السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

صفارات الإنذار تدوّي في القدس: حماس تعلن اطلاق صواريخ من غزة في اتجاه إسرائيل

المصدر: أ ف ب
متظاهر فلسطيني يتجادل مع عنصر من قوات الأمن الإسرائيلية في البلدة القديمة بالقدس (10 ايار 2021، أ ف ب).
متظاهر فلسطيني يتجادل مع عنصر من قوات الأمن الإسرائيلية في البلدة القديمة بالقدس (10 ايار 2021، أ ف ب).
A+ A-
أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، الإثنين، إطلاقها صواريخ باتجاه إسرائيل بعد أن حذرتها بضرورة سحب قواتها الأمنية من باحات المسجد الأقصى الذي كان ساحة لمواجهات تجددت منذ ساعات الصباح الباكر. 

وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الى "إطلاق سبعة صواريخ من قطاع غزة".

وقال في بيان: "اعترضت القبة الحديدية أحد الصواريخ بينما سقطت البقية في مناطق مفتوحة". 

وأكد المتحدث تعرض "سيارة مدنية إسرائيلية إلى إطلاق صاروخ مضاد للدروع في منطقة شمال قطاع غزة" وتم تسجيل إصابة طفيفة لمواطن إسرائيلي. 

وقال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة "كتائب القسام توجه الآن ضربة صاروخية للعدو في القدس المحتلة". 

ودوت صفارات الإنذار في أنحاء القدس بعد دقائق من الموعد النهائي (15,00 ت غ) إذ أمهل أبو عبيدة إسرائيل حتى "الساعة السادسة من مساء اليوم لسحب جنوده ومغتصبيه من المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح، والإفراج عن كافة المعتقلين خلال هبة القدس الأخيرة".

وقال مصدر في الغرفة المشتركة التي تضم الأجنحة العسكرية لحماس والفصائل، إن "قيادة الغرفة أعطت تعليماتها لكافة القادة والعناصر الميدانية للنفير والتجهز لأي طارئ" دون مزيد من التفاصيل.

وتشهد باحات المسجد منذ الجمعة مواجهات هي الأعنف منذ 2017 أسفرت عن نحو 600 جريح.

وتجددت المواجهات الاثنين بعدما تصدى مئات الفلسطينيين المعتكفين في المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان لمنع المستوطنين من الدخول إليه إذ تحيي إسرائيل الاثنين ذكرى "يوم توحيد القدس" أي احتلالها للقدس الشرقية في 1967.

وألقى مئات الفلسطينيين الحجارة باتجاه قوات الشرطة التي ردت بإطلاق الرصاص المطاط وقنابل صوتية والغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم على ما أفاد أحد صحافيي وكالة فرانس برس.

ومنعت الشرطة الإسرائيلية المستوطنين الذين بدأوا بالتجمع عند حائط البراق (أو الحائط الغربي عند اليهود) القريب وهو أقدس الأماكن لدى اليهود، من الدخول إلى الباحات.  

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب إن ثمة أكثر من  "331 إصابة تم نقل 250 منها إلى مستشفيات القدس والمستشفى الميداني للهلال الأحمر". 

وبحسب بيان الهلال هناك "سبع إصابات خطيرة بعضها داخل غرف العمليات" ما يرفع حصيلة الإصابات في صفوف الفلسطينيين منذ الجمعة إلى نحو 600 إصابة. 

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية التي قالت إن عناصرها انتشرت بالآلاف في جميع أنحاء القدس، إصابة تسعة من عناصرها بجروح، نقل احدهم إلى المستشفى.

وأكد رئيس قسم جراحة الصدر في المستشفى الواقع في القدس الشرقية فراس أبو عكر أن "ثلاثة أشخاص فقدوا أعينهم اليوم".

وعاد الهدوء النسبي إلى باحات المسجد الأقصى السبت والاحد إلا أن المواجهات تواصلت بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أحياء أخرى من القدس الشرقية.

ووفقا لمراسل فرانس برس استؤنف دخول المصلين لباحات المسجد مع تحديد الشرطة الإسرائيلية للأعمار إذ تمنع من هم فوق سن الأربعين من الدخول.

- إخلاء الحائط الغربي -
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان مقتضب الإثنين إخلاء الحائط الغربي (البراق) الذي احتشد فيه الآلاف لإحياء يوم توحيد القدس بعد ضمها في العام 1967. 

وألغيت الإثنين مسيرة الأعلام الخاصة بإعلان توحيد القدس والتي كانت من المقرر أن تصل إلى البلدة القديمة.

من جهته، قال علاء الدين الزحيكة (45 عاما): "هم (إسرائيل) حاقدون لا يريدون سلام (...) كل سنة ينظمون مسيرة، نحن يجب أن نبقى ولا نغادر المدينة".

وفي البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، منعت الشرطة من لا يقطن داخلها من الوصول إليها وعرقلت حركة الشباب فيها فيما بدت أسواقها خالية.

وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية ارجأت الاحد جلسة كانت مقررة الاثنين بشأن طرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح إلى موعد لاحق يحدد خلال ثلاثين يوما ما يعني تجميدا موقتا لقرار الإخلاء الذي كان قد صدر في وقت سابق من العام.

ويشكل هذا الملف أحد الأسباب الرئيسية للتوتر في القدس الشرقية في الأسابيع الأخيرة.

وفي وقت تزايدت الدعوات الدولية إلى احتواء التصعيد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه للشرطة في ما قال إنه "نضال عادل" منددا بما اعتبره "تغطية خادعة وخاطئة لوسائل الاعلام الدولية" لما يحصل في القدس. 

ووصفت الرئاسة الفلسطينية المواجهات في المسجد الأقصى بأنها "اعتداء وحشي على المصلين (...) وتحد جديد للمجتمع الدولي" في حين أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن "المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي ستكون كلمتها هي كلمة الفصل في المعركة". 

- "جريمة حرب" -
ووجه المجتمع الدولي دعوات لوقف التصعيد في حين نددت دول عربية وإسلامية بمجريات الأحداث. 

ومع تدهور الوضع، عقد مجلس الأمن الدولي الاثنين جلسة مغلقة بطلب من تونس يتناول الوضع في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل قبل خمسين عاما.

لكن أعضاءه لم يتفقوا على إصدار إعلان مشترك، إذ اعتبرت الولايات المتحدة أنه من "غير المناسب" توجيه رسالة عامة في هذه المرحلة، وفق دبلوماسيين. 

وقالت منظمة التعاون الإسلامي الإثنين، إن "تصاعد وتيرة الأعمال الوحشية ضد الفلسطينيين بالمسجد الأقصى والقدس المحتلة جريمة حرب تستوجب المحاكمة".

ودعا مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان "الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان الهدوء خلال احتفالات يوم القدس". 

ودانت كل من مصر والأردن القمع الذي مارسته الدولة العبرية في نهاية الأسبوع في باحات الأقصى.

كذلك أعربت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان وهي أربع دول عربية طبعت علاقاتها مع إسرائيل في الأشهر الأخيرة عن "قلقها العميق" داعية إسرائيل إلى التهدئة.

وحضت الأمم المتحدة إسرائيل "على أقصى درجات ضبط النفس" فيما دعت تركيا "العالم إلى التحرك لوضع حد للعدوان الإسرائيلي  المتواصل".

وتعتبر إسرائيل القدس بكاملها، بما في ذلك الجزء الشرقي منها، عاصمتها "الموحدة"، في حين يتمسك الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية عاصمة الدولة التي يطمحون لإقامتها.

ويشهد المسجد بين الحين والآخر توترات بين المصلين والشرطة الإسرائيلية بسبب رفض الفلسطينيين دخول اليهود إليه إذ يدخلون في أوقات محددة ويمنع عليهم الصلاة فيه، معتبرين هذه الخطوة استفزازا لمشاعرهم.

وخشية تفاقم الوضع دعت الولايات المتحدة حليف إسرائيل الأول "المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى التحرك لوضع حد للعنف" معربة عن قلقها من "احتمال طرد عائلات فلسطينية من الشيخ جراح".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم