هل يغيّر غزو أوكرانيا سياسة أميركا في سوريا؟

مرّ 11 عاماً على انطلاق الثورة في سوريا سنة 2011. وعلى الرغم من أنّ المعارضة السورية المسلحة فشلت في تحقيق أهدافها بعد التدخل العسكري الروسي سنة 2015 لإنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد، يبقى أنّ موسكو أيضاً فشلت في تسييل انتصارها العسكري سياسياً. فالأسد لا يزال معزولاً إلى حد كبير والعمل على صياغة دستور جديد متعثر. في الوقت نفسه، تسيطر تركيا عسكرياً على قسم كبير من إدلب والولايات المتحدة على شمال شرق سوريا. عملياً، يترك هذا الأمر الرئيس السوري مسيطراً على قرابة ثلثي مساحة بلاده بينما تواصل المقاتلات الإسرائيلية قصف فصائل موالية لإيران داخل سوريا بضوء أخضر روسيّ. وتستمرّ الولايات المتحدة في فرض عقوبات على دمشق لانتهاكها حقوق الإنسان وفي مقدّمتها عقوبات "قيصر". كذلك، تشنّ مجموعات من تنظيم داعش عمليات إرهابية من وقت لآخر داخل الأراضي السورية. حقّق الروس هدفهم في إحباط إسقاط نظام الأسد عقب السيطرة على حلب في كانون الأول 2016. بعد قرابة ستة أعوام على هذا المنعطف الأساسي في الحرب السورية، لا يبدو أنّ الروس باتوا أقرب إلى تحقيق تسوية سياسية تكلّل استراتيجيّتهم في سوريا.  ارتدادات سلبية للحرب على أوكرانياتوقّع مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في "معهد الشرق الأوسط" تشارلز ليستر أن يؤدي اجتياح روسيا لأوكرانيا إلى فرض "تهديد قاتل" على آلية الأمم المتحدة لتسليم المساعدات عبر الحدود إلى قرابة 4 ملايين مدني في شمال غرب سوريا. سيكون هذا الترتيب على موعد مع التصويت في مجلس الأمن شهر تموز المقبل، ومن شبه المؤكد أن...