الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

نازحون سوريون يلوذون بالمواقع الأثرية هرباً من المعارك في محافظة إدلب

المصدر: النهار
نازحون سوريون في موقع أثري سوري.
نازحون سوريون في موقع أثري سوري.
A+ A-
تناول تقرير لصحيفة "النيويورك تايمس" الأميركية الحالة التي وصل إليها النازحون السوريون داخل وطنهم، وكيف أن هذه الحرب اضطرت الكثير من الناس للهرب إلى شمال غرب البلاد المزدحم حتى أن العائلات سكنت المواقع الأثرية.
 
ويصف مراسل الصحيفة بن هبرد حال الأطفال مع غروب الشمس وهم يرتدون ملابس متسخة وأحذية ممزقة حيث كانوا يرعون الأغنام عبر الجدران الحجرية الشاهقة لمستوطنة بيزنطية مهجورة منذ أكثر من ألف عام، متجهين إلى كهف قديم قريب كانت تبيت فيه الحيوانات الهائمة.
 
وينتقل المراسل إلى صورة أخرى فيها ملابس مغسولة معلقة بالقرب من جدار شبه أسطواني لكنيسة مدمرة عمرها قرون وقد نمت الخضروات بين بقايا بابين مستطيلين مزينين بأشكال منحوتة تناثرت حولها أحجار عملاقة مقطوعة مما كان ذات يوم بلدة واسعة.
 
وفي هذا الموقع الأثري الواسع في بلدة الكفير السورية سكن أبو رمضان وعائلته منذ أكثر من عام بعد فرارهم من هجوم شنته قوات الحكومة السورية، ولا يزال يسكنه.
 
وقال المراسل أن أبو رمضان البالغ من العمر 38 سنة لم يهتم كثيرا بتاريخ الموقع كمركز تجاري وزراعي، لكنه يقدر الأسوار القوية التي سدت الريح عنهم ووفرة الحجارة المقطوعة التي يمكن للعائلة التي فقدت كل شيء أن تجمع بعضها لتتخذ منها مأوى وحياة جديدة لها.
وقال أبو رمضان مشيرا إلى حظيرة دجاج وموقد يعمل بالحطب "بنيناها من الأطلال المتناثرة. وصرنا مثلها أطلالا".
 
ولمح المراسل إلى أن الحرب الأهلية المستمرة منذ 10 سنوات شردت الملايين ولاذت عائلات مثل عائلة أبو رمضان فرارا من الحرب بالاختباء خلف أسوار عشرات القرى الأثرية المتناثرة عبر تلال شمال غرب البلاد، حيث لا تزال المنطقة خارج سيطرة حكومة الرئيس بشار الأسد.
 
ومنذ أن تركها أصحابها الأصليون بين القرنين الثامن والعاشر، ظلت هذه الأطلال في حالة جيدة بشكل ملحوظ لأكثر من ألف عام وصمدت هياكلها الحجرية بشكل كبير على مر الإمبراطوريات التي تعاقبت عليها والرياح والأمطار التي تتناوبها.
 
ولفت المراسل إلى أن الصراع الحالي في سوريا، شكل تهديدات جديدة لهذه المواقع بكنائسها ذات العماد ومنازلها المتعددة الطوابق والحمامات العامة الأنيقة، حيث شوهت واجهاتها بالرصاص وتحطمت أعمدتها بسبب الغارات الجوية.
 
ويخشى علماء الآثار من أن استخدام هذه المواقع كمخيمات نازحين غير رسمية يمثل تهديدا هائلا لمستقبلها حيث تضيف العائلات جدرانا جديدة وتقود السيارات في مواقع الخيام وتنقل الحجارة بعيدا عن أماكنها.
 
وتنقل المراسل بين العديد من المواقع الأثرية في المنطقة مصورا حياة الأسر الأخرى التي لاذت بها هربا من ويلات الحرب ومن عدم القدرة على دفع الإيجار، حيث إن الخيام التي يسكنونها لا تكلفهم شيئا.
 
كما أن العائلات التي سكنت هذه المواقع أحبتها لأنها رحبة أكثر من مخيمات اللاجئين المكتظة، والكثير منهم يستخدمون الحجار المنحوتة لبناء حظائر للحيوانات أو لتعزيز خيامهم.
 
وبعض المواقع بها كهوف تحت الأرض تخزن فيها العائلات مقتنياتها وتختبئ فيها من الغارات الجوية عندما تسمع أزيز الطائرات الحربية فوقها.
 
وقال مسؤول الآثار في الإدارة المحلية بمحافظة إدلب أيمن نابو، إن القصف والغارات الجوية دمرت العديد من المواقع التاريخية، بينما شجع الفقر والفوضى صيادي الكنوز على أعمال التنقيب غير القانونية.
 
لكن أكبر تهديد لبقاء هذه المواقع -كما قال نابو- هو نقل الحجار من أماكنها أو تكسيرها لبناء مبان جديدة "وإذا استمر هذا الأمر، فإن الموقع الأثري يمكن أن يختفي".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم