الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

33 عاماً... والناجون من "كيميائي" حلبجة يعانون

المصدر: النهار
هاوكار صابر أحد الناجين من هجوم حلبجة في صورة ملتقطة في هذه المدينة الكردية شمال شرق بغداد في 13 آذار 2021.(أ ف ب)
هاوكار صابر أحد الناجين من هجوم حلبجة في صورة ملتقطة في هذه المدينة الكردية شمال شرق بغداد في 13 آذار 2021.(أ ف ب)
A+ A-
بعد 33 عاماً على قصف نظام صدام حسين مدينة حلبجة بالأسلحة الكيميائية، لا تزال معاناة الناجين تذكّرهم كلّ يوم بالمأساة، وهم ينتظرون من دون جدوى، تحقيق العدالة. بين هؤلاء هاوكار صابر الذي يعجز عن التنفس من دون جهاز أوكسجين.
كان صابر في الثالثة من العمر عندما أصيب بالقصف الكيميائي وفقد ثلاثةً من أفراد عائلته في 16 آذار 1988.
 
يومذاك، ولمدة خمس ساعات قصف الطيران العراقي رجالاً ونساء وأطفالاً بمزيج من غاز الخردل وغاز الأعصاب توبان وغاز السارين، بحسب خبراء، وقتل نحو 5 آلاف منهم. ووقع الهجوم اثر سيطرة قوات الاتحاد الوطني الكردستاني بدعم من إيران على حلبجة الواقعة في منطقة جبلية، في حين كانت الحرب العراقية- الإيرانية تشارف على نهايتها.
 
وعلى رغم مرور سنوات طويلة، لا يزال سكان المدينة البالغ عددهم 200 ألف نسمة اليوم، يعانون من تداعيات المأساة، من بينهم 486 مصاباً يعيشون في وضع صحي صعب، على ما يقول لقمان عبد القادر رئيس جمعية القصف الكيميائي لحلبجة الواقعة على بعد 250 كيلومترا شمال بغداد.
 
يوضح عبد القادر الذي فقد بدوره ستة من أفراد عائلته في القصف، من مكتب منظمته في وسط المدينة أن هؤلاء "يعانون من ضيق التنفس وضعف في النظر".
يعزو عبد القادر صعوبة وضع الناجين إلى "عدم وضع برامج صحية لإنقاذ المصابين من قبل حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية، عبر إرسال من حالتهم سيئة إلى دول أوروبية لتلقي العلاج".
 
ويشير مع ذلك إلى أنه قبل انتشار فيروس كورونا كان بعض الناجين يرسلون إلى إيران للعلاج، كما الحال مع صابر الذي ينتظر بفارغ الصبر تحسن الوضع الوبائي ليتمكن من السفر إلى هناك والتداوي.
 
 معاناة الناجين من هذه المأساة لا تنتهي فقط عند الضرر الجسدي، فهناك "142 طفلاً فقدوا حينها بعدما نقلوا إلى إيران أثناء القصف، لكن لم يعثر ذووهم عليهم حتى الآن"، وفق ما يشرح أيد آراس رئيس فرع حلبجة في منظمة حماية الأطفال. ولا تزال المدينة، وفق آراس، تعاني من وضع اقتصادي واجتماعي وبيئي صعب.
كانت سويبه محمد البالغة من العمر 60 عاماً إحدى الشاهدات في المحكمة الجنائية العليا ضد علي حسن المجيد الملقب بـ"علي الكيميائي"، ابن عم صدام حسين وأحد المسؤولين العسكريين البارزين في نظامه، في عام 2006. أعدم الرجل بعد أربع سنوات من محاكمته على خلفية جرائم عديدة من ضمنها مجزرة حلبجة، لكن ذلك لم يغير حياة سويبه التي فقدت خمسة من أولادها في القصف، وكذلك نظرها.
 
وقالت باكيةً : "وعدني المسؤولون منذ سنين أن أتلقى العلاج في الخارج، كي أفتح عيوني في آخر أيام عمري وألقي نظرة على أولادي الباقيين، لكن لم يفوا بوعودهم".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم