الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

65 ضحية فلسطينية بينهم 16 طفلاً... دعوات لوقف التصعيد وفشلٌ في مجلس الأمن

المصدر: "النهار" - "أ ف ب"
كرة نار فوق إحدى بنايات خان يونس جنوب قطاع غزة، عقب غارة جوية إسرائيلية (12 أيار 2021- أ ف ب).
كرة نار فوق إحدى بنايات خان يونس جنوب قطاع غزة، عقب غارة جوية إسرائيلية (12 أيار 2021- أ ف ب).
A+ A-
يواجه قطاع غزّة، لليوم الثالث، أعنف هجوم تشنّه قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 2017، وأودى حتى الآن بحياة نحو 65 ضحية، بينهم 16 طفلاً و5 نساء، بالإضافة إلى أكثر من 365 مصاباً بعضهم بحالة خطرة، مع إطلاق أكثر "حماس" 130 ألف صاروخ من القطاع في اتّجاه إسرائيل.
 
وعلى الرغم من الدعوات العربية والدولية لوقف التصعيد، لا مؤشرات تهدئة حتى الآن، وفشل مجلس الأمن في اجتماع ثان مخصص للتطورات في الشرق الأوسط، في الخروج ببيان أو قرار.
 
أعلنت إسرائيل، اليوم، مقتل جندي في صاروخ أطلق من قطاع غزة، ما يرفع عدد القتلى في الجانب الإسرائيلي منذ الإثنين إلى ستة قتلى، بينما قضت 56 ضحية في قطاع غزة في ضربات إسرائيلية، بينهم 14 طفلاً. وأكدت حركة "حماس"، اليوم، اعتيال عدد من قادتها.

وبعد الغارات العنيفة المدمرة الليلة الماضية، واصلت إسرائيل اليوم، تنفيذ غارات جوية بتقطع على أهداف مختلفة على القطاع المحاصر الذي يقطنه قرابة مليوني شخص غزة، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة "فرانس برس".

في المقابل، استمر أيضا إطلاق الصواريخ من قطاع غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية. 

إلى ذلك، دمرت طائرات حربية إسرائيلية، مساء اليوم، برج الشروق في منطقة الرمال غرب غزّة بشكل كامل. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، أنّ طائرة "أف 16" إسرائيلية "أطلقت 9 صواريخ صوب البرج المكوّن من 14 طابقاً، ويضم مكاتب عدد من المؤسسات الإعلامية والمحال التجارية والشقق السكنية، ما أدى إلى تدميره بالكامل"، مشيرة إلى أنه "يُعتبر ثاني أكبر برج في غزة".

وبعد دقائق، أطلقت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، "130 صاروخاً" في اتجاه مدن عسقلان وسديروت ونتيفوت في إسرائيل، "رداً على قصف برج الشروق، وكردٍ أولي على اغتيال ثلة من قادة القسام"، وفق ما أعلنت في بيان مقتضب.

وأعلنت "القسام" عصر اليوم، مقتل "قائد لواء غزة" في الكتائب، وعدد من القادة والعناصر، في غارات إسرائيلية على مواقع للحركة في قطاع غزة، في وقت تقول الأجهزة الإسرائيلية إن قرابة عشرة مسؤولين آخرين في "حماس" اغتيلوا، بالإضافة الى اغتيال كوادر في حركة "الجهاد الإسلامي"، وذلك في ضربات على قطاع غزة منذ الاثنين.

يذكر أن التصعيد بدأ بعد مواجهات بين فلسطينيين وقوى الأمن الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة استمرت أياماً، لا سيما في محيط المسجد الأقصى، على خلفية تهديد بإخلاء أربعة منازل لعائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود، وتسببت بإصابة أكثر من 900 فلسطيني و32 شرطياً إسرائيلياً بجروح.


فشل في مجلس الأمن
على الرغم من تحذير مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط تور وينسلاند الثلثاء، من أنّ العنف المتصاعد بين إسرائيل وحركة "حماس" المسيطرة على قطاع غزّة سيُفضي إلى "حرب شاملة"، فشل مجلس الأمن الدولي الذي عقد  اليوم اجتماعاً طارئاً هو الثاني خلال ثلاثة أيام، حول التصعيد في الشرق الأوسط، مجدداً، في تبني إعلان مشترك وسط استمرار معارضة الولايات المتحدة لأي نص، وفق ما نقل ديبلوماسيون.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن واشنطن ستوفد مبعوثاً إلى الشرق الأوسط لحضّ الإسرائيليين والفلسطينيين على "التهدئة". ودعا إسرائيل إلى بذل "كل ما بوسعها لتجنب سقوط ضحايا مدنيين".

من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، اليوم: "الجيش سيواصل هجومه من أجل ضمان هدوء تام ودائم (...) يمكننا التحدث عن هدنة عندما نحقق هذا الهدف فقط"، في إشارة واضحة الى ضرورة وقف حركة حماس تهديداتها بإطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وبدأت الغارات الإسرائيلية المكثفة على غزة، الإثنين، بعد إطلاق دفعات من الصواريخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس في لقاء مع صحافيين عبر الانترنت، صباح اليوم، إن "أكثر من ألف صاروخ" أطلقت من غزة تم اعتراض 850 منها بمنظومة الدرع الصاروخية أو سقطت على إسرائيل، بينما سقط مئتان في قطاع غزة.

كما قال الجيش إن غاراته خلال الليل "استهدفت منازل تعود إلى أعضاء رفيعي المستوى في منظمة حماس الإرهابية"، فيما أشارت الحركة إلى أنّ "غارات متتالية" أسفرت عن تدمير مقر قيادة الشرطة في غزة.


عنف في مناطق أخرى
امتدّ العنف مساء الثلثاء، إلى عدد من البلدات العربية الإسرائيلية. 

في مدينة اللد المجاورة لمطار بن غوريون الدولي، حيث تم تعليق الرحلات الجوية موقتاً، أعلنت حالة الطوارئ بعد "أعمال شغب" قامت بها الأقلية العربية، على حد قول الشرطة الإسرائيلية. كما أعلنت الشرطة فرض حظر التجوال في المدينة الذي سيدخل حيز التنفيذ الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي وحتى الرابعة فجراً. 

وندّد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، اليوم، بما وصفه بأنه "اعتداء منظم ضد اليهود" نفذته "عصابة عربية متعطشة للدماء" في مدينة اللد المختلطة في وسط إسرائيل. واستخدم كلمة "بوغروم"، في إشارة الى الاعتداءات والمجازر التي تعرض لها اليهود في ظل الامبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر. 

كما أعلنت الشرطة الإسرائيليّة أنّ رجلاً وفتاة قُتلا، اليوم، في المدينة، أثناء وجودهما داخل سيّارة أصابها صاروخ أطلِق من قطاع غزّة. 

وكان مصدر أمني فلسطيني أفاد الثلثاء، عن اغتيال ضابط مخابرات فلسطيني وإصابة آخر برصاص الجيش الإسرائيلي عند مفترق بالقرب من مدينة نابلس.

من جانبه، دعا الاتحاد الأوروبي اليوم، إلى "وقف فوري" للعنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية "لتجنب صراع أوسع"، في بيان صدر عن وزير خارجيته جوزيب بوريل، الذي قال إنّ "الإطلاق العشوائي للقذائف من قبل حماس وجماعات أخرى باتجاه مدنيين إسرائيليين أمر غير مقبول. مع الاعتراف بحاجة إسرائيل المشروعة لحماية سكانها المدنيين، يجب أن يكون الرد متناسبا وخاضعا لأقصى درجات ضبط النفس".

كما دعت فرنسا إلى بذل كل الجهود الممكنة لتجنب "نزاع دام". وقال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان في مجلس الشيوخ "شهد قطاع غزة ثلاثة نزاعات دامية في أقل من 15 سنة. يجب بذل كل الجهود الممكنة لتجنب نزاع رابع".

ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إسرائيل والفلسطينيين إلى "ضبط النفس"، قائلا إنه "قلق جداً" من "العنف المتزايد والخسائر في صفوف المدنيين"، وحضّ على "وقف التصعيد بشكل عاجل".

كذلك، دعا الرئيسان الروسي والتركي إلى "خفض التصعيد"، وفق ما أفاد الكرملين بعد اتصال هاتفي بينهما.

ونظمت احتجاجات كبيرة تضامنا مع الفلسطينيين في عدد من دول العالم، بينها لبنان والكويت وعمان وبريطانيا وباكستان وتونس وتركيا.

ففي عمان، تظاهر اليوم، نحو ثلاثة آلاف شخص تضامنا مع الفلسطينيين، مشيدين بصواريخ "المقاومة" التي تطلق ضد إسرائيل. ورفع هؤلاء وبينهم أنصار لجماعة الاخوان المسلمين ويساريون لافتات كتب عليها "لا سبيل سوى المقاومة" و"غزة رمز العزة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم