الأربعاء - 17 نيسان 2024

إعلان

بوتفليقة يوارى الثرى إلى جانب أبطال حرب الاستقلال في الجزائر العاصمة

المصدر: "أ ف ب"
في وداع الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة (أ ف ب).
في وداع الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة (أ ف ب).
A+ A-
يوارى الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة الثرى اليوم في مربع الشهداء بمقبرة العالية في العاصمة الجزائر، المخصصة لأبطال حرب الاستقلال، لكنه لن يحظى بكل مراسم التكريم كأسلافه.
 
توفي بوتفليقة الذي تنحى تحت ضغط الشارع عام 2019 بعد 20 عاماً في الحكم، الجمعة عن عمر ناهز 84 عاماً في مقرّ إقامته المجهّز طبّيًا في زرالدة في غرب الجزائر العاصمة. ومن المقرر أن يُدفن بوتفليقة الذي شغل منصب وزير الخارجية على مدى 14 عاماً خلال السبعينات، بعد صلاة الظهر (بعد الساعة 13,00 بالتوقيت المحلي، 12,00 ت غ)، بحسب ما أعلن التلفزيون الرسمي.
 
وكان قد أُعلن في السابق أن جثمانه سيسجى في قصر الشعب في الجزائر العاصمة لإلقاء نظرة الوداع، لكن هذه المراسم أُلغيت بحسب مصادر متطابقة، رغم أن هذا المبنى الاحتفالي قد شهد استعدادات لاستقبال جثمان الرئيس السابق بحضور كبار الشخصيات في البلاد.
 
وسجيت جثامين أسلاف بوتفليقة وحتى رئيس الأركان السابق الفريق أحمد قايد صالح، في هذا القصر قبل أن توارى الثرى.
 
بحسب إذاعة "إم" الخاصة، فإن موكب الجنازة سينطلق مباشرة من زرالدة حيث كان يعيش الرئيس السابق منذ إصابته بجلطة دماغية عام 2013، إلى مقبرة العالية. وسمح فقط لوسائل الإعلام الوطنية الرسمية بالوصول الى المكان. وأوضحت الإذاعة أنه سيكون "موكب جنازة رسمياً مع حضور بروتوكولي وانتشار أمني" كما أن "آلية عسكرية ستنقل جثمان رئيس الدولة السابق". وسيكون الرئيس عبد المجيد تبون إضافة إلى وزراء ودبلوماسيين أجانب حاضرين في المقبرة.
 
سيوارى بوتفليقة الثرى في مربع الشهداء في هذه المقبرة حيث يرقد جميع أسلافه إلى جانب شخصيات كبيرة وشهداء حرب الاستقلال (1954-1962).
 
 
"متوترون"
تدهورت صحة بوتفليقة وأصبح عاجزاً عن الكلام نتيجة الجلطة الدماغية، وأُرغم على الاستقالة في الثاني من نيسان 2019، إثر شهرين من التظاهرات الحاشدة لحراك شعبي رفضاً لترشحه لولاية خامسة على التوالي. وبعد ساعات من التردد والصمت في ظلّ غياب ردّ فعل رسمي على وفاة الرئيس السابق، أصدر تبون الذي كان رئيساً للوزراء في عهد بوتفليقة، ظهر السبت بياناً أعلن فيه تنكيس الأعلام "ثلاثة أيام" تكريماً "للرئيس السابق المجاهد عبد العزيز بوتفليقة".
 
تعكس المماطلة في الإعلان عن ترتيبات مراسم التشييع أيضاً، بحسب مراقبين، الخشية من خروج تظاهرات مناهضة للرئيس السابق الذي باتت صورته مشوّهة في عيون قسم كبير من الجزائريين.
 
تقول الباحثة السويسرية المتخصصة بشؤون المغرب العربي في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية إيزابيل فيرينفلس لوكالة "فرانس برس": "أعتقد أن أصحاب القرار متوترون لأن هناك كمًّا كبيراً من الكره حول شخص بوتفليقة على وسائل التواصل الاجتماعي".
 
وتضيف: "لا يعرفون ما يفعلون بما أن هناك بين النخب السياسية والاقتصادية والإدارية، عدداً كبيراً من الأشخاص الذي هم ثمرة عهد بوتفليقة أو مستفيدون منه". وتعتبر أن القادة الحاليين "يسعون إلى التميّز عنه لكنهم لا يستطيعون أو لا يريدون جعله طي النسيان".
 
 
رسالة من المغرب
حظي الرؤساء السابقون المتوفون بمراسم دفن مع كل مراسم التكريم، على غرار أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال أحمد بن بلة (1963-1965) الذي أُقيمت له مراسم تشييع رسمية في نيسان 2012.
 
في ذلك الحين، رافق بوتفليقة الذي أعلن حداداً وطنياً لثمانية أيام، شخصياً النعش من قصر الشعب حيث وُضع الجثمان في البدء إلى مقبرة العالية، بحضور كافة أركان الطبقة السياسية وكبار قادة شمال إفريقيا. وحظي أيضاً الرئيس الجزائري الثالث الشاذلي بن جديد (1979-1992) بمراسم دفن وطنية عام 2012 مع حداد وطني لثمانية أيام.
 
في مؤشر الى إرتباك السلطات، اكتفت وسائل الإعلام الرسمية بذكر خبر وفاة بوتفليقة بشكل موجز بدون تخصيص أي برنامج له، كما فعلت عند وفاة أسلافه. وانتظر التلفزيون الرسمي حوالى 24 ساعة، حتى مساء السبت لبثّ في نشرته الإخبارية بشكل مقتضب، أبرز محطات المسيرة السياسية للرئيس السابق التي استمرّت ستين عاماً.
 
وسُمح لشقيق بوتفليقة، سعيد، المسجون حالياً بسبب تهم فساد، بحضور مراسم الدفن، بحسب محاميه سليم حجوطي.
 
وبعث ملك المغرب محمد السادس السبت "برقية تعزية ومواساة" إلى تبون إثر وفاة بوتفليقة، وسط توتر شديد بين الجزائر والرباط خصوصاً على خلفية ملف الصحراء الغربية الشائك.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم