الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

نتنياهو مثل أمام محكمة إسرائيلية في ثلاث اتهامات بالفساد

المصدر: النهار
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو –الى اليمين-يتحدث إلى محاميه قبل مثوله أمام المحكمة في القدس أمس. (أ ف ب)
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو –الى اليمين-يتحدث إلى محاميه قبل مثوله أمام المحكمة في القدس أمس. (أ ف ب)
A+ A-
مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس،  أمام المحكمة في القدس الشرقية المحتلة لفترة وجيزة، وأكد براءته مع دخول محاكمته مرحلة تشهد جلسات مكثّفة على مدى ستة أسابيع قبيل انتخابات يسعى للفوز فيها بولاية جديدة. 
 
ويعتبر نتنياهو أول رئيس للحكومة يمارس مهامه توجه له اتهامات رسمية بقبوله هدايا فاخرة وسعيه لمنح تسهيلات تنظيمية لجهات إعلامية نافذة مقابل حصوله على تغطية إعلامية إيجابية. 
 
وأمضى نتانياهو (71 سنة)، والذي يعتبر الاتهامات "ملفقة وسخيفة" الإثنين، عشرين دقيقة فقط داخل المحكمة، إذ أنه أجبر على المثول أمام القضاة لتقديم رد رسمي على الاتهامات. 
 
وقال رئيس الوزراء، الذي يشغل منصبه دون انقطاع منذ عام 2009، قبل خروجه من قاعة المحكمة :"أؤكد الإجابة المكتوبة التي قدمت باسمي". 
 
وتعقد الإثنين آخر جلسة استماع تمهيدية قبيل المحاكمة، في حين ستركز الجلسات المقبلة على الإدلاء بالشهادات وتقديم الأدلة. 
 
خلال جلسة الإثنين، اتهم محامي رئيس الوزراء بوعز بن تسور، المدعي العام الإسرائيلي أفيخاي ماندلبليت - الذي عين من قبل نتانياهو في السابق - بسوء التعامل مع الملف.  وقد يجبر نتنياهو على المثول أمام المحكمة مرات عدة أسبوعيا، في وقت بدأ حملته لخوض رابع انتخابات تشهدها إسرائيل في أقل من عامين والتي ستجري في 23 آذار المقبل.
 
وظهر نتنياهو على شاشات التلفزيون أثناء دخوله إلى قاعة المحكمة المركزية في القدس الشرقية المحتلة، قبل وقت قصير من موعد بدء الجلسة في التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (7,00 بتوقيت غرينتش)، واضعا كمامة واقية باللون الأسود.  
 
وتأتي محاكمة نتنياهو الإثنين غداة تخفيف القيود الصحية المفروضة في إطار مكافحة تفشي وباء كوفيد-19 وبعد إرجاء الجلسة التي كانت مقررة أولاً في كانون الثاني.
 
التدخل في الانتخابات
وسبق أن مثل نتنياهو أمام المحكمة قبل تسعة أشهر وكان حينذاك حقق انتصارا سياسيا، إذ شكل حكومة ائتلافية مع منافسه في الانتخابات بيني غانتس، بعد ثلاث انتخابات غير حاسمة. لكن هذا الائتلاف المشحون لم يدم طويلا إذ انهار في كانون الأول، وجدد غانتس وصفه لنتنياهو بأنه غير أمين.  ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المحاكمة ستضر بفرص إعادة انتخابه الشهر المقبل. 
 
ولطالما أصر رئيس الكنيست، وأحد الموالين لنتنياهو ياريف ليفين على ضرورة "تأجيل" المحاكمة.  وقال لصحيفة "إسرائيل اليوم" أو اليمينية، بأن المضي في المحاكمة "سيساهم في التدخل الفاضح في لانتخابات". 
 
وشدد ليفين على أنه ليس من العدل أن تجري المحاكمة خلال الحملة الانتخابية، بينما من المقرر ألا يقدّم فريق الدفاع مرافاعته لتفنيد الاتهامات إلا بعد يوم الانتخابات. 
 
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو لا يزال الأقوى، لكن قدرته على تشكيل غالبية من 61 مقعدا مع حلفائه المتشددين والمتدينين غير مؤكدة. 
 
كما يواجه نتنياهو وللمرة الأولى في حياته السياسية تحديا من أحد المنشقين البارزين عن حزب الليكود الذي يترأسه، هو جدعون ساعر الذي انفصل ليشكل حزبه الجديد. 


ثلاثة ملفات 
يواجه نتنياهو ثلاث قضايا منفصلة، أخطرها القضية المعروفة برقم 4000 أو "بيزك" وهي أكبر مجموعة اتصالات في إسرائيل، والتي اتهم فيها رئيس الوزراء بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة. 
 
ويتركز الاتهام حول ما إذا سعى نتنياهو للحصول على تغطية إعلامية إيجابية في موقع "والا" الإخباري الذي يملكه شاؤول ايلوفيتش رئيس مجموعة بيزيك مقابل خدمات وتسهيلات حكومية عادت على مجموعته بمئات ملايين الدولارات. 
 
أما ملف 2000، فيتعلق بمحاولة نتنياهو التوصل الى اتفاق مع مالك صحيفة "يديعوت احرونوت" الناشر أرنون موزيس، توفر بموجبها الصحيفة الإسرائيلية، وهي من الأكثر انتشارا في الدولة العبرية، تغطية إيجابية عنه.
 
في حين تتعلق القضية الرقم 1000، بتهمة حصول نتنياهو على منافع شخصية في تلقي هدايا بقيمة 750 ألف شيكل (240 ألف دولار)، من المنتج الإسرائيلي الهوليوودي أرنون ميلتشان، و250 ألف شيكل (72 ألف دولار) من الملياردير الاوسترالي جيمس باكر. وينفي نتانياهو جميع هذه الاتهامات. 
 
وفي حال إدانته، سيضطر نتنياهو إلى الاستقالة بعد استنفاذ جميع الطعون، لكن من المرجح أن تستغرق هذه العملية عدة سنوات. وهو حض الأحد أنصاره على عدم التظاهر خارج المحكمة، مشيرا إلى الخطر الناجم عن نسخ فيروس كورونا المتحوّرة. وشهد محيط المحكمة في القدس الشرقية الإثنين، تواجدا مكثفا للشرطة لتأمين موكب رئيس الوزراء، في حين احتشد عشرات المتظاهرين في الخارج، حاملين لافتات والعلم الإسرائيلي، بينما وضع أحدهم على وجهه قناعا يجسد شخصية رئيس الوزراء.
 
وقالت المتظاهرة كلوديا مانوكيان ل"وكالة الصحافة الفرنسية": "نحن هنا لنزيل كل القذارة والفساد الذي أوجده". 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم