الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

انطلاق منتدى الإعلام الإماراتي: مرحلة جديدة نحو مسيرة تنموية طموحة

المصدر: "النهار"
أحمد بن محمد يتابع فعاليات المنتدى بحضور أنور قرقاش ومنى المري و قيادات المؤسسات الإعلامية ورؤساء تحرير الصحف المحلية والقنوات التلفزيونية (وام)
أحمد بن محمد يتابع فعاليات المنتدى بحضور أنور قرقاش ومنى المري و قيادات المؤسسات الإعلامية ورؤساء تحرير الصحف المحلية والقنوات التلفزيونية (وام)
A+ A-
ناقشت النسخة السابعة من منتدى الإعلام الإماراتي مجموعة موضوعات تمركزت حول تحليل متطلبات تطوير منظومة العمل الإعلامي خلال المرحلة المقبلة، بما يواكب سرعة المتغيرات المحيطة، سواء على مستوى المنطقة أو العالم وعلى الصعد كافة، السياسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية، برعاية نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم وحضور رئيس مجلس دبي للإعلام أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم.
 
وخلال الجلسة الافتتاحية، أكّد المستشار الديبلوماسي لرئيس الدولة الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أمام رؤساء تحرير الصحف المحلية والقنوات التلفزيونية والإذاعية، والأكاديميين والكُتّاب وصنّاع الرأي والمؤثرين، أهمية امتلاك السرد في التناول الإعلامي للإنجازات المتحققة على أرض الإمارات، قائلاً: "الإمارات قصة نجاح كبيرة نحتاج أن نملك سرد تفاصيلها"، مشدّداً على الدور المحوري للإعلام الإماراتي في نقل رسالة الدولة إلى العالم، والتعبير عن مواقفها الواضحة.
 
وأثنى قرقاش على "الإسهام الإيجابي الكبير للإعلام من خلال ما قام به من حملات إعلامية وطنية واسعة عرض من خلالها بكل كفاءة لإنجازات كبرى تحققت في دولة الإمارات خلال الفترة الماضية، ومن أبرزها نجاح الدولة في تخطي تحدي كوفيد-19 والاستضافة التاريخية لأكبر حدث تشهده منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا للمرة الأولى، وهو معرض إكسبو 2020 دبي، والذي كان محل اهتمام دولي واسع النطاق، نظراً لأهميته بما يمثله كقاطرة للتطوير الإنساني بما قدمه من مشاريع وأفكار وابتكارات، وما احتفى به من موروث فكري وحضاري".
 
 
وشدّد قرقاش على دور الإعلام المحلي في وقت تستعدّ دولة الإمارات لمرحلة جديدة في مسيرتها التنموية الطموحة خلال الخمسين عاماً المقبلة، مودّعةً عقداً شهدت فيه المنطقة العربية عدداً من التحديات الصعبة، منوهاً بأنّ "تقدّم دولة الإمارات هو أساس مهم من أسس النجاح لمشروع الاستقرار والازدهار في المنطقة، والذي لا يمكن أن تكتمل أركانه من خلال ازدهار جزر منفصلة ومعزولة، ولكن لابد من إيجاد إطار تكاملي يكفل نشر هذا النجاح على مستوى المنطقة".
 
ولفت المستشار إلى أنّ "العنوان العريض للمرحلة المقبلة في المنطقة هو التنمية ومد جسور التعاون، وتغليب الأدوات السياسية على خلافات الماضي، وأن إعادة بناء الجسور وفتح قنوات الحوار البنّاء هو الخيار الأفضل للمنطقة حتى لا تتحول إلى ساحة للمواجهات المفتوحة، بما يستدعيه ذلك من تغليب أهداف التنمية على الهم السياسي، واتباع سياسة متوازنة ترتكز في محورها على تصفية الخلافات والاهتمام بإيجاد فرص جديدة للنمو".
 
كما لفت المتحدث الرئيس لمنتدى الإعلام الإماراتي إلى مسؤولية الإعلام المحلي في نقل النموذج الإماراتي التنموي الطموح الذي لا يهدف فقط إلى تحقيق النجاح داخلياً، ولكنه يتطلع إلى الارتقاء بفرص المنطقة برمتها من خلال منظومة مشاريع طموحة والترويج لقيم التسامح والتعايش، حيث إن التقوقع والإغراق في الخصوصية غير مطلوب في مرحلة عنوانها الانفتاح والتعاون، مؤكداً أن "دولة الإمارات استفادت من العولمة، وأنها ماضية في اتباع نهج الانفتاح الواعي ومد الجسور مع كافة الأطراف، حيث تبرز الحاجة إلى إيجاد منصات حوار عربية وإقليمية تخدم مرحلة تصفية الخلافات والمشاكل وتسهم في بناء مسارات جديدة للتعاون".
 
 
من جهة ثانية، أكّد قرقاش أنّ "حوارات القيادة الرشيدة ونقاشاتها تتركز بصورة أساسية على محور التنمية بكل مساراته ومساقاته، حيث إن النقاش دائماً ما ينصب على كل ما يهم الوطن ويخدم مصلحة المواطن، ويضمن له مستقبله ويكفل له أفضل أشكال الخدمات في مختلف القطاعات الحيوية، كالتعليم والصحة والمشاريع الكبرى التي تؤكد بناء مستقبل أفضل لشعب الإمارات ويسهم في زيادة فرص التنمية في المنطقة بصورة عامة".
 
وألمح قرقاش إلى "ضرورة الاهتمام بالتخصصية في الإعلام المحلي، خاصة مع وقوف دولة الإمارات على مشارف مرحلة تنموية جديدة تحتاج إلقاء مزيد من الضوء على الموضوعات التي تهم المتلقي خاصة الشباب، وألا يكون التركيز فقط على الشأن السياسي، بل إن هناك موضوعات نوعية جديرة بالاهتمام مثل قضايا المناخ والبيئة والصحة والغذاء، وغيرها من الموضوعات المرتبطة بصناعة المستقبل"، مؤكداً أن "التخصصية تفتح المجال رحباً أمام الإعلام الإماراتي لتحقيق الريادة عربياً، لاسيما مع استضافة الإمارات للمزيد من الفعاليات العالمية الكبرى والرئيسية ومن أبرزها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب-28" والذي يعد أهم وأكبر تجمع دولي للعمل المناخي بمشاركة قادة وزعماء العالم".
 
واختتم قرقاش حديثه بتأكيد تفاؤله بالمرحلة المقبلة التي ستشهد فيها دولة الإمارات نهضة تطوير شاملة في مختلف المجالات، بجملة من المشاريع الطموحة، ما يستدعي مواكبة الإعلام لهذه النهضة وما تتضمنها من نقلات نوعية إيجابية كبيرة، داعياً إلى "زيادة مساحة تفاعل المؤسسات الحكومية مع الإعلام، ومنحه المزيد من الاهتمام، وتزويده بمزيد من المعلومات التي تعينه على القيام بمهمته الوطنية على الوجه الأمثل، وما يعزز من القدرة على امتلاك السرد لقصة النجاح الإماراتية بكامل فصولها وتفاصيلها".
 
بدوره، رأى الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، أنّ "الإعلام الإماراتي قام بعدد من الأدوار الوطنية التي قدم من خلالها نموذجاً للإعلام الواعي الملم باهتمامات المجتمع والتطورات التي تشهدها الإمارات في مختلف مسارات النهضة التنموية".
 
 
من جانبها، أعربت نائبة الرئيس، العضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام ورئيسة نادي دبي للصحافة منى غانم المرّي عن خالص الشكر والتقدير لقرقاش لما قدّمه من رؤى وتحليلات قيّمة حول مجمل المستجدات الإقليمية والعالمية الراهنة، مؤكدة أنّ "هذا الرصد الدقيق هو بمثابة إضاءات مهمة على الأوضاع السائدة في المنطقة والعالم، وهو ما من شأنه تمكين الإعلام المحلي من تطوير مساقات إعلامية تواكب تلك المستجدات، سواء من ناحية المحتوى أو وسائل وأدوات نقله إلى المتلقي، إضافة إلى المساعدة على تكوين رسالة إعلامية موحدة تعكس مواقف دولة الإمارات الواضحة حيال تلك المتغيرات".

وأضافت: "دولة الإمارات تقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة تستعد فيها لبدء مسيرة تنموية طموحة، في وقت يموج فيه العالم بمتغيرات سريعة ومتلاحقة بأبعاد متشعبة، ما يجعل من تطوير رسالة إعلامية قوية ومؤثرة تواكب الطموح الإماراتي في التقدم المستمر ضمن مؤشرات التنافسية العالمية مطلباً أساسي، لتأكيد حضور الإمارات الفاعل على الخريطة الدولية بكل ما تقدمه من إسهامات هدفها بناء مستقبل أفضل لشعب الإمارات وشعوب المنطقة والعالم".
 
وأكّدت منى المرّي أن نادي دبي للصحافة حريص على مواصلة تحقيق الرسالة التي حددها ابن راشد عندما وجه بإطلاق النادي قبل أكثر من عشرين عاماً، وهي أن يكون دائماً المنصة الجامعة للإعلام وساحة الحوار التي تضم كافة أطرافه والمحرك الذي يدفع في اتجاه التطوير الإيجابي لقدراته، وذلك من خلال سلسلة من المبادرات والبرامج والمشاريع التي تعمل على أكثر من محور لتحقيق تلك الرسالة وتأكيد فاعليتها بالتعاون مع كافة مكونات المشهد الإعلامي، سواء من خلال مؤسساته المحلية أو العربية، وكذلك العالمية.

يُذكر أنّ منتدى الإعلام الإماراتي هو أحد الفعاليات الأساسية التي يتولى تنظيمها نادي دبي للصحافة، ضمن سلسلة المبادرات والفعاليات والبرامج التي ينفذها بصفة دورية، وتشمل منتدى الإعلام العربي، التجمع الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة العربية، وجائزة الإعلام العربي، أكبر منصة للاحتفاء بالتميز المهني في مجال الإعلام، وقمة رواد التواصل الاجتماعي العرب، إضافة إلى العديد من البرامج التثقيفية والدورات التدريبية التي ينظمها النادي على مدار العام بهدف إمداد المجتمع الإعلامي بمقومات تدعم صقل المهارات المهنية للكوادر الإعلامية وتطوير كفاءة المواهب الشابة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم