الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

عشرات القتلى في الغارات الإسرائيلية على غزة بينهم قادة في الفصائل

المصدر: النهار
فلسطينيون يخلون مبنى قصفته إسرائيل في مدينة غزة أمس.(أ ف ب)
فلسطينيون يخلون مبنى قصفته إسرائيل في مدينة غزة أمس.(أ ف ب)
A+ A-
 
قتل 25 فلسطينيا في قصف إسرائيلي مكثف على قطاع غزة جاء ردا على إطلاق صواريخ من القطاع الفلسطيني المحاصر في اتجاه إسرائيل، في تصعيد دراماتيكي أشعلته المواجهات في القدس الشرقية المحتلة.
بين القتلى تسعة أطفال. وأصيب أيضا  125 شخصا بجروح في الضربات الإسرائيلية الاثنين وحتى فجر الثلثاء، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة المقاومة الاسلامية "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة. وهو التصعيد الأعنف بين الجانبين منذ سنوات.
وأعلنت حركة "الجهاد الإسلامي" مقتل قياديين ميدانيين في "سرايا القدس" الجناح العسكري للحركة. وكانت "حماس" أعلنت الاثنين مقتل قيادي فيها.
من جهة أخرى، استمرت المواجهات في باحات المسجد الاقصى الى ما بعد منتصف الليل بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية. وكانت شهدت تصعيدا الاثنين مع إحياء الإسرائيليين "يوم القدس" السنوي الذي يحتفلون خلاله بتوحيد المدينة بعد احتلال القدس الشرقية عام 1967.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أنه قصف 130 "هدفا عسكريا" في غزة، مشيرا الى مقتل 15 عنصرا من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
وأوضح الناطق باسم الجيش جوناثان كونريكوس لصحافيين أن غالبية الأهداف ل"حماس". وأضاف :"نحن في المراحل الأولى من ضرباتنا المضادة، سوف تستمر... نحن مستعدون لمواجهة تصعيد".
وقال إن أكثر من مئتي صاروخ أُطلقت من غزة منذ الاثنين، موضحا أن نظام القبة الحديدية الدفاعي اعترض أكثر من 90 في المئة منها. 
وأضاف أن "ثلث الصواريخ سقطت داخل غزة، وربما تكون مسؤولة عن خسائر فلسطينية".
وأطلقت صواريخ جديدة من غزة في اتجاه إسرائيل صباح الثلثاء.
وكانت "كتائب القسام"، الذراع العسكري ل"حماس"، حذرت إسرائيل الإثنين بضرورة أن تسحب قبل السادسة مساء قواتها الأمنية من باحات المسجد الأقصى الذي يشهد مواجهات عنيفة منذ أيام.
ومع انتهاء المهلة، أطلقت فصائل فلسطينية مسلحة، ومن بينها "حماس"، وابلا من الصواريخ على جنوب الدولة العبرية.
وقال الناطق باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة :"كتائب القسام توجه الآن ضربة صاروخية للعدو في القدس المحتلة ردا على جرائمه وعدوانه على المدينة المقدسة وتجاوزاته ضد شعبنا في الشيخ جراح والمسجد الأقصى".  وأضاف :"هذه رسالة على العدو أن يفهمها جيدًا: وإن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا".
ونتيجة ذلك، ألغيت مسيرة كان سيقوم بها يهود في القدس في "يوم توحيدها".
وأطلقت صفارات الإنذار لدى انطلاق الصواريخ حتى في القدس، وهو أمر نادر الحدوث.
وتسببت بعض الصواريخ بأضرار مادية في بلدتين تبعدان نحو 15 كيلومتراً عن القدس. بينما أفادت فرق الإنقاذ في عسقلان القريبة من غزة عن إصابة ثلاثين إسرائيليا بجروح.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليل الاثنين :"المنظمات الإرهابية في غزة تخطت خطا أحمر مساء يوم القدس عبر إطلاق صواريخ حتى منطقة القدس"، مضيفا أن "إسرائيل سترد بقوة... من يهاجم سيدفع الثمن غاليا. أقول لكم أيها المواطنين الإسرائيليين، إن الصراع الحالي قد يستمر لفترة معينة".
وتحاصر إسرائيل قطاع غزة، الذي يعيش فيه قرابة مليوني شخص منذ 2007. وحصلت ثلاث حروب مدمرة مذاك بين "حماس" وإسرائيل في 2008 و2012 و2014.
 
المواجهات الأعنف في القدس 
وقال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" اسماعيل هنية من جهته الثلثاء :"لن نقبل ولن يقبل شعبنا تمرير مخططات الاحتلال في القدس، وسيستمر العمل الميداني المقاوم، وسيتصاعد لمنع الاحتلال ومستوطنيه من تحقيق أهدافهم". كما أكد أن العمل على "حشد الدعم والنصرة للقدس وأهلها على المستويات السياسية والديبلوماسية والإعلامية والإنسانية"، متواصل. وأضاف: "المقاومة مستعدة ومتحفزة ولن تقف مكتوفة الأيدي، وستكون كلمتها هي كلمة الفصل في المعركة إن لم يتراجع الاحتلال ويضع حدا لمخططاته الشيطانية".
وتشهد القدس الشرقية منذ أسابيع مواجهات بدأت مع احتجاجات فلسطينيين على قرار قضائي بإخلاء أربع منازل تسكنها عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين. وتتدخل الشرطة الإسرائيلية لتفريق التجمعات والتظاهرات، مستخدمة القوة والأعيرة المطاطية وقنابل الصوت. بينما يستخدم الفلسطينيون المفرقعات والحجارة.
وتوسعت المواجهات الى باحات المسجد الأقصى، وهي  الأعنف منذ 2017. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ أكثر من 520 فلسطينياً أصيبوا بجروح الاثنين، قسم كبير منهم أصيبوا في أعينهم ورؤوسهم، في حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية سقوط 32 جريحا في صفوفها.
وأبدت الأمم المتحدة "قلقا كبيرا" حيال تصاعد أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس الشرقية وإسرائيل. ودان الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل "كافة أشكال العنف والتحريض على العنف والانقسامات القومية والاستفزازات".
مواجهات في الضفة 
وانتقلت المواجهات مساء وليل الثلثاء الى الضفة الغربية المحتلة، فجرت مسيرات حاشدة في مدينة جنين في شمال الضفة وفي طولكرم وقلقيلية ونابلس ورام الله حيث مقر السلطة الفلسطينية. كما توجهت أخرة نحو حاجز قلنديا وفي مدينة الخليل وقراها. وتخللتها مواجهات بين قوات الجيش الإسرائيلي وشبان فلسطينيين.
واتهمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني القوات الإسرائيلية "باستهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف التابعة للجمعية"، مشيرة الى أن  إحدى سياراتها تعرضت "لإطلاق رصاص أدى الى إصابة الزجاج الأمامي على حاجز حوارة في نابلس"، الى "استهداف سيارة إسعاف أخرى بالغاز وتحطم زجاجها الجانبي في القدس الشرقية".
وقال إنه تم "الاعتداء على أحد متطوعيها بالقدس الشرقية مما أدى الى إصابته بشكل مباشر في معدته".
ونظمت تظاهرات ووقفات احتجاجية  في أنحاء مختلفة  في مدن وقرى عربية في إسرائيل، ووصفت الشرطة الإسرائيلية التظاهرات ب"العنيفة".
وسارت التظاهرات في الناصرة واللد وحيفا ومدن المثلث القريبة من تل أبيب... وأعلنت الشرطة مقتل عربي من سكان الاراضي المحتلة عام 1948 في اللد متأثرا بجروح أصيب بها خلال مواجهات مع إسرائيليين يهود، من دون إعطاء تفاصيل إضافية.
كما حصلت مواجهات في النقب في جنوب البلاد. وقالت الشرطة إن شبانا هناك ألقوا الحجار على سيارات.
وأفاد ناطق باسم الشرطة الإسرائيلية، عن توقيف 67 مشتبها فيه "بإضرام النار المتعمّد ورشق الحجارة" ستتمّ إحالتهم على المحكمة للنظر في طلب الشرطة تمديد توقيفهم على ذمّة التحقيق.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم