الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

التظاهرات الغاضبة تلاحق نتنياهو إلى صناديق الاقتراع

المصدر: النهار
الاسرائيلي إيريز يالون حاملاً لافتة تندد برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امام مقر رئاسة الوزراء في القدس السبت.  (أ ف ب)
الاسرائيلي إيريز يالون حاملاً لافتة تندد برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امام مقر رئاسة الوزراء في القدس السبت. (أ ف ب)
A+ A-
كرّس إيريز يالون وهو إسرائيلي من ذوي الحاجات الخاصة حياته وجلّ وقته منذ عام للتظاهر خارج منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمطالبة بمغادرته منصبه. 
وانضم الآلاف إلى يالون واتحدوا جميعا على معارضة نتنياهو الذي يتهمونه بالفساد فخرجوا للتظاهر أسبوعيا في أيام السبت. 
انطلقت التظاهرات الغاضبة في حزيران العام الماضي واكتسبت زخما على مدى 38 أسبوعا ومن المفترض تنظيم تظاهرة حاشدة قبل الانتخابات المقررة في 23 آذار. 
 
يأمل نتنياهو الذي يتولى رئاسة الحكومة منذ 12 سنة متتالية، البقاء في منصبه والفوز في الانتخابات المقبلة  التي تجرى للمرة الرابعة خلال أقل من عامين. 
يقول يالون: "أظن أننا سنفوز لأن الناس سئموا من هذا الرجل الفاسد (نتنياهو)". ويعرب المتظاهر عن "خيبة أمله" من أنصار رئيس الوزراء الذين يسمونه بيبي "الملك" (لقب رئيس الوزراء). ويضيف:"لديك أناس يهتفون بيبي ملك،يصلون من أجل بقائه، يعظمونه ويؤمنون بكل ما يقول". 
 
وعندما بدأت التظاهرات، كان يالون الذي يعاني من مرض تنكس العين (حالة طبية تسبب الفقدان التام للبصر)، يعتصم بمفرده تقريبا في بلدة بري غان جنوب إسرائيل قرب قطاع غزة حيث يسكن مع عائلته. 
 
ولم يلبث الأب لثلاثة أطفال والذي يعيش على مخصصات الدولة، التي تمنحها لذوي الحاجات الخاصة بعد فقده وظيفته، الانضمام إلى الحركة الاحتجاجية المناهضة لنتنياهو في القدس. وفي الوقت الذي يحزم فيه المتظاهرون أمتعتهم عائدين إلى منازلهم في ليلة السبت بعد هتافهم بالعبرية "إرحل يا بيبي"، يبقى يالون في مكانه. 
 
ويقضي يالون معظم الأسبوع في القدس، إذ يقيم خلال النهار خارج مقر الإقامة الرسمي لنتنياهو حاملا لافتات خط عليها عبارات مناهضة لرئيس الوزراء، ويحرس خيمة نصبها المحتجون أمام المقر ليلا. 
ويستأجر المتظاهرون المناهضون لرئيس الوزراء شقة يستخدمونها كمقر لهم، يلجأ إليها يالون عندما يكون متعبا ويحتاج للنوم. 
 
"الفساد الرقم واحد" 
أحيانا، يعود يالون إلى منزله ليمضي بعض الوقت مع زوجته ليمور في البلدة التي تنتشر فيها الحقول المزروعة بالأشجار الوارفة الأوراق وبساتين الحمضيات. 
وتدعم ليمور زوجها في نشاطه الاحتجاجي وتقله لمسافة 40 كيلومترا قبل أن تتركه ليستكمل طريقه نحو القدس. وتقول إنه "مهم جدا بالنسبة له". 
 
ويشجب بعض منتقدي نتنياهو إدارته لملف فيروس كورونا ويقولون إن عمليات الإغلاق المطولة التي فرضتها الحكومة أضرت الاقتصاد وساهمت في فقدان كثيرين وظائفهم. ويتهم آخرون نتنياهو بالكسب غير المشروع، وهو أول رئيس وزراء توجه له الاتهامات وهو في منصبه. 
 
ووجهت محكمة إسرائيلية العام الماضي لنتنياهو ثلاث تهم بالفساد تتعلق بقبوله هدايا وتقديم تسهيلات خاصة لعمالقة وسائل الإعلام في مقابل تغطية إعلامية إيجابية لرئيس الوزراء. 
 
ويقول الناشط الإسرائيلي "يجب أن يكون نتنياهو أمام المحكمة وليس في مكتب رئيس الوزراء"، مشددا على أن رئيس الوزراء "فاسد" في المقام الأول.
ويبدو أن يالون وغيره من المتظاهرين يأملون في رؤية نتنياهو يحاكم بالتهم الموجهة إليه.   
 
وينفي نتنياهو التهم ويقول إنه ضحية خصومه، لكنه سيضطر إلى الاستقالة في حال أدين بعد استنفاد جميع طلبات الاستئناف. 
خارج مقر إقامته، ينصب المتظاهرون نماذج لغواصات في إشارة إلى إحدى التهم الموجهة إليه والمتعلقة بشراء غواصات ألمانية، وكتبوا عليها بالعبرية "اذهب وصوّت".
 
"شريحة تريد التغيير" 
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن نتنياهو (71 عاما) قد يكافح من أجل الفوز بغالبية 61 مقعدا في الكنيست للبقاء في منصبه. 
ويرى محللون أن الناخبين الإسرائيليين منقسمون بين اليمين بزعامة نتنياهو وأحزاب الوسط وتلك اليسارية المعارضة، خصوصا وأن التظاهرات قد لعبت دورا في المشهد السياسي في الدولة العبرية. 
 
تقول المحللة السياسية داليا شيندلين "ساعدت التظاهرات في الحفاظ على الزخم لأنها جعلت الناس يدركون أن هناك حراكا (...) هناك شريحة ملتزمة وذات صوت مسموع في المجتمع تريد التغيير". وتضيف "كان لتذكير الناخبين بهذه النقطة بعض التأثير لكن من الصعب تحديد حجمه".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم