الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"قرار غير عادل"... حرمان المغاربة الملقَّحين بـ"سينوفارم" من "الجواز الصحي" للسفر إلى أوروبا

المصدر: "أ ف ب"
السفر عبر المطارات (تعبيرية- "أ ف ب").
السفر عبر المطارات (تعبيرية- "أ ف ب").
A+ A-
بقدر ما أدخل استئناف الرحلات الجوية السرور إلى قلوب المغاربة الذين يودّون السّفر إلى أوروبا، بقدر ما أحبط الكثير منهم عدم اعتماد بلدان القارة العجوز لقاح "سينوفارم" الصينيّ، ما يحرمهم من الحصول على "الجواز الصحي".

وفي مواجهة جائحة كوفيد-19، استقدم المغرب لقاحات "سينوفارم" و"سينوفاك" الصينيين، وبدرجة أقل "سبوتنيك-في" الروسي، مشاركاً منذ بداية انتشار الوباء باختبارات طبيّة حولهما، ما جعل تكلفة اللقاح أقلّ بالنسبة إليه. وأقدمت دول عدّة على ذلك في مواجهة تكلفة اللقاحات الأخرى الأكثر ارتفاعاً والأقلّ توافراً.

لكن الاتحاد الأوروبي أصدر توصيات غير ملزمة تحصر السفر  لى بلدانه بالحالات "الضرورية"، مشترطاً أن يكون المسافرون قد تلقّوا اللقاحات المعتمدة من الوكالة الأوروبية للأدوية.
 
وتنحصر هذه اللقاحات في "أسترازينيكا" و"جونسون آند جونسون" و"فايزر" و"موديرنا".
 
وبالتالي، فإنّ المطعّمين من المغاربة بلقاح صينيّ ملزمون بتقديم نتيجة فحص سلبيّ للكشف عن الفيروس، بالإضافة إلى الخضوع لعزل صحيّ أو إجراءٍ في بعض الحالات، إذا أرادوا السفر إلى أوروبا.
 
وعلّق الكاتب الصحافيّ كريم بخاري على الموضوع: "لديّ انطباع أنّ اللقاح أصبح بمثابة تأشيرة سفر. لديّ تأشيرة لكن لقاحي صينيّ... كما لو أنني لا أملكها".

ووصف موقع "لو360" الإخباري شبه الرسمي تبنّي هذه التوصيات من جانب فرنسا، التي تعدّ من الوجهات الرئيسية للمسافرين المغاربة، "بالقرار غير العادل".
 
وأثار ذلك أيضاً احتجاج جمعية للجالية الفرنسيّة المقيمة في المغرب عبر رسالة تناقلتها وسائل إعلام محليّة، جاء فيها:  "نحن مصدومون، لأن فرنسا لا تعتمد لقاح سينوفارم".

ويقول مصدر مطّلع على الملف في الرباط إنّ السلطات المغربية تسعى إلى إقناع السلطات الفرنسية باعتماد اللقاحات، التي وافقت عليها منظّمة الصّحة العالميّة، وبينها "سينوفارم"، على غرار ما تفعل إسبانيا.
 
شرط ضروري

وتبدو المشكلة أقلّ حدّة في بلدان إفريقية أخرى مثل مصر والغابون اللذين اختارا لقاحات "سينوفارم" و"سينوفاك" و"سبوتنيك-في"، على اعتبار أنّ السفر منها إلى أوروبا يظل محدوداً. لكن وقع اللقاح أكبر في المغرب خصوصاً أنّ المملكة تعتزّ بتقدّم حملة التطعيم فيها.
 
وشملت الحملة في ظرف أربعة أشهر 9.3 ملايين شخص، بينهم أكثر من سبعة ملايين تلقّوا الجرعة الثانية من أصل نحو 36 مليون نسمة، وفق الأرقام الرسمية.

وفي إطار حملة إعلامية تحثّ على أنّ تلقّي اللقاح هو بمثابة القيام بعمل وطني، تنبّه السّلطات إلى أنه أيضاً "شرط ضروري" للتمكّن من السّفر من دون قيود.
 
لكن اختيار نوعيّة اللقاح ليس متاحاً للمستفيدين، إذ يظل رهن المخزون الوارد إلى المملكة، علماً أنّ "سينوفارم" هو المورد الأساسيّ حالياً.
 
وقال عضو اللجنة الوطنية العلمية للتلقيح البروفيسور سعيد عفيف لموقع "لو360" إنّ "اللقاح الصيني أثبت فعاليته بدليل التراجع الملحوظ في عدد الوفيات في البلدان التي اختارت استعماله".
 
وأوضحت مديرة الوكالة الأوروبية للأدوية إمير كوك لوكالة "فرانس برس" أنّها "باشرت محادثات أولية مع مختبر سينوفارم"، إلّا أنّ الأخير لم يقدّم رسمياً ملفّاً لاعتماد اللقاح، خلافاً للقاحي "سينوفاك" و"سبوتنيك-في" اللذين يوجدان حالياً في طور التقييم.

وأضافت كوك: "صراحة لا أعرف لماذا لم يواصلوا" عملية تقديم الملف.
 
ويطرح إدراج فرنسا المغرب ضمن لائحة "المنطقة البرتقالية" مشكلة أخرى، وهي الفئة التي ما يزال فيها الفيروس منتشراً عند مستوى متحكّم فيه من دون شيوع المتحوّرات المقلقة؛ وهي الفئة الثانية، وفق المعايير الأوروبية، بعد "الفئة الخضراء" التي تدرج ضمنها البلدان التي يبدو فيها الفيروس تحت السيطرة.

ويرتبط هذا التصنيف أساساً بضعف عدد اختبارات الكشف عن الفيروس في المملكة. وسجّلت في المغرب، وفق الأرقام الرسمية، 525 ألف إصابة بكوفيد-19، بينها 9217 وفاة.

في المقابل، يظلّ السفر في داخل المملكة متاحاً من دون قيود، بغضّ النّظر عن نوعيّة اللقاح، إذ أطلقت السّلطات جواز سفر صحيّاً، يُتيح أيضاً التنقل ليلاً من دون تقيّد بحظر التجوال.

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم