الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

البابا فرنسيس في طريق العودة إلى روما: اللقاء مع السيستاني "أراح نفسي"

المصدر: أ ف ب- رويترز
البابا فرنسيس مودعا مضيفيه العراقيين عند باب الطائرة، قبل مغادرة بغداد (8 آذار 2021، أ ف ب).
البابا فرنسيس مودعا مضيفيه العراقيين عند باب الطائرة، قبل مغادرة بغداد (8 آذار 2021، أ ف ب).
A+ A-
أعلن البابا فرنسيس، المرهق من زيارته التاريخية التي استمرت ثلاثة أيام الى العراق، الاثنين في الطائرة التي أعادته إلى روما أن اللقاء مع المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني السبت "أراح نفسي".

وتحدث البابا المؤيد للحوار المباشر مع ممثلي الدين الإسلامي، عن اللقاء الثنائي مع آية الله السيستاني واصفا إياه بأنه "رجل متواضع وحكيم". 

وقال الحبر الأعظم خلال مؤتمر صحافي عقده في الطائرة التي أقلته الى روما "لقد أبدى احتراما كبيرا خلال لقائنا وهذا يشرفني. فهو لا يقف ابدا للترحيب بزواره لكنه وقف لالقاء التحية علي مرتين".

وأضاف: "هذا اللقاء أراح نفسي".

وأوضح الحبر الأعظم أن "ذلك شكل رسالة عالمية شعرت أن من واجبي أن أقوم بحج الإيمان والتوبة هذا ولقاء رجل كبير حكيم رجل دين تقي وكان ذلك جليا فقط بمجرد الاستماع إليه".

وأضاف: "إنه شخص يتمتع بالحكمة والخفر. قال لي إنه لم يعد يستقبل منذ عشر سنوات الزوار الذين لديهم أهداف سياسية أو ثقافية بل يستقبل فقط الذين لديهم دوافع دينية". 

وأتى اللقاء بعد عامين من توقيع البابا فرنسيس وثيقة الأخوة الإنسانية مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، أحد أبرز المرجعيات الإسلامية السنية في العالم.

لم يتم توقيع أي وثيقة مماثلة في العراق، لكن البابا أكد انه "ستكون هناك خطوات أخرى" في هذا الحوار مع المسلمين. 

وشدد على ضرورة "التقدم مع الديانات الأخرى"، مستشهدا بالمجمع الفاتيكاني الثاني الذي دعا إلى الحوار مع الديانات الأخرى. 

وقلل البابا من أهمية الانتقادات التي طالته قائلا: "هناك بعض الانتقادات التي تقول إن البابا ليس شجاعا وهو غير واع، وإنه يقوم بخطوات خارج العقيدة الكاثوليكية وإنه على بعد خطوة من الهرطقة. انها مجازفات. هذه قرارات تتخذ دائما عبر الصلاة والحوار عبر طلب النصح. انها تنتج من تفكير، وليس من نزوة".
 
- "وحشية" الجهاديين -
البابا الأرجنتيني الذي أراد أيضا دعم مسيحيي العراق اذي باتوا يشكلون 1% من السكان اليوم في مقابل 6% قبل عشرين عاما، لم يخف تأثره أمام كنيسة الموصل التي دمرها جهاديو تنظيم الدولة الإسلامية الذين هزموا قبل ثلاث سنوات. وقال البابا الذي حلّق فوق المدينة بمروحية: "بقيت عاجزا عن الكلام" مضيفا: "إنه أمر لا يصدق، هذه الوحشية".

في قرقوش، البلدة الأخرى في شمال العراق التي سقطت في ايدي الجهاديين، استمع البابا فرنسيس الى امرأة خسرت ابنها خلال القصف لكنها مستعدة للمسامحة وقال "لقد تأثرت كثيرا بشهادتها، أم تعرض العفو في هذه الظروف".

وفيما استهدفت مصالح أميركية في العراق بصواريخ قبل وصول البابا، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين أن زيارة الحبر الاعظم بعثت رسالة "أخوة وسلام مهمة".

وكتب بايدن: "رؤية البابا فرنسيس وهو يزور المواقع الدينية مثل مسقط رأس النبي إبراهيم، وقضاء بعض الوقت مع آية الله علي السيستاني والصلاة في الموصل - المدينة التي عانت قبل بضع سنوات من العنف وتطرف جماعة مثل تنظيم الدولة الإسلامية - يشكل رمزاً للأمل للعالم بأسره".

- "ادراك للمخاطر" -
وزار البابا الذي تلقى اللقاح المضاد لكوفيد-19 وكذلك الاشخاص الذين يرافقونه، العراق في أوج انتشار الوباء.

وردا على سؤال حول الخطر المحتمل الذي قد يكون شّكل على العراقيين الذين حضروا للقائه في كنائس عدة، ولكن أيضا في ملعب مكتظ في اربيل في اقليم كردستان العراق، رد البابا انه فكر كثيرا وصلى قبل أن يتخذ قراره مع "ادراك للمخاطر" في الوقت نفسه. وقال: "في النهاية، اتخذت قراري بحرية".
 
وقال ايضا: "أدرس الرحلات على مهل. وهذا (تهديد الفيروس) من الأمور التي جعلتني أفكر (وأقول)‭‭ '‬‬ربما، ربما‭‭'‬‬ (أقوم بها)".

وأضاف: "فكرت بشأنها كثيرا، وكذلك صليت كثيرا. وفي النهاية اتخذت القرار بحرية. نبع من داخلي وقلت ‭‭'‬‬(الرب) الذي يسمح لي باتخاذ قرار على هذا النحو سيشمل الناس برعايته‭‭'‬‬".

وتابع: "وهكذا اتخذت القرار بعد الصلاة والوعي بالمخاطر".

وتابع الحبر الأعظم (84 عاما) أن زيارة العراق "كانت مرهقة أكثر من زياراته الأخرى" الى الخارج. وأضاف البابا الذي بدا انه يواجه صعوبة في المشي أكثر من المعتاد: "لا أعلم ما اذا كانت الرحلات ستتباطأ". 

وفي معرض حديثه عن رحلات أخرى، ذكر البابا بانه وعد بالتوجه في أقرب وقت ممكن الى لبنان "البلد الذي يتألم" معلنا أيضا أنه سيزور هنغاريا في أيلول. 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم