الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

اختفى لثلاثة أشهر… العثور على جثته داخل حفرة بسبب "هوس التنقيب عن الآثار"

المصدر: "النهار"
مروة فتحي
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
حلم الثراء السريع يُسيطر على عقول كثيرين. وفي سبيل تحقيق ذلك يبحثون عن سراب يحمل خطر الموت مثلما حدث مع رجل يُدعى "مينا. ك."، في العقد الرابع من العمر. فقد عثرت الأجهزة الأمنيّة في القاهرة على جثته، بعد تغيّبه عن منزله منذ 3 أشهر، في داخل حفرة بدائرة قسم شرطة عين شمس، حيث تبيّن أنّها انهارت عليه أثناء التنقيب عن الآثار، وتمّ نقل الجثة إلى مشرحة "زينهم" تحت تصرّف النيابة العامّة، التي قرّرت انتداب الطبّ الشرعيّ لبيان سبب الوفاة.

وكشفت التحريات عن أنّ الشاب المتغيّب كان ينقّب عن الآثار في أحد المنازل، وعقب استئذان النيابة العامة تمّت مداهمة المنزل، حيث تبيّن وجود حفرة وانهيار جزء منها، وعثروا على جثة الشاب المتغيب في حالة تحلّل، وتمّ نقل الجثمان إلى المشرحة وإبلاغ النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

من جانبه، قال الدكتور مصطفى محمود (استشاري اجتماعي) لـ"النهار" إنّ هناك ما يُسمى بـ"هوس التنقيب عن الآثار وفانتازيا الثراء السريع. وفي السنوات الأخيرة أصبح حلم بعض الشباب والرجال تحقيق الثراء السريع دون تعب أو كفاح. ومع انتشار عمليّات النصب وسرعة انتشار فكرة التنقيب عن الآثار، وإيمان البعض بأنّ قطعة أثرية واحدة قد تغير مسيرة عائلة بأكملها، يُحاول كثيرون تحقيق هذا الحلم بالتنقيب تحت منازلهم أو المشاركة في التنقيب عن الآثار في أماكن أخرى، مما دفع البعض إلى دفع حياتهم ثمناً لذلك".

وأوضح أنّ البداية تكون بالكلام من البعض عن شخص أصبح غنيّاً، بسبب الآثار، "والكلام ينتشر في القرى وبعض الأحياء العشوائية بالقاهرة بشكل أكبر وأسرع، ويتحدث البعض عن الاكتشافات أو الآثار التي تغني أصحابها وسهولة البحث، ويشيعون أنّ منطقة ما غنيّة بالآثار، ثم تظهر الاختلافات الكبيرة وتحدث عمليات قتل ومشاجرات بين الشركاء والمشاركين".

وأشار محمود إلى أنّ الأحلام كثيرة، ولا أحد يذكر الصعوبات وحجم الأشخاص الذين فقدوا أو الخسائر البشرية والماديّة وكثرة البطالة وانتشار النصب، خاصة بين الفئات البسيطة وأصحاب المستوى التعليمي المتدنّي، فالنصابين كُثر في ذلك، ومنهم من يدّعي أنه شيخ يعرف ولديه رؤية أو بصيرة، ويبدأ بتحضير الجن، حتى يقول لك إنّ المكان المقصود فيه آثار.

وأضاف: "الدولة تقوم بدورها في تعديل القوانين الخاصة بمعاقبة من يخالف ومن ينقب عن الآثار، ويتكرّر الإمساك بالمخالفين بصورة شبه يوميّة في مناطق مختلفة من مصر، ولكن تجب الدّعوة إلى العمل والتّعب والجهد والكفاح وكسب لقمة العيش من عمل أيدينا بدلاً من هوس التنقيب عن الآثار".


ويُقدّم الدكتور مصطفى محمود، العلاج لهذه الظاهرة، والذي يبدأ من عند الأسر، وذلك في ما يأتي:

1. تصحيح المفاهيم للأبناء، وإطلاعهم على حجم المخاطر والمشكلات التي يتعرّض إليها هؤلاء.

2. التحدّث عن قيمة العمل، وأنّ الأنبياء كانوا يعملون ويكسبون رزقهم من عمل أيديهم.

3. نظرة الأشخاص إلى الإنسان الذي يعمل ويكافح ويغتني من العمل أفضل بكثير من شخص اغتنى من الحصول صدفةً على قطعة آثار، أو نقّب عنها ووصل إليها بطريقة ما.

4. تعليم الأبناء قيمة الصبر والعطاء وعدم الجشع أو التنازل عن القيم والأخلاقيّات وخرق القوانين.

5. تثقيف الأبناء بالقوانين ودورها في تعزيز الهوية الوطنية وحب الوطن، وعدم مساعدة من يخترق القوانين ويخالف الأعراف.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم