الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الحجاج يرمون جمرة العقبة الكبرى ويحتفلون بحلول عيد الأضحى... "أسعد يوم بحياتي"

المصدر: "أ ف ب"
الحجاج في صحن الطواف حول الكعبة المقدّسة (أ ف ب).
الحجاج في صحن الطواف حول الكعبة المقدّسة (أ ف ب).
A+ A-
بدأ الحجاج صباح اليوم برمي جمرة العقبة الكبرى بحصى معقّمة في منى قرب مكة المكرمة في أول أيام عيد الأضحى، في ثاني موسم حجّ ينظّم في ظلّ تهديد وباء كوفيد-19، حيث يشارك 60 ألف مقيم في المملكة العربية السعودية في المناسك مقارنة بنحو 2,5 مليون مسلم في العام 2019. واختير المشاركون من بين 558 ألف متقدّم وفق نظام تدقيق إلكتروني.
 
منذ الصباح الباكر، سمحت السلطات لمجموعات صغيرة تضمّ كلّ منها عشرات الحجاج، الواحدة تلو الأخرى، بدخول منشأة رمي الجمرات متعدّدة الطوابق في منى. وقام الحجاج الذي ارتدوا ملابس الإحرام البيضاء ووضعوا كمامات بإلقاء الجمرات المعقّمة التي وفّرتها السلطات لهم في أكياس مغلقة في مزدلفة.
 
(أ ف ب)
 
للعام الثاني على التوالي، بدا المشهد مختلفاً تماماً عن الأعوام السابقة في موقع رمي الجمرات الذي كان يشهد عادة ازدحاماً شديداً، بل وحتّى حوادث تدافع دامية.
 
 
"لا إصابات بكورونا حتى الآن"
تسعى السلطات السعودية إلى تكرار نجاح العام الفائت الذي تميّز بتنظيم كبير والتزام تام بالتدابير الوقائية من الجائحة، ولم يشهد تسجيل إصابات بالفيروس. وأكّد وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة في مقابلة مع "فرانس برس" مساء الإثنين في عرفات عدم تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا بين الحجاج حتى الآن.
 
وقال: "حرصنا منذ البداية على سلامة الحجاج وذلك بتحديد عددهم بستين ألفاً حتى نضمن تطبيق الاحترازات بشكل متميز".
 
وبعد الوقوف بجبل عرفات الإثنين، تنفيذاً للركن الأعظم للحج، توجّه الحجاج إلى مزدلفة حيث باتوا فيها واستلموا الحصى لاستخدامها في شعيرة رمي الجمرات، حيث يقوم الحجاج برمي سبع حصوات على شاخص يجسد غواية الشيطان. وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الكبرى، يتولى الحاج ذبح الهدي ثم يحلق شعر رأسه أو يقصّه.
 
(أ ف ب)
 
وترمز الأضحية إلى مستوى عالٍ من الإيمان وتعود، بحسب الموروث الديني، إلى استعداد النبي ابرهيم للتضحية بنجله وذبحه تلبية لأمر رباني شكّل اختباراً لدرجة إيمانه، ليتمّ استبداله في اللحظة الاخيرة بكبش ذُبح بديلاً عنه بعد نجاح ابرهيم في الاختبار.
 
ويتوجّه الحاج لاحقاً إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحج، ثم يعود بعد ذلك إلى منى حيث يبيت أيام التشريق التي يقوم خلالها برمي الجمرات الثلاث.
 
وذكرت قناة "الإخبارية" بعد ظهر اليوم أن الحجاج أنهوا طواف الإفاضة وبدأوا في العودة لمخيماتهم في منى. كما أشارت إلى أنّ 3500 عامل يقومون بعمليات تعقيم المسجد الحرام لعشر مرات يومياً للحؤول دون أي انتشار للعدوى.
 
 
"أسعد يوم بحياتي"
يتزامن موسم الحج مع ارتفاع عدد الإصابات بكورونا في مختلف أرجاء العالم، لا سيما بسبب انتشار النسخ المتحورة من الفيروس، ورغم حملات التلقيح المستمرة منذ أشهر. وقد سجّلت السعودية حتى الإثنين أكثر من 510 آلاف إصابة بفيروس كورونا، بينها 8089 وفاة.
 
(أ ف ب)
 
يقتصر الحج هذا العام على المقيمين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عاماً و65 عاماً والذين تلقوا جرعتي لقاح، ويستثني الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. وأكدّت السلطات أن جميع العاملين في مجال خدمة الحجاج ومساعدتهم تلقوا كامل جرعات اللقاحات.
 
وعبّر مسلمون تحدّثت معهم "فرانس برس" في مصر وباكستان عن خيبة أملهم لعدم السماح للمتقدمين في السنّ بالقيام بالحج، علماً أنّ بعضهم يدّخر منذ سنوات للقيام بالزيارة.
 
لكنّ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أكّد في كلمة متلفزة بثتها قناة "الإخبارية" الحكومية أنّ "المملكة اتخذت مجموعة من الإجراءات التنظيمية والوقائية في موسم حج هذا العام حرصاً منها على سلامة الحجاج ومحاصرة هذا الوباء ومنع انتشاره".
 
(أ ف ب)
 
وأوضح أنّ "الالتزام بالاجراءات الاحترازية مكّن قاصدي الحرمين من العمرة والصلاة"، مؤكّداً أنّ "جهود المملكة نجحت في الحد من أثار فيروس كورونا المستجد" بالبلاد.
 
وقرب منشأة رمي الجمرات في منى، قالت السورية لينا (38 عاماً) التي ارتدت عباءة بيضاء إنّ الحج هو "أسعد يوم في حياتي"، وأضافت بسرور لـ"فرانس برس": "طوال عمري كنت أحلم بالذهاب للحج ولا أزال لا أصدق أن الحلم أصبح حقيقة".
 
وأشاد الحاج الهندي الخمسيني أحمد بما وصفه "أحد أكثر مواسم الحج أماناً" التي شاهدها بحياته، فيما كان عناصر الأمن من حوله ينظمون دخول الحجاج لرمي الجمرات.
 
والحج من أكبر التجمعات البشرية السنوية في العالم ويمكن أن يشكل بؤرة رئيسية محتملة لانتشار الأمراض وبينها فيروس كورونا. ويمثّل تنظيمه في العادة تحدّيا لوجستيا كبيرا، إذ يتدفّق ملايين الحجاج من دول عديدة على المواقع الدينية المزدحمة. وقد ألغي الحج أربعين مرة عبر التاريخ بسبب تفشي الأوبئة ومن أبرزها الكوليرا والطاعون.
 
(أ ف ب)
 
من جانبها، أكّدت وزارة الحج في مطلع الشهر الفائت أنّها تتبع "أعلى مستويات من الاحتياطات الصحية" في ضوء جائحة كوفيد-19 ومتحورات الفيروس المسبب لها.
 
واستحدثت المملكة وسائل تكنولوجية لضمان تطبيق التباعد الاجتماعي والحد من انتقال العدوى، فنشرت روبوتات لتوزيع مياه زمزم المباركة واستخدمت بطاقات ذكية ستسمح بوصول الحجاج من دون تلامس بشري إلى المخيمات والفنادق ونقلهم في المناطق المقدسة. 
 
وقال الحاج السعودي الثلاثيني علي جابري إنّ الوسائل التكنولوجية "قللت كثيراً من الزحام وبالتالي منعت أي فرصة لانتقال العدوى بين الحجاج".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم