الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

عشر سنوات على ثورة البوعزيزي: تونسيّون غاضبون... المطالب بقيت "حبراً على ورق"

المصدر: أ ف ب
تونسيون يرددون هتافات خلال تجمعهم في ساحة محمد البوعزيزي وسط مدينة سيدي بوزيد التونسية (17 ك1 2020، أ ف ب).
تونسيون يرددون هتافات خلال تجمعهم في ساحة محمد البوعزيزي وسط مدينة سيدي بوزيد التونسية (17 ك1 2020، أ ف ب).
A+ A-
يواصل أهالي ولاية سيدي بوزيد وسط تونس، ترديد الشعارات التي رفعوها خلال انتفاضة 17 كانون الاول 2010، "شغل، كرامة" معبرين عن غضب شديد وخيبة في الحكومة التونسية التي لم تنجح في تحسين أوضاعهم المعيشية.

في مثل هذا اليوم، وفي العام 2010، وفي هذه المحافظة المهمشة في وسط غرب تونس، أضرم بائع الخضار المتجول محمد البوعزيزي النار في جسده، إثر خلاف مع الشرطة. وأعقبت ذلك احتجاجات اجتماعية واسعة، وضعت حدا لعقود من الحكم الديكتاتوري في تونس.

لم تشهد المحافظة، مهد "الربيع العربي"، زبارات من قبل مسؤولين في الدولة. وكانت الاحتفالات بالذكرى باهتة، وحل مكانها احتجاج لشباب على "عشر سنوات لا شي".

وعبّر الأربعيني جمال البوزيدي عن غضبه قائلا: "قررنا عدم انتظار اي شخص من الطبقة السياسية... تعبنا من الانتظار".

ونُظم في وسط المدينة مهرجان صغير لموسيقى الراب بشعار: "عشر سنوات، طال الانتظار".

وقال منظم التظاهرة نجيب كوكه: "لا شيء يذكر. مرت عشر سنوات ومنطقتنا فقيرة ومهمشة".

وقال الناطق الرسمي باسم التظاهرات يوسف الجيلالي: "هذا الحدث الذي يبين أهمية الثورة بالنسبة لنا، لا يخفي الغضب... تجاه الطبقة السياسية".

- حبر على ورق -
تجمع المئات من سكان المدينة لا من أجل الاحتفال، بل للتعبير عن غضبهم تجاه سلطات وصفوها بأنها "عاجزة".

وأمام تمثال عربة البوعزيزي، ردّد محتجون "العمل استحقاق يا عصابة السرّاق".

وحمل محتجون آخرون مجسما لنعش كتب عليه: "معطل (عن العمل) عمره اكثر من 45 عاما دون ضمان اجتماعي".

تحققت في تونس مطالب الحرية التي رفعها المحتجون في العام 2011. وتم إرساء نظام ديمقراطي ودستور جديد وحرية سياسية وأحرز تقدم ملحوظ في الحريات الفردية.

لكن المطالب الأخرى والأساسية كذلك، مثل "الخبز والعمل والكرامة الوطنية"، بقيت حبرا على ورق وجملا انتخابية توظف لمآرب سياسية، حسب مراقبين.

مد أحد العاطلين عن العمل منذ عشرين عاما والحاصل على الاستاذية في التاريخ عبد الحميد حمدي (46 عاما) يديه. وقد ظهرت ندب عميقة عليهما من آثار العمل في الزراعة والبناء، وقال: "عشر سنوات ولم تتحقق العدالة الاجتماعية بعد، عشر سنوات من الفساد والحرمان".

وصرخ المحامي فاروق الجزيري وهو يقف على تمثال العربة ويرفع العلمين التونسي والفلسطيني: "وضع الناس الى الأسوء بعد عشر سنوات من العدم".

وقال محتجون عبروا عن غضبهم إثر الغاء الرئيس التونسي قيس سعيّد زيارته للمحافظة، إنهم سيواصلون "الثورة حتى تتحقق أهدافها".

وعبّر محتج آخر عن عدم اكتراثه لزيارة سعيّد بقوله: "لا يهمنا، ماذا ستضيف زيارته؟"

أنتخب سعيد في العام 2019 إلى  حد كبير بفضل أصوات الشباب وقد رفع شعار الثورة "الشعب يريد" كعنوان كبير لحملته الانتخابية.

- "فقدت طعمها" -
أعلنت الرئاسة التونسية، ليل الأربعاء- الخميس، ان سعيّد لن يستطيع القيام بزيارة الى سيدي بوزيد للاحتفال بالذكرى العاشرة.

فقد أعلن الرئيس التونسي في كانون الثاني الفائت أنه مستعد "ومن دون تأخير" لأن يقدم اعتذارات الدولة عن انتهاكات حقوق الانسان التي لحقت بالعديد من الاشخاص خلال فترة حكم الدكتاتورية وتعهد بأن يكون يوم 17 كانون الاول يوم عطلة وطنية، لكن ذلك لم يتحقق.

وقال الشاب العاطل عن العمل طارق بوزيدي (29 عاما): "مدينتنا منحت الوزراء والمسؤولين في الدولة مناصب، لكنهم في المقابل لم يفعلوا شيئا لتحسين أوضاع الناس".

وقال البوزيدي ان الاحتفالات لاحياء ذكرى هذا اليوم "فقدت منذ سنوات طعمها".

وغير بعيد عن الاحتجاجات وسط المدينة، واصل الاهالي نسق حياتهم العادي غير مبالين تماما بما يحصل، كل مهتم بتجارته فيما امتلأت المقاهي بروادها.

وقال شاب متجه مع رفاقه للمشاركة في الاحتجاج: "سنمرح بإشعال بعض الاطارات وننهي الاحتفال".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم