الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جريمة أسريّة جديدة... مقتل فتاة مصريّة على يد والدها وشقيقها طعناً!

المصدر: النهار
مروة فتحي
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
جريمة أسريّة جديدة هزّت الشارع المصريّ وسجّلتها دفاتر الشرطة، دارت أحداثها في قرية عرب الحصار في مركز الصفّ جنوب محافظة الجيزة، حيث قُتلت فتاة على يد والدها وشقيقها بدافع الانتقام لشكّهما في سلوكها.

سدّد الأب طعنات نافذة بسلاح أبيض (سكّين) في جسد ابنته، وانهال الابن عليها بالضرب مستخدماً "شومة" فسقطت قتيلة.

وتبيّن من التحرّيات وتحقيقات النيابة أنّ الأمّ كانت خارج المنزل وقت وقوع الجريمة، وفوجئت بعد عودتها بابنتها غارقة في دمائها وفارقت الحياة، فأبلغت الشرطة، وعندما انتقلت قوات الأمن تبيّن وجود الأب وهروب شقيق المجنيّ عليها بعد اشتراكه في الجريمة.

تمكّنت الأجهزة الأمنية من ضبط الأب والأداة المستخدمة في الجريمة، وأقرّ بفعلته معلّلاً السبب "غسلت عاري بإيدي"، أمّا الشقيق فتمكّن من الهرب إلّا أنّه تمّ ضبطه، واعترف أمام النيابة خلال التحقيق معه أنّ "سمعتها سيّئة وسيرتها على كلّ لسان".

من جانبها، تقول أميمة عبدالله استشارية الصحّة النفسية والإرشاد النفسيّ في جامعة عين شمس لـ"النهار" إنّ تربية الأبناء بصفة عامة تحتاج إلى قدر كبير من المسؤولية، سواء أكانوا إناثًا أم ذكورًا، إلّا أنّه توجد فروقات في بعض أسس التربية بين الأولاد والبنات، نظراً لوجود اختلاف في التركيب الفسيولوجيّ وطبيعة الشخصية لكلّ منهما، فالبنت تحتاج إلى اللين والاحتواء والحنان الذي يتناسب وطبيعة الأنثى، ولكن أحياناً يقع الأهل في أخطاء التربية نظراً لقلّة خبراتهم أو بسبب موروثات خاطئة تتمثّل في نظرة الأهل إلى البنت على أنّها أقلّ من الولد، وذلك يدفع الأهل إلى الوقوع في أخطاء شائعة مثل التقليل من قدرات الفتاة وإنجازاتها مقابل تعزيز إنجازات وقدرات الولد، ما يسبّب قلّة رغبة الفتاة في تحقيق مزيد من النجاح، بالإضافة إلى شعورها بالضغط النفسيّ.

وأوضحت أنه من الأخطاء الشائعة في التربية أيضاً مقارنة البنت بالولد، وهذه مقارنة ظالمة سواء من الناحية العلمية أو العملية، نظراً إلى اختلاف كلّ منهما في نقاط القوّة والضعف واختلاف الأهداف لكلّ منهما، وكذلك تخويف البنت من التعامل مع الجنس الآخر بطريقة فيها كثير من المعلومات المغلوطة، ما يسبّب فجوة في التعامل مع الجنس الآخر، إذ يسيطر على الفتاة الكثير من التساؤلات التي لم تجد لها إجابات شافية، ما يؤدّي إلى حدوث حاجز نفسيّ في أعماق هذه الفتاة، ربما لا تستطيع تخطّيه مستقبلاً، أو تصبح متعدّدة العلاقات مع الجنس الآخر من باب الفضول والتعويض والانتقام من كثرة الكبت والضغوط، إذ إنّ كثرة الكبت تولّد الانفجار، ومن الطبيعيّ أن تحاول الفتاة انتهاك القواعد السلوكية خاصة في سنّ المراهقة، ولكن على الآباء أن يتعاملوا بحكمة ومرونة، وضرورة إقامة حوار هادئ بينهم وبين الفتاة دون إشعارها بأنّهم متربّصون بتصرّفاتها.

وأشارت استشارية الصحّة النفسية إلى أنّه يجب على الأهل أن يتجنّبوا استخدام العنف مع الفتاة لأنّها بطبيعتها لا تحتمل العنف الجسدي ولا النفسي، بل نستبدل هذا العنف باللين، كما يجب تجنّب عزل الفتيات عن المجتمع حتى لو كان من باب الخوف عليهنّ، لأنّ في ذلك مردوداً سلبياً يؤدّي إلى جعل شخصية الفتاة ضعيفة ومهلهلة، كما يجب أن نترك مساحة للفتاة للتعبير عن رأيها لبناء شخصية سوية نفسياً وأن يكون لديها نوع من الإقدام على التعبير عن رأيها في المستقبل في أيّ شيء يخصّها، ولا نأخذ أيّ قرار بالنيابة عن الفتاة ولا نتحدث بلسانها في أيّ موضوع يخصّها ونتركها تأخذ القرار.

وناشدت الآباء والأمهات أن يشجّعوا بناتهم ويعززوا سلوكهنّ الجيد حتّى نشجعهنّ ونجعلهنّ يقدمن على تحقيق إنجازات وأهداف أخرى، ويجب أن تُبنى علاقة قوية ومتينة بين البنت والأب بصفة خاصة، وأن يُكثر الأب من الحنان والاهتمام والرعاية الكافية والاحتواء، حتى لا تكون الفتاة هشّة نفسياً، لدرجة أنّها عندما تكبر وتقابل أيّ شاب تبحث عن حنان الأب فيه، وأيّ شاب يستطيع أن يستميل قلبها حتى ولو بكلمات بسيطة، فنجدها تتعلّق به، ومن الوارد أن يخدعها ويستغلّها، ولكنّها تدخل في علاقة معه نظراً لأنّ لديها جوعاً نفسياً وعدم تشبّع من الحنان الأبويّ، حتى لو كان هذا الشاب يكبرها بسنوات أو لا يليق بها.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم