الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الصراع يستعر رغم جهود التهدئة: إسرائيل تواصل قصف غزة، وحماس تستأنف إطلاق الصواريخ

المصدر: رويترز
دخان يتصاعد من مبنى استهدفته غارة جوية إسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة (20 ايار 2021، أ ف ب).
دخان يتصاعد من مبنى استهدفته غارة جوية إسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة (20 ايار 2021، أ ف ب).
A+ A-
اكتسبت التحركات الديبلوماسية الرامية لوقف إطلاق النار في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قوة دافعة، اليوم الخميس، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية. لكن إسرائيل واصلت قصف غزة، واستأنفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إطلاق الصواريخ مستهدفة بلدات في إسرائيل.

ودعت وكالات دولية لوقف العنف للسماح بدخول إمدادات طبية وإمدادات أخرى لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس.

وقال أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية: "تضغط شدة الإصابات على النظام الصحي المضغوط بالفعل".

وتوقع مسؤول كبير في حماس التوصل لتهدئة في غضون أيام. وتوقفت الهجمات الصاروخية على إسرائيل لثماني ساعات اليوم الخميس، اليوم الحادي عشر من القتال، قبل أن تُستأنف مجددا على الأحياء القريبة من حدود إسرائيل وغزة.

وقال وزير إسرائيلي إن بلاده لن توقف الهجوم إلا بعد تحقيق أهدافها وشنت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية المزيد من الضربات على قطاع غزة كثيف السكان.

ويقول مسؤولون بقطاع الصحة في غزة إنه منذ اندلاع القتال في العاشر من أيار سقط 230 قتيلا، بينهم 65 طفلا و39 امرأة، وأصيب أكثر من 1700 في القصف الجوي.

وذكرت السلطات الإسرائيلية أن عدد القتلى بلغ 12 في إسرائيل وإن 336 يعالجون من إصابات تعرضوا لها في هجمات صاروخية أثارت الذعر وجعلت الناس يهرعون إلى المخابئ.

ونفذت إسرائيل أكثر من 12 ضربة جوية على غزة بعد منتصف الليل مستهدفة ما قالت إنه "وحدة لتخزين السلاح" في منزل مسؤول بحماس في مدينة غزة وكذلك "بنية تحتية عسكرية في مقار إقامة" قادة آخرين في حماس ومنها ما يقع في خان يونس.
 
وذكرت إذاعة تديرها حماس إن امرأة قتلت وأصيب أربعة أطفال في هجوم على خان يونس. وقال شهود إن طرقا رئيسية عدة تعرضت لأضرار جراء الضربات الجوية.

وفي ضاحية الصبرة بغزة، أصيبت أميرة إسليم (14 عاما) وثلاثة من أفراد أسرتها في هجوم إسرائيلي قالت إنه تسبب في انهيار أجزاء من منزلهم.

وقالت من على سرير بمستشفى: "كنا قاعدين في الصالون، نزل علينا الصاروخ وكان في دخان كتير وما شفنا شي".

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن نحو 450 مبنى في قطاع غزة، منها ستة مستشفيات وتسعة مراكز للرعاية الصحية الأولية، دُمرت أو لحقت بها أضرار كبيرة منذ بدء الصراع الذي تسبب أيضا في نزوح أكثر من 52 ألف فلسطيني يحتمي معظمهم بمدارس تديرها المنظمة الدولية في غزة.

وبدأ الإسرائيليون، الذين يعيشون في مناطق كثيرا ما تستهدفها نيران الصواريخ، عملهم اليوم الخميس دون دوي صفارات الإنذار المعتاد. لكن بعد هدوء استمر ثماني ساعات، دوت الصفارات مجددا في جنوب إسرائيل. ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر مادية أو بشرية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو أربعة آلاف صاروخ أُطلقت من غزة، وإن بعضها سقط في القطاع في حين اعترضت الدفاعات الصاروخية أخرى.

وحث الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي أمس الأربعاء على "التهدئة".

وقال مصدر أمني مصري إن الجانبين وافقا من حيث المبدأ على وقف إطلاق النار بعد تدخل وسطاء، وإن كان التفاوض على التفاصيل ما زال جاريا.

وقال موسى أبو مرزوق، القيادي في حماس: "أعتقد أن المساعي الدائرة الآن بشأن وقف إطلاق النار ستنجح... أتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال يوم أو يومين، ووقف إطلاق النار سيكون على قاعدة التزامن".

وسئل وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين في راديو كان الإسرائيلي عما إذا كان وقف إطلاق النار سيبدأ يوم الجمعة فقال "لا. نحن نشهد بكل تأكيد ضغطا دوليا كبيرا جدا... سننهي العملية عندما نقرر أننا حققنا أهدافنا".

وذكرت قناة الجزيرة ومقرها قطر أن تور وينسلاند مبعوث الأمم المتحدة للسلام بالشرق الأوسط يلتقي في قطر مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

خوف وحزن
ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن المدنيين من الجانبين منهكون من الخوف والحزن. وقال فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي للشرق الأوسط باللجنة "الناس في غزة وإسرائيل بحاجة ماسة إلى راحة من القتال المستمر".

وقال المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية: "إغلاق نقاط الدخول والخروج (في غزة) أمام المرضى والمساعدات الصحية الإنسانية والقيود الشديدة على دخول الإمدادات الطبية يفاقم هذه الأزمة الصحية العامة".

وقال ريك بيبركورن الذي يرأس مكتب المنظمة في الضفة الغربية وقطاع غزة، إن قافلة تابعة للأمم المتحدة تنقل مساعدات إنسانية، بينها عشرة آلاف جرعة من لقاح سينوفارم المضاد لكورونا، مستعدة للدخول إلى غزة فور السماح لها بذلك.

وأضاف: "حتى يتم السماح بدخولها، يتعين على جميع أطراف الصراع الاتفاق على هدنة إنسانية لضمان إمكانية دخول غزة والخروج منها".

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكنازي، وهو يقوم بجولة في مواقع سقوط الصواريخ، إن حماس تمنع عن عمد دخول المساعدات من إسرائيل لغزة.

ومن المستبعد أن يتناول أي اتفاق للتهدئة قضايا الصراع الجوهرية. فطموحات الفلسطينيين في دولة مستقلة تلقت انتكاسات عدة في السنوات القليلة الماضية، مع تعثر عملية سلام دولية تستند إلى حل الدولتين وضمان أمن إسرائيل منذ 2014.

ولم تشارك حماس، التي يعتبرها الغرب منظمة إرهابية، في محادثات منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل التي أفضت إلى اتفاقات سلام مؤقتة في التسعينيات وإقامة حكم ذاتي فلسطيني محدود في الضفة الغربية المحتلة.

ومن المقرر أن تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الخميس لبحث الصراع لكن ليس من المتوقع أن تتخذ أي قرارات.

وقال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنه سيعقد جلسة خاصة في 27 أيار للبحث في "الوضع المتردي لحقوق الإنسان" في الأراضي الفلسطينية، ومنها القدس الشرقية.

وكانت حماس بدأت في إطلاق الصواريخ في العاشر من أيار ردا على ما تقول إنه انتهاك إسرائيل لحقوق الفلسطينيين في القدس خلال شهر رمضان.

وجاءت الهجمات الصاروخية بعد اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمصلين بالمسجد الأقصى ودعوى قضائية رفعها مستوطنون إسرائيليون لطرد سكان فلسطينيين من حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية. وهذا أعنف صراع بين إسرائيل وحماس منذ سنوات. وعلى النقيض من حروب شهدتها غزة سابقا، تسبب في تأجيج عنف بشوارع مدن إسرائيلية بين العرب واليهود.

وامتد الصراع أيضا إلى الضفة الغربية حيث قال مسؤولون فلسطينيون إن 21 فلسطينيا على الأقل قتلوا في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية ووقائع أخرى منذ العاشر من أيار.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم