ياعيل لامبرت وهادي عمرو المكلف الشؤون الاسرائيلية والفلسطينية في وزارة الخارجية الأميركية، مسؤولين فلسطينيين مساء الخميس في رام الله بالضفة الغربية المحتلة للبحث في "أخر التطورات والتصعيد الحاصل في القدس والحرم الشريف تحديدا" بحسب تغريدة لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ.