الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

عشرات الغارات الإسرائيليّة على غزة مجدّداً... ونحو 200 ضحية فلسطينيّة في أسبوع

المصدر: "أ ف ب"
قصف إسرائيلي على قطاع غزّة (أ ف ب).
قصف إسرائيلي على قطاع غزّة (أ ف ب).
A+ A-
قتل الجيش الإسرائيلي، صباح الاثنين، قياديا في سرايا القدس ضمن سلسلة من الغارات الجوية الكثيفة على قطاع غزة التي بدأت فجرًا وما زالت مستمرة منذ أسبوع سقط فيه أكثر من 200 قتيل في المواجهة الدامية بين الدولة العبرية والفصائل المسلحة لا سيما حركة حماس رغم الدعوات الدولية المتكررة لوقف التصعيد.

فليل الأحد الاثنين، أغار الطيران الإسرائيلي عشرات المرات على قطاع غزة الفقير والمحاصر من حيث أطلقت فصائل مسلحة صواريخ باتجاه إسرائيل.
 
وصباحا، أعلن مصدر في حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة مقتل قائد لواء الشمال في سرايا القدس الجناح العسكري للحركة حسام أبو هربيد في غارة استهدفت سيارته. 
 
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان استهداف أبو هربيد. وقال إنه "كان قائدا في المنظمة لأكثر من 15 عاما وكان وراء عدة هجمات صاروخية مضادة للدبابات ضد مدنيين إسرائيليين (...) قاد باستمرار إطلاق صواريخ ضد إسرائيل وإطلاق نار على جنود جيش الدفاع". 
 
وتسببت الغارات التي هزت مدينة غزة بانقطاع التيار الكهربائي على ما أفاد أحد صحافيي وكالة فرانس برس. ولحقت أضرار بمئات المباني على ما ذكرت السلطات المحلية.
 
وأوضح الجيش الإسرائيلي، في بيان الاثنين، أنه استهدف تسعة منازل تستخدم "لتخزين الأسلحة" عائدة لقادة كبار في حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ 2007.
 
وشملت دائرة القصف الليلي الإسرائيلي أيضا "مترو الأنفاق" أو شبكة أنفاق حركة حماس.
 
وبحسب الجيش فإن 54 طائرة مقاتلة قصفت أنفاقا بطول 15 كيلومترا، وقال الجيش في قت سابق إن جزءا منها يمر في مناطق مدنية. 
 
وقالت منى القمع وهي من سكان غزة: "شعرت بأني أموت. على نتانياهو أن يدرك أننا مدنيون ولسنا عسكريين".
 
ورصد مراسلو فرانس برس صباح الإثنين أعمدة ضخمة من الدخان الرمادي تتصاعد من مصنع "فومكو" للاسفنج شرق مخيم جبالبا.  
 
ووفق بيان للدفاع المدني، فإن المصنع استهدف "بقذائف فسفورية حارقة وقذائف دخانية أدت إلى اشتعال حرائق كبيرة داخل المخازن كونها تحتوي مواد سريعة الاشتعال". 
 
وأتت الغارات الإسرائيلية الجديدة في وقت سجلت في قطاع غزة المحاصر منذ 2006، الأحد أعلى حصيلة يومية منذ بدء جولة العنف الجديدة مع سقوط 42 قتيلا فلسطينيا من بينهم ما لا يقل عن ثمانية أطفال وطبيبان على ما ذكرت وزارة الصحة المحلية.
 
ومنذ العاشر من أيار قتل 200 فلسطيني بينهم ما لا يقل عن 59 طفلا، وجرح أكثر من 1305 أشخاص على ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية.
 
أما في الجانب الإسرائيلي فقتل عشرة أشخاص من بينهم طفل وأصيب 294 في إطلاق صواريخ من قطاع غزة.
 
وفي غزة، قالت وزارة الأشغال إن "أكثر من عشرة آلاف وحدة سكنية تضررت جراء العدوان المستمر بينها 800 دمرت كليا". 
 
من جهتها، قالت شركة كهرباء غزة إن كميات الوقود المتوافرة كافية "ليومين أو ثلاثة كأقصى حد"، وإن خسائر الشركة جراء القصف بلغت ثمانية ملايين دولار. وأشارت وزارة التربية والتعليم إلى "تضرر نحو 35 مدرسة حتى اللحظة". 
 
أما وزارة الزراعة فأعلنت عن خسائر أولية "تفوق 20 مليون دولار". 
 
وأكد المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة لوكالة فرانس برس فرار أربعين ألفا من منازلهم التي دمرت أو ألحقت بها الأضرار.
 
وقال ابو حسنة إن الوكالة الدولية فتحت لهم 48 مدرسة وهي تخشى من انتشار فيروس كورونا و"الوضع خطير جدا".  
 
- "هدف مشروع" -
أطلقت الفصائل المسلحة ومن بينها حماس والجهاد الإسلامي أكثر من 3100 صاروخ باتجاه إسرائيل منذ بدء جولة العنف الدامية يوم 10 أيار. وهي أعلى وتيرة إطلاق صواريخ تستهدف أراضي الدولة العبرية على ما أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد مشددا على أن الدرع الصاروخية "القبة الحديدية" اعترضت جزءا كبيرا منها.
 
وفي كلمة الأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "حملتنا على المنظمات الإرهابية مستمرة بزخم كامل".
 
وأضاف مبررا الضربة التي دمرت برجا من 13 طابقا يضم مكاتب قناة الجزيرة القطرية ووكالة "اسوشييتد برس" الأميركية للأنباء: "كان هدفا مشروعا بالكامل" مشددا على أنه يستند إلى معلومات لأجهزة الاستخبارات.
 
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين الإثنين إن واشنطن طلبت من إسرائيل توضيح "مبرر" الضربة، داعيا إسرائيل والفلسطينيين إلى "حماية المدنيين" والأطفال. 
 
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية إسماعيل هنية في مقابلة له مع صحيفة الأخبار اللبنانية أن "قوة المقاومة متعاظمة" وهي "تمثل اليوم الرصيد الاستراتيجي للمشروع الوطني الفلسطيني وفي قلبه القدس". 
 
وقال إن "المعركة القائمة أثبتت للعالم كما للصهاينة أن القدس ليست مسألة عابرة وأنها مركز القلب في المشروع الوطني الفلسطيني، ونجحت في إعادة توحيد الشعب الفلسطيني على كل أرض فلسطين التاريخية". 
 
وأفاد الجيش أنه تم قصف منزلي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية في قطاع غزة يحيى السنوار وشقيقه محمد رئيس الخدمات اللوجستية والقوى العاملة في الحركة باعتبارهما من ضمن "البنية التحتية العسكرية لمنظمة حماس الإرهابية".  وأكدت مصادر أمنية فلسطينية الغارة من دون معرفة مصير السنوار.
 
- إضراب شامل -
اندلعت الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس صيف العام 2014 واستمرت 51 يوما وألحقت دمارا كبيرا بقطاع غزة. كما قتل خلالها 2251 فلسطينيا غالبيتهم من المدنيين و74 إسرائيليا غالبيتهم العظمى من الجنود.
 
ولم يتبن مجلس الأمن الدولي خلال جلسته الافتراضية الطارئة والمفتوحة التي بدأت الأحد أي إعلان أو مقترحات للتوصل سريعا إلى وقف للتصعيد بين الجانبين الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة. 
 
وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرييش "يجب أن يتوقف القتال. يجب أن يتوقف فورا". محذرا من "أزمة أمنية وإنسانية لا يمكن احتواؤها". 
 
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الإثنين، أن الفلسطينيين سيتوجهون إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لادانة إسرائيل، بعد إخفاق مجلس الأمن الأحد في تبني موقف موحد بسبب معارضة واشنطن.
 
وتسجل داخل إسرائيل أعمال عنف غير مسبوقة خصوصا في مدن "مختلطة" يقيم فيها يهود وعرب إسرائيليون.
 
وأججت قضية حي الشيخ جراح حيث يتهدد عدد من العائلات الفلسطينية خطر إخراجها من منازلها لصالح جمعيات استيطانية، النزاع وأدت إلى التصعيد الحالي الذي توسعت دائرته لتشمل المسجد الأقصى والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والمدن التي يعيش فيها يهود وعرب إسرائيليون داخل إسرائيل. 
 
وقتل في الضفة الغربية منذ الاثنين 15 فلسطينيا بنيران القوات الإسرائيلية. 
 
وشهدت القدس الشرقية المحتلة حملة اعتقالات في صفوف الفلسطينيين على أثر صدامات في أحياء عدة ليل الأحد. 
 
الاثنين، دعت اللجنة المركزية لحركة "فتح" إلى إضراب شامل في الضفة الغربية الثلاثاء انسجاما مع لجنة المتابعة العربية العليا في إسرائيل التي دعت هي أيضا إلى إضراب شامل "ردا على العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا الفلسطيني". 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم