الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ماذا يعني رفع اسم السودان من القائمة الأميركيّة للدول الراعية للإرهاب؟

المصدر: رويترز
بومبيو ورئيس مجلس السيادة السوداني اللواء عبد الفتاح البرهان في الخرطوم (25 آب 2020، أ ف ب).
بومبيو ورئيس مجلس السيادة السوداني اللواء عبد الفتاح البرهان في الخرطوم (25 آب 2020، أ ف ب).
A+ A-
 دخل القرار الأميركي برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب حيز التنفيذ اليوم الاثنين. وكان التصنيف القائم منذ قرابة ثلاثة عقود قد أعاق الروابط الاقتصادية للخرطوم وحرمها من مساعدات مالية تحتاج إليها بشدة.

* لماذا كان السودان مدرجا على القائمة؟

صنفت الولايات المتحدة السودان على أنه دولة راعية للإرهاب عام 1993، قائلة إن نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير يدعم جماعات متشددة، بينها تنظيم القاعدة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجماعة حزب الله اللبنانية.

وفي تسعينيات القرن العشرين، أصبح النظام السوداني منبوذا لاستضافته أسامة بن لادن وكارلوس الثعلب، ليصبح نقطة ارتكاز للحركات الإسلامية تحت مظلة فكر حسن الترابي.

وبدأ موقف السودان يتغير مع تهميش الترابي وتعاون البشير مع الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب بعد هجمات الحادي عشر من أيلول.

وفي السنوات القليلة الماضية، رأى كثير من السودانيين أن وضع اسم بلادهم على القائمة الأميركية، إلى جانب سوريا وإيران وكوريا الشمالية، أصبح غير مستحق وعفا عليه الزمن.

وأطيح البشير في نيسان 2019. والسودان الآن في مرحلة انتقالية تحت قيادة مجلس حاكم يديره المدنيون والعسكريون وحكومة تكنوقراط.

* كيف أثّر التصنيف على السودان؟

كان التصنيف يعني أنه لا يمكن الولايات المتحدة تقديم مساعدات اقتصادية للسودان، وأدى فعليا إلى منع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من التمويل أو تخفيف الديون عن كاهل الخرطوم.

كذلك، أعاق التصنيف المعاملات بالدور للشركات السودانية، وزاد من تعقيد استيراد العديد من البضائع اللازمة للبنية الأساسية والرعاية الصحية والنقل.

وحتى مع رفع العقوبات التجارية الأميركية عام 2017، ظلت الاستثمارات الأجنبية هزيلة وعزفت البنوك الأجنبية عن التعامل مع السودان مع سعيها لضمان الامتثال للعقوبات.

* ماذا كانت متطلبات وقف التصنيف؟

كان ضمن المتطلبات التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وزيادة الحريات الدينية وتعزيز القدرة على إدخال المساعدات الإنسانية ودفع تعويضات عن هجمات تقول الولايات المتحدة إن الخرطوم لها صلة بها.

وأشارت واشنطن العام الماضي إلى أنها تستعد لرفع اسم السودان من القائمة.

وفي شباط، تم التوصل لاتفاق على تعويض ضحايا الهجوم على المدمرة الأميركية يو.إس.إس كول عام 2000. لكن دفع تعويضات عن هجمات القاعدة على سفارتي واشنطن في كينيا وتنزانيا عام 1998 أصبح نقطة شائكة.

ووافق السودان على دفع 335 مليون دولار على سبيل التسوية كتعويض عن تفجير السفارتين وحوّل المبلغ إلى حساب ضمان.

* وماذا عن العلاقات بإسرائيل؟

تقول مصادر إن الولايات المتحدة حاولت استخدام رفع السودان من قائمة الإرهاب من أجل الضغط عليه، ليحذو حذو الإمارات والبحرين وتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وأُعلنت الخطوتان في تعاقب سريع.

لكن مسؤولي الحكومة السودانية، الأقل إقداما من الجيش على إقامة علاقات مع إسرائيل، أصروا على أن يجري التعامل مع كل قضية على حدة.

* ما الذي يتبقى؟

أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الكونغرس يوم 23 تشرين الأول بنيته رفع السودان من قائمة الإرهاب، وهو ما يعني سريانه بعد فترة مراجعة بالكونغرس مدتها 45 يوما.

لكن مبلغ 335 مليون دولار المتعلق بتفجير السفارتين لن يصرف إلا عندما تمنح الولايات المتحدة السودان حصانة سيادية، أي حمايته من رفع دعاوى قضائية ضده في المحاكم الأميركية.

وعرقل عضوان في مجلس الشيوخ، هما روبرت مينينديز من نيوجيرزي وتشاك شومر من نيويورك، تشريعا لإعادة الحصانة السيادية، قائلين إنهما قلقان بشأن تقييد الدعاوى التي يمكن أن ترفعها أسر ضحايا هجمات 11 أيلول على السودان في المستقبل.

ويقول خبراء إن مسؤولية السودان عن هجمات 11 أيلول مشكوك فيها.

ومع تعليق مسألة الحصانة السيادية، لم تجر زيارات رسمية أو مراسم توقيع للاتفاق مع إسرائيل.

* ما الذي سيتغير بالنسبة للسودان؟

يقول مسؤولون سودانيون إن إزالة الاسم من قائمة الإرهاب خطوة كبيرة يمكن أن تساعد في تحقيق استقرار الاقتصاد وإنعاشه.

وأضافوا أنها ستسمح للسودان بالعودة للانضمام لشبكات التمويل العالمية وتزيد من تحويلات العاملين بالخارج ومن تدفقات التجارة والاستثمارات.

وقال مسؤول بوزارة المالية السودانية إن الولايات المتحدة يمكنها تسوية متأخرات ديون السودان ودعم خطط للإعفاء من الدين ومساعدة السودان على الحصول على أكثر من مليار دولار سنويا من مقرضين دوليين.

لكن المسؤولين حذروا كذلك من أن الاقتصاد لن يتغير بين عشية وضحاها. ويقول مصرفيون ومحللون إن خطوات استئناف العلاقات مع البنوك الأجنبية ستكون بطيئة على الأرجح.

فبدون الحصانة السيادية قد يرى المستثمرون أن أموالهم معرضة للخطر.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم