الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

إسرائيل تتعهّد إرساء الهدوء بالقدس وترجئ جلسة قضائية حول حي الشيخ جراح

المصدر: ا ف ب
تظاهرات في الضفة الغربية المحتلة (ا ف ب)
تظاهرات في الضفة الغربية المحتلة (ا ف ب)
A+ A-
تعهّدت الدولة العبرية الأحد إرساء الهدوء في القدس الشرقية بعد إصابة مئات المحتجّين الفلسطينيين بجروح في صدامات عنيفة دارت مع قواتها الأمنية في نهاية الأسبوع، في حين أرجأت محكمة إسرائيلية جلسة كانت مقرّرة الإثنين بشأن طرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح.
 
وشهدت باحة المسجد الأقصى على مدى ليال عدّة أعمال عنف، هي الأسوأ منذ العام 2017، أجّجها نزاع قضائي حول ملكية أرض بنيت عليها منازل تعيش فيها أربع عائلات فلسطينية، تطالبها جمعية استيطانية بإخلائها.
 
- صدامات محدودة -
وليل الأحد دارت صدامات محدودة بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين غالبيتهم من الشبان في أنحاء متفرّقة من القدس الشرقية.
 
وأطلقت الشرطة القنابل الصوتية وخراطيم المياه الآسنة لتفريق فلسطينيين تجمّعوا عند باب العمود في البلدة القديمة واشتبكت مع شبّان في حيّ الشيخ جرّاح، كما سُجّلت مناوشات في أنحاء أخرى من المنطقة.
 
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة سبعة أشخاص عند باب العمود وفي حيّ الشيخ جرّاح، نقل أربعة منهم إلى المستشفى.
 
والأحد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "سنطبّق القانون ونفرض النظام بحزم ومسؤولية"، مضيفاً إن الدولة العبرية "تستمر في ضمان حرية المعتقد لكنّها لن تسمح بأعمال شغب عنيفة".
 
لكنّ ممارسات القوات الإسرائيلية ولا سيّما دورها في الصدامات التي وقعت في مجمّع الأقصى لقيت انتقادات واسعة.
 
ودانت الدول العربية الستّ التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل القمع الذي مارسته الدولة العبرية في نهاية الأسبوع في مجمّع الأقصى.
 
فبالإضافة إلى إدانة كلّ من مصر والأردن القمع الإسرائيلي، أعربت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان وهي أربع دول عربية طبعت علاقاتها مع إسرائيل في الأشهر الأخيرة عن "قلقها العميق" داعية إسرائيل إلى التهدئة.
 
وفي الأردن الذي يشرف على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، دان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني "الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية التصعيدية في المسجد الأقصى المبارك".
 
واستدعت كلّ من وزارتي الخارجية المصرية والأردنية ممثل إسرائيل لدى كل من البلدين للاحتجاج على أعمال العنف في الحرم القدسي.
 
وفي خضمّ تزايد الدعوات الدولية إلى احتواء التصعيد، أعلنت تونس أن مجلس الأمن سيعقد الإثنين بناء لطلبها جلسة مغلقة حول أعمال العنف.
 
ودعا كلّ من اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط والبابا فرنسيس إلى التهدئة.
 
- قلق أممي وأميركي -
ومساء الأحد أعرب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلقه العميق" إزاء الصدامات في القدس الشرقية، مطالباً إسرائيل "بوقف عمليات الهدم والإخلاء، بما يتّفق والتزاماتها التي تحكمها" القوانين الدولية المتعلّقة بحقوق الإنسان.
 
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدّث باسم الأمين العام في بيان "يجب على السلطات الإسرائيلية التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس واحترام الحقّ في حريّة التجمّع السلمي".
 
وفي واشنطن أعلن البيت الأبيض مساء الأحد أنّ مستشار الأمن القومي جايك سوليفان أبلغ نظيره الإسرائيلي مئير بن شبات في اتصال هاتفي بأنّ "لدى الولايات المتّحدة مخاوف جدّية بشأن الوضع في القدس".
 
وأضاف البيان أنّ سوليفان "عبّر عن مخاوف الولايات المتحدة الجديّة بشأن عمليات الإخلاء المحتملة لعائلات فلسطينية من منازلها في حيّ الشيخ جرّاح"، وجدّد التأكيد على أنّ "إطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة من غزّة باتّجاه إسرائيل هو أمر غير مقبول ويجب إدانته".
 
وبحسب الهلال الأحمر الفلسطيني أصيب أكثر من 300 فلسطيني بين الجمعة والسبت، بعضهم بأعيرة مطاطية وقنابل صوتية.
 
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أنّ 29 طفلا فلسطينياً أصيبوا في القدس الشرقية خلال يومين، بينهم طفل يبلغ عاماً واحداً.
 
وأفادت بتوقيف ثمانية أطفال فلسطينيين.
 
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها تعرّضت لإطلاق مفرقعات نارية ورشق بالحجارة وغيرها من المقذوفات، مما أوقع عدداً من الإصابات في صفوف عناصرها.
 
- إرجاء الجلسة -
وتعدّدت أسباب الاضطرابات التي تشهدها منذ أسابيع القدس الشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم الموعودة.
 
لكنّ قسماً كبيراً من أعمال العنف الأخيرة سببه نزاع حول ملكية أرض في حيّ الشيخ جرّاح بنيت عليها منازل تعيش فيها أربع عائلات فلسطينية، تطالبها جمعية استيطانية بإخلائها.
 
وكانت المحكمة المركزية في القدس قضت بإخلاء عدد من العقارات الفلسطينية في الحيّ الذي أقامه الأردن لإيواء الفلسطينيين الذين هجّروا في العام 1948 ولديهم عقود إيجار تثبت ذلك.
 
لكنّ المحكمة العليا ألغت الجلسة التي كان مقرراً عقدها الإثنين. وجاء في بيان لوزارة العدل الإسرائيلية أنّه "في ظلّ السياق الحالي وبناء على طلب النائب العام ألغيت الجلسة التي كان من المقرّر عقدها غداً" الإثنين.
 
لكنّ الأجواء في القدس الشرقية لا توال متوتّرة وسط ترقّب لمسيرة احتجاجية مقرّرة الإثنين إحياء ليوم القدس التي احتلّتها إسرائيل في العام 1967.
 
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في العام 1967 وضمّتها لاحقا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
 
واتّسع نطاق أعمال العنف إلى بقية الأراضي الفلسطينية حيث سجّلت تظاهرات وصدامات في الضفة الغربية المحتلة.
 
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "كلّ الدعم والتأييد لأهلنا الأبطال في المسجد الأقصى".
 
وقال عباس في اتصال هاتفي مع تلفزيون فلسطين إنه طلب من ممثل فلسطين في الأمم المتحدة "العمل على عقد جلسة لمجلس الأمن لتنفيذ القرارات المتعلّقة بمدينة القدس".
 
صواريخ وبالونات حارقة -
من جانبها، حذّرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة من أنّ "المقاومة مستعدة للدفاع عن الأقصى بأي ثمن".
 
والأحد دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية "إلى التحرّك العاجل لاتخاذ موقف حازم ضدَّ العدوان والإجرام الذي تعرّضت وتتعرّض له مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى، والعمل على حشد المواقف السياسية والدبلوماسية عربياً وإسلامياً ودولياً، لمنع الاحتلال وصدّه عن الاستمرار في عدوانه الهمجي على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته في مدينة القدس المحتلة وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك".
 
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن أربعة صواريخ أطلقت الأحد من غزة على جنوب إسرائيل، وكذلك بالونات حارقة مما أدى إلى اندلاع 39 حريقا في الأراضي الإسرائيلية، وفق جهاز الإطفاء.
 
وصباح الإثنين أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه "ردّاً على البالونات الحارقة وأربعة صواريخ أطلقت من غزة على إسرائيل أمس، قصفت دبابات الجيش الإسرائيلي لتوّها أهدافاً إرهابية تابعة لحماس في غزّة"، من دون مزيد من التفاصيل.
 
وليل الأحد تجمّع مئات المحتجين عند الحدود بين غزة وإسرائيل، بعضهم مزوّد بمعدات حارقة، وفق مراسل فرانس برس.
 
وكانت إسرائيل ردّت بإغلاق منطقة الصيد البحري قبالة غزة، وهو تدبير عادة ما تتّخذه الدولة العبرية ردّاً على إطلاق صواريخ من القطاع الفلسطيني باتجاه أراضيها الجنوبية.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم