الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الصراع في إقليم تيغراي الإثيوبي يزيد الضغوط على السودان: مخاوف من توترات و"مطلوب الحذر"

المصدر: رويترز
الإثيوبية أسافو الأمايا (إلى اليسار)، وهي مسنة كفيفة، تمسك ابنتها  بيدها في مخيم أم الراقوبة في ولاية القضارف شرق السودان (12 ك1 2020، أ ف ب).
الإثيوبية أسافو الأمايا (إلى اليسار)، وهي مسنة كفيفة، تمسك ابنتها بيدها في مخيم أم الراقوبة في ولاية القضارف شرق السودان (12 ك1 2020، أ ف ب).
A+ A-
زادت الاشتباكات على الحدود الشرقية للسودان وتدفق عشرات آلاف اللاجئين من إثيوبيا التحديات التي يواجهها هذا البلد الذي يحاول عبور بحر متلاطم الأمواج بفعل مرحلة انتقال سياسي وأزمة اقتصادية طاحنة.

وتسبب الصراع الذي نشب في منطقة تيغراي في إثيوبيا، بدفع أكثر من 50 ألف شخص للفرار إلى السودان في غضون شهر، مما أدى إلى بدء عملية إغاثة معقدة في منطقة تعاني من الفقر المدقع في السودان.
 
وتزايدت المخاوف من أن تؤدي الاضطرابات في تيغراي شمال إثيوبيا إلى وقوع اضطرابات في السودان أيضا عندما لقي عدد من الجنود السودانيين مصرعهم يوم الثلثاء في ما وصفته الخرطوم بأنه "كمين نصبته القوات الإثيوبية والميليشيات" داخل حدودها.

ولم يستجب مسؤولون إثيوبيون بعد لطلبات للتعليق على الواقعة.

عزز السودان من وجوده العسكري قرب حدوده الشرقية منذ بدء معارك بين القوات الاتحادية الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في الرابع من تشرين الثاني.

وقال وزير الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية فيصل محمد صالح لرويترز إن قوات تابعة لإقليم أمهرة الإثيوبي، التي تدعم حكومة رئيس الوزراء أبيي أحمد، وسعت أيضا من نطاق نشاطها، مما أدى لوقوع أحداث أخرى في مناطق زراعية متنازع عليها منذ فترة طويلة قرب منطقة حدود عبر من خلالها اللاجئون.

وتابع: "زادت التوترات وحدثت بعض المناوشات أخيرا بين قوات إثيوبية وقوات سودانية".

ويطالب مزارعون في أمهرة بالحق في أراض في منطقة الفشقة التي يطالب السودان أيضا بالسيادة عليها وتنشب بعض الاشتباكات بين الحين والآخر خلال مواسم الغرس والحصاد.

ويحمّل لاجئون من تيغراي فروا إلى شرق السودان، قوات من عرق الأمهرة، مسؤولية أغلب العنف الذي دفعهم للهرب منذ أوائل الشهر الماضي.

وزار رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إثيوبيا، يوم الأحد، مدفوعا بالمخاوف الأمنية وحمل معه ما وصفه مسؤولون سودانيون بأنه مقترح للوساطة.

وقالت إثيوبيا، التي أعلنت النصر على الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في 29 تشرين الثاني، إن العرض لم يعد ضروريا. بينما قالت الجبهة الشعبية إنها ستواصل القتال.

ومن الصعب التحقق من روايات أي طرف بسبب قطع الاتصالات عن المنطقة خلال فترة المعارك.

وقال صالح: "بعد زيارة حمدوك لإثيوبيا، تم الاتفاق على استئناف لجنة ترسيم الحدود بين البلدين... أيضا نخشى من أن يؤثر النزاع في إثيوبيا على التفاوض في سد النهضة لانشغال إثيوبيا بهذا النزاع... زيارة رئيس الوزراء لإثيوبيا أدت لإحراز تقدم في ملف الحدود وسد النهضة".

وقال مصدر ديبلوماسي في السودان إن سفير إثيوبيا تم استدعاؤه بسبب مقتل الجنود يوم الثلثاء. لكن أبيي انتهج لغة تصالحية وكتب في تغريدة: "مثل تلك الوقائع لن تكسر الرابطة بين بلدينا لأننا دائما ما نلجأ للحوار لحل المشكلات".

- منطقة مضطربة -
يخشى البعض في السودان من أن المعارك في تيغراي قد تشكل تهديدا في منطقة تعج أصلا بالاضطرابات. ويعتقد ديبلوماسيون في المنطقة وموظفو إغاثة إن المعارك أودت بحياة الآلاف.

وتقول الأمم المتحدة إن الأزمة تسببت بتشريد أو نزوح نحو 950 ألف شخص.

وقالت ميرفت حمد النيل التي ترأس مبادرة للمجتمع المدني دعت لاتخاذ السودان لموقف فاعل من الأزمة في تيغراي، إن منطقة الصراع في إثيوبيا منطقة حدودية قريبة من السودان وإريتريا وجنوب السودان ويمكنها أن تؤثر على المنطقة بأكملها وكذلك منطقة البحر الأحمر.

كما يخشى البعض أيضا من حجم الضغوط التي يشكلها تدفق لاجئين على السودان الذي يحاول التعافي من عقود من الصراعات الداخلية لديه تسببت بتشريد الملايين.

واحتدمت الأزمة الاقتصادية حتى بعد إطاحة الرئيس السابق عمر البشير في نيسان 2019. وشهدت البلاد نقصا في إمدادات الوقود والخبز وارتفع فيها التضخم لما يزيد عن 250 بالمئة.

ويقول سكان ومسؤولون إن الدفعات الأولى من اللاجئين التي وصلت الشهر الماضي لاقت ترحيبا من المجتمعات المحلية في شرق السودان.

لكن تدفقهم تسبب في رفع أسعار السلع الأساسية ومواجهة وكالات الإغاثة لمشكلات في توفير الغذاء والماء والرعاية الصحية للاجئين.

وطلبت الحكومة السودانية من العديد من الموظفين الرسميين العمل من منازلهم بعد ارتفاع في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد مما عقد العمليات اللوجيستية. وتوفي مدير معتمدية اللاجئين في السودان هذا الشهر بعد إصابته بكوفيد-19.

وقال موظف في منظمة إغاثة تعمل في المنطقة إن إحدى النقاط الضاغطة في هذا الملف تتمثل في حرص السلطات السودانية على نقل اللاجئين بسرعة بعيدا عن الحدود لمخيمات، وتساندها في ذلك الأمم المتحدة، بسبب المخاوف من أن تستغل قوات تيغراي السودان كقاعدة انطلاق خلفية لشن هجمات على إثيوبيا.

وبعض اللاجئين مترددون بشأن ذلك ويأملون العودة إلى إثيوبيا للعثور على أقاربهم وتفقد ممتلكاتهم ومحاصيلهم.

وقبل ثلاثة عقود، ساند السودان قوات تيغراي التي أطاحت بالحكام الشيوعيين لإثيوبيا في صراع تسبب في تدفق موجات من اللاجئين الفارين غربا عبر الحدود.

وقال سليمان بلدو، وهو مستشار للسياسات في مجموعة بحثية مقرها واشنطن، إن السلطات الانتقالية الممتنة لوساطة إثيوبيا بين الجيش السوداني ومجموعات المجتمع المدني بعد إطاحة البشير العام الماضي ليس لديها أي مصلحة حاليا في القيام بدور مماثل في مواجهة حكومة يتزعمها أبيي وتحظى بوضع دولي.

وتابع: "السودان يحتاج لتوخي أقصى درجات الحذر. لا يمكنه الآن تحمل تبعات استضافة قيادات للمعارضة أو جماعات معارضة مسلحة".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم