الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

إسرائيل توافق على هدنة اقترحتها مصر في غزة والفلسطينيّون يؤكّدون أنّ المفاوضات مستمرّة

المصدر: أ ف ب
صورة التقطت من مدينة عسقلان جنوب إسرائيل تظهر اطلاق صواريخ فلسطينية من قطاع غزة (7 آب 2022، أ ف ب).
صورة التقطت من مدينة عسقلان جنوب إسرائيل تظهر اطلاق صواريخ فلسطينية من قطاع غزة (7 آب 2022، أ ف ب).
A+ A-
افقت اسرائيل، الأحد، على هدنة اقترحتها مصر في قطاع غزة بعد ثلاثة أيام من تبادل القصف بين إسرائيل والفلسطينيين، حسبما أفاد مصدر مصري، بينما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن المفاوضات لا تزال جارية.

وتثير الأنباء عن مفاوضات الأمل في أن تتمكن مصر من المساعدة في التوصل إلى اتفاق يضع حدا لمواجهات هي الأشد منذ حرب أيا 2011 التي استمرت 11 يوما ودمرت القطاع الساحلي الفقير الذي يقطنه 2,3 مليونا فلسطيني.

منذ الجمعة، نفذت إسرائيل ضربات جوية وبالمدفعية الثقيلة استهدفت بشكل أساسي مواقع في غزة لحركة الجهاد الإسلامي التي ردت بإطلاق مئات الصواريخ.

وارتفعت حصيلة القتلى منذ الجمعة إلى 31 شخصا، بينهم ستة أطفال، فيما بلغ عدد الجرحى 275، حسبما أعلنت سلطات الصحة في القطاع حيث سويت العديد من المباني بالأرض.

وأصيب إسرائيليان بشظايا، فيما اضطر آخرون للاحتماء في ملاجئ خوفا من رشقات الصواريخ التي أطلقت من غزة.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن مسؤولين يتحدثون إلى الجانبين "بلا كلل" لإعادة الهدوء.

وصرح مصدر أمني في القاهرة "وافق الجانب الاسرائيلي والوفد المصري يحاول مع الطرفين منذ 48 ساعة".

وأكد مصدر في حركة الجهاد الإسلامي أن المفاوضات لا تزال جارية. وقال لفرانس برس "تجري مباحثات على أعلى المستويات للتهدئة ولن تتوقف المقاومة اذا لم يتوقف العدوان وجرائم الاحتلال".

وأطلقت الجهاد الإسلامي الأحد صاروخين باتجاه القدس اعترضهما الجيش الإسرائيلي.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صواريخ على القدس منذ بدء التصعيد مع إسرائيل في قطاع غزة.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنه "تم تحييد القيادة العليا للجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غزة". 

وقال مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سلمية في وقت سابق الأحد إن الجرحى "يصلون كل دقيقة" إلى المرفق الصحي، و"الوضع سيئ للغاية"، محذرا من نقص خطير في الأدوية والوقود الضروري لتشغيل مولدات الكهرباء.

- غارات واعتقالات -
أشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن 31 شخصاً قتلوا، من بينهم ستة أطفال، كما أصيب 275 على مدار يومين في القطاع الخاضع للحصار الإسرائيلي. ودمرت تسعة مبان سكنية في غارات إسرائيلية، بحسب حكومة حماس. 

لكن السلطات الإسرائيلية تشكك في هذه الحصيلة وتؤكد أن عددا من الأطفال الفلسطينيين قتلوا مساء السبت في جباليا (شمال)، بسبب صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي باتجاه إسرائيل وفشل في إصابة هدفه. 

وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لبيد في بيان ان "قوات الأمن الاسرائيلية لم تقصف جباليا في الساعات الأخيرة".

وشاهد صحافيو وكالة فرانس برس في مستشفى جباليا جثث ستة قتلى بينهم ثلاثة أطفال. 

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف 139 موقعا للجهاد الإسلامي فيما أطلقت الحركة أكثر من 600 صاروخ وقذيفة هاون، لكن أكثر من مئة من تلك المقذوفات سقطت داخل غزة.

وعلى وقع التوتر أحيا مئات الإسرائيليين في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة عطلة يهودية في باحة الأقصى التي يسميها اليهود جبل الهيكل.

وهتف بعض الفلسطينيين "الله أكبر" ردا على ذلك، وأوقفت الشرطة الإسرائيلية لفترة وجيزة مصور وكالة فرانس برس. لكن المراسم جرت دون حادثة تذكر.

وكان الجيش الإسرائيلي بدأ الجمعة قصف الجيب المحاصر في "ضربة استباقية" ضد حركة الجهاد الإسلامي التي اتهمها بالتخطيط لهجوم وشيك.

وقتل الجيش الإسرائيلي قياديين في الحركة في قطاع غزة من بينهم تيسير الجعبري في مدينة غزة وخالد منصور في رفح جنوب القطاع.

ووصف رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لبيد الضربة التي قتل فيها منصور "بالإنجاز الرائع".

- "ساعات حاسمة" -
أغلقت الدولة العبرية المعبرين الحدوديين في الأيام الأخيرة وأوقفت فعليا شحنات الديزل. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الساعات القليلة المقبلة ستكون "حاسمة وصعبة"، محذرة من خطر توقف الخدمات الحيوية بعد ظهر الثلثاء بسبب نقص الكهرباء.

وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن نقص الوقود في الأراضي الفلسطيني قد يؤثر على خدمة سيارات الإسعاف.

وقال أبو محمود المدهون (56 عاماً) في مدينة غزة "نستيقظ كل يوم مع شهداء من أطفال ونساء". وأضاف "في كل لحظة يتم تدمير شقة أو منزل، يقتل أشخاص أو يصابون أو يشردون".

وفي جنوب ووسط إسرائيل اضطر الأهالي للاحتماء في ملاجئ. ونقل شخصان إلى المستشفى للعلاج من جروح إثر إصابتهما بشظايا، فيما أصيب 13 شخصا بجروح طفيفة أثناء فرارهم للاحتماء، على ما قالت أجهزة الطوارئ الإسرائيلية.

وقالت إحدى الأهالي وتدعى بيفرلي جميل التي تقطن عسقلان قرب غزة "الوضع متوتر ومخيف".

وأضافت "عسقلان مدينة أشباح نحن في عطلة، ينبغي أن يكون الأطفال في الخارج يلعبون".

وحذرت حماس الحركة الإسلامية في غزة التي لم تشارك حتى الآن في المواجهة مع إسرائيل، من "التوغلات" الإسرائيلية التي قد تؤدي إلى وضع "لا يمكن السيطرة عليه".

وقال المتحدّث باسم حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزّة فوزي برهوم "المقاومة بكلّ أذرعها العسكريّة وفصائلها موحّدة في هذه المعركة وستقول كلمتها وبكلّ قوّة، ولم يعد ممكنًا القبول باستمرار هذا الوضع على ما هو عليه".

ومنذ2007، تفرض إسرائيل حصارًا صارمًا على قطاع غزة.

وفي 2019، أدى مقتل أحد قادة الجهاد الإسلامي في عملية إسرائيلية إلى تبادل لعمليات القصف لأيام. ولم تشارك حماس التي تواجهت مع إسرائيل في أربع حروب منذ توليها السلطة في 2007 في تلك العمليات.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم