الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"ماذا سيحدث لأبناء أخي الآن؟"... عراقيون في بحث عن ذويهم إثر اعتداء بغداد

المصدر: "أ ف ب"
جريح يستقبل الزوار في مستشفى بعد تفجير انتحاري في بغداد (أ ف ب).
جريح يستقبل الزوار في مستشفى بعد تفجير انتحاري في بغداد (أ ف ب).
A+ A-
تنقلّ أفراد عائلات الضحايا مفجوعين في أروقة أحد مستشفيات بغداد، من سرير إلى آخر، في محاولة للتعرف على أحبائهم الذين أصيبوا في الاعتداء الذي حصد أكبر عدد من القتلى منذ ثلاث سنوات في العاصمة العراقية.
 
في مستشفى الشيخ زايد، تجمعت العائلات على بعد أقل من ثلاثة كيلومترات من ساحة الطيران حيث فجر انتحاريان نفسيهما في الصباح، وقد نقلت ست جثث و13 جريحاً يصارعون الموت، الى المكان. 
 
ووقع الاعتداء صباح اليوم، في موقع لتجمع عمال مياومين وسوق للملابس المستعملة في ساحة مزدحمة وسط العاصمة، التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة.
 
قام انتحاري أول بتفجير نفسه في سوق البالة "بعد أن ادعى أنه مريض فتجمع الناس حوله"، حسب وزارة الداخلية التي أوضحت أن الانتحاري الثاني فجر نفسه "بعد تجمع الناس لنقل الضحايا الذين أصيبوا في التفجير الأول".
 
وأغلب الضحايا الذين سقطوا هم من الباعة الذي يحاولون كسب لقمة العيش في بلد يمر بأسوأ أزمة اقتصادية، على خلفية انخفاض أسعار النفط والتراجع الحاد في قيمة العملة. 
 
وقال عباس سامي (25 عاماً) الذي كان يبحث عن شقيقه: "أخي متزوج وله طفلان وخرج هذا الصباح ليحضر شيئًا لإطعامهما. ماذا سيحدث لأبنائه الآن؟".
 
وتسلم المستشفى ضحايا لم يتم التعرف عليهم بعد بسبب شدة إصابتهم.
 
وقال مازن السعدي الذي نجا بأعجوبة من الانفجار، وقال إنه كان مع صديقه الذي "ابتعد بضعة أمتار عني. كنا سوية لحظة التفجير. بعد لحظات اختفى، ولم أره". وبعد بعد الوقت، عثر على جثته في المستشفى.
 
ومع تحديد الحكومة موعداً لانتخابات مبكرة، يخشى هذا الرجل "عودة التفجيرات".
 
وتحول الخلافات السياسية دون البت في اقتراح تأجيل أو إلغاء الانتخابات المبكرة.
 
وقال السعدي: "عادت الصراعات السياسية" التي غرقت فيها البلاد من 2006 إلى 2010. "يعود بنا الزمن إلى الوراء".
 
 
استراحة قصيرة
ظنّ البغداديون أن زمن التفجيرات التي كان ينفذها جهاديون في الماضي، وتخللها أحيانا تفجير 15 سيارة مفخخة في يوم واحد وهجمات أسفرت عن سقوط 300 قتيل، انتهى. فمنذ 2017، تاريخ إعلان الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية، حصل نوع من الاستقرار. 
 
لكن عاد الخوف والقلق ليخيما على الجميع اليوم ويذكرا بتجارب الماضي.
 
وقال أبو زينب الذي توفي شقيقه في مستشفى الشيخ زايد "كيف تسلل الدواعش الى قلب بغداد؟ ألم تعلن الحكومة النصر على داعش؟".
 
ولم تتبن أي جهة بعد الاعتداء، لكن أسلوبه بذكر باعتداءات تنظيم الدولة الإسلامية.
 
واعترف مسؤول استخباراتي رفض الكشف عن اسمه، بحدوث خرق. وقال لوكالة فرانس برس "كنا في حالة تأهب لاحتفالات نهاية العام وتوقعنا وقوع هجمات، وفي النهاية لم يحدث شيء. خذلنا حذرنا".
 
وكغيره من الكثير من العراقيين، حمّل أبو زينب المسؤولية إلى الفساد الذي ينخر في كل المؤسسات بما فيها تلك التي يفترض أن تضمن أمن الجميع. وقال "ما دام الفساد ينخر المؤسسات الأمنية، لن يعود الأمن وأصبح العراقي حطب نار الصراعات بين السياسيين".
 
وقال البعض إنهم جالوا على العديد من المستشفيات الأخرى من دون أن يجدوا أحباءهم.
 
وقال عباس سامي: "لم نرتح طويلاً، وعادت التفجيرات الآن مع تردي الوضع الاقتصادي".
 
وأضاف بحسرة "بات من المستحيل العيش في هذا البلد".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم