الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

قمع دمويّ ووضع هشّ... أبرز المحطات في السودان منذ الإطاحة بعمر البشير

المصدر: "النهار" - "أ ف ب"
المشهد من الشارع السودانيّ (أ ف ب).
المشهد من الشارع السودانيّ (أ ف ب).
A+ A-
في 19 كانون الأول 2018، بعد أن ضاعف رئيس السودان السابق عمر البشير المعزول دولياً سعر الخبز ثلاث مرات، خرج السودانيون إلى الشوارع يطالبون بإسقاط النظام، ما اضطرّ الجيش إلى عزل البشير بعدها بأربعة أشهر. واختار الشعب ذلك اليوم لأنه في التاريخ نفسه من العام 1955 حصل السودان على استقلاله بعد أن كان يخضع لحكم ثنائيّ بريطانيّ مصريّ.
 
بعد ثلاث سنوات على الثورة، يستعدّ أنصار الديموقراطية والحكم المدنيّ للنزول إلى الشوارع احتجاجاً على "استئثار الجيش بالسلطة". ودعا أنصار الحكم المدنيّ الذين يسعون إلى إنهاء ما يسمّونه "احتلال" العسكريين إلى تظاهرات جديدة اليوم ضدّ الجنرالات. وستجوب التظاهرات الشوارع تحت شعار "لا شراكة ولا تفاوض" مع العسكريين، في وقت دعت السفارة الأميركية في الخرطوم موظفيها إلى تجنّب التنقّل غير الضروريّ في أماكن التظاهر.
 
 
في الآتي، أبرز المحطّات الرئيسية في تاريخ السودان منذ الإطاحة بالبشير الذي حكم البلاد بقبضة من حديد طوال 30 عاماً.
 
 
الخبز والحرية
في 19 كانون الأول 2018، تظاهر مئات السودانيين في مدن عطبرة شمال شرق الخرطوم، وبورتسودان، الميناء البحري الرئيسي في البلاد، والنهود غرب العاصمة، ضدّ قرار الحكومة زيادة أسعار الخبز بثلاثة أضعاف في خضمّ أزمة اقتصادية. وتوسّعت التظاهرات بعد يوم إلى مناطق أخرى بينها الخرطوم وأم درمان.
 
 
الإطاحة بالبشير
في 6 نيسان 2019، بدأ اعتصام شارك فيه آلاف أمام مقرّ قيادة الجيش في الخرطوم.  وفي 11 نيسان، أطاح الجيش السوداني بالبشير واعتقله عقب ثلاثة عقود من وصوله إلى سدّة الحكم إثر انقلاب عام 1989 بمساندة الإسلاميين.
 
تمّ إثر ذلك تشكيل مجلس عسكري انتقالي في البلاد. لكنّ المتظاهرين واصلوا اعتصامهم ونددوا بـ"انقلاب".
 
 
قمع دمويّ
في الثالث من حزيران، أقدم مسلحون بملابس عسكرية على فضّ الاعتصام أمام مقرّ قيادة الجيش بشكل وحشيّ، ما أسفر عن مقتل العشرات. وأفاد تحقيق أوّل أمر الجيش بإجرائه أنّ عناصر من "قوات الدعم السريع" شبه العسكرية تورطت في إراقة الدماء. 
 
في الإجمال، قُتل 250 شخصاً خلال قمع الاحتجاجات، وفق لجنة أطباء مقربة من المتظاهرين.
 
 
اتفاق المرحلة الانتقالية
في 17 تموز، وقّع قادة الاحتجاج في السودان والمجلس العسكري الحاكم بالأحرف الأولى "الإعلان السياسي" الذي يقرّ مبدأ تقاسم السلطة خلال فترة انتقالية تمتد على ثلاث سنوات. وينصّ الإعلان على إنشاء "مجلس سيادة" يدير المرحلة الانتقالية.
 
بعد مفاوضات، تمّ في منتصف آب تشكيل مجلس السيادة الذي ضمّ ستة مدنيين وخمسة عسكريين برئاسة الفريق عبد الفتاح البرهان. وتمّ تعيين عبدالله حمدوك، الخبير الاقتصادي سابقاً في الأمم المتحدة، رئيساً للحكومة.
 
وضعت السلطة الجديدة على رأس أولياتها إحلال السلام في البلد الذي يشهد نزاعاً في دارفور (غرب) وفي ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، أسفر عن مقتل الآلاف. وفي نهاية تشرين الثاني، تمّ حلّ حزب الرئيس المخلوع و"تفكيك" نظامه.
 
 
إدانة البشير
في 14 كانون الأول، صدر حكم بالتحفّظ على البشير في "دار للإصلاح الاجتماعي لمدّة عامين" بعد إدانته بالفساد في واحدة من قضايا عدّة ضدّه.
 
وفي 22 من الشهر نفسه، فتحت السلطات القضائية تحقيقاً في الجرائم المرتكبة في إقليم دارفور منذ عام 2003 في حقّ البشير المطلوب منذ أكثر من عقد من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية" و"جرائم حرب" و"جرائم ضدّ الإنسانية".
 
ويحاكم البشير في قضية منفصلة على خلفية الانقلاب العسكريّ الذي أوصله للسلطة.
 
 
اتفاق سلام
في 30 حزيران 2020، تظاهر عشرات الآلاف في الخرطوم ومدن أخرى للمطالبة بتطبيق الإصلاحات التي نادوا بها خلال الانتفاضة. وطالب المتظاهرون بـ"محاسبة" المسؤولين عن القمع. 
 
وفي 17 آب، تظاهر نحو 3 آلاف شخص في العاصمة للتعبير عن خيبة أملهم عقب توقيع اتفاق الانتقال السياسي. 
 
في 3 تشرين الأول، وقّعت الحكومة السودانية اتفاق سلام تاريخياً في جوبا مع تحالف من خمس مجموعات متمردة وأربع حركات سياسية، من إقليم دارفور (غرب) وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، يفترض أن يضع حدّاً للنزاع الدمويّ الذي استمرّ 17 عاماً. 
 
 
"حال طوارئ اقتصادية"
في 11 أيلول، أعلنت الحكومة "حال الطوارئ الاقتصادية" لاحتواء انهيار الجنيه مقابل الدولار وكبح التضخم الهائل. ويواجه السودان أزمة اقتصادية خانقة ناتجة عن عقود من الإدارة الكارثية.
 
 
سحب السودان من القائمة السوداء
في 14 كانون الأول، شطبت الولايات المتحدة رسمياً السودان من قائمتها السوداء للدول الراعية للإرهاب، بعد أقل من شهرين من موافقته على تطبيع العلاقات مع إسرائيل. 
 
 
وضع هشّ
في 8 شباط 2021، كشف رئيس الوزراء عن حكومة جديدة تشمل سبعة وزراء من مجموعات متمردة كانت ناشطة في ظلّ النظام السابق. وفي 22 حزيران، دعا عبدالله حمدوك الى الوحدة بين السياسيين والعسكريين محذّراً من انقسامات "مثيرة للقلق الشديد".
 
في 17 أيلول أغلق متظاهرون الميناء الرئيسي للبلاد في بورتسودان (شرق). وفي 21 أيلول، أعلنت الخرطوم أنها أحبطت محاولة انقلاب قام بها مدنيون وعسكريون متهمة إياهم بانهم مرتبطون بنظام البشير.
 
في 15 تشرين الأول، اعتبر عبد الله حمدوك أنّ الانتقال يمرّ "بأسوأ أزمة".
 
وفي 16 تشرين الأول، قام موالون للجيش بنصب خيم أمام القصر الرئاسي حيث مقرّ السلطات الانتقالية من أجل المطالبة بحكومة عسكريين. وفي 21 تشرين الأول، وردّاً على ذلك، نُظمت تظاهرات كبرى مؤيدة لحكومة مدنية.
 
 
"انقلاب"
في 25 تشرين الأول، حلّ المشير عبد الفتاح البرهان المؤسسات كلّها واعتقل القادة المدنيين. أدّى ذلك إلى سيل من الإدانات وخفض المساعدات الدولية. وما زال يؤكّد أنه يريد "الانتقال إلى الحالة المدنية وانتخابات حرة عام 2023". 
 
وفي 11 تشرين الثاني، عُيّن مجلساً جديداً للسيادة استبعد منه ممثلو الكتلة التي تطالب بنقل السلطة إلى المدنيين.
 
في الحادي والعشرين من الشهر نفسه، وقّع اتفاقا مع عبد الله حمدوك الذي استعاد منصبه وحريته في التنقل لكنّ التظاهرات استمرّت ضدّ الجنود. منذ الانقلاب. وقُتل 45 متظاهراً وجُرح مئات، حسب نقابة الأطباء المؤيدين للديموقراطية.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم