الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

التنمّر دفعهم إلى ذبح زميلهم... واستشارية صحّة نفسيّة لـ"النهار": آفة تهدّد المجتمع

المصدر: النهار
مروة فتحي
أولاد في مدرسة بالقاهرة (تعبيرية- أ ف ب).
أولاد في مدرسة بالقاهرة (تعبيرية- أ ف ب).
A+ A-
شهدت محافظة كفر الشيخ واقعة تنمّر حدثت لطالب يبلغ من العمر 18 عاماً، من ثلاثة طلاب تشاجروا معه وطعنوه، حيث أدى ذلك إلى وفاته متأثراً بإصابته بجرح قطعيّ في الرقبة.

وحاول الضحية الدفاع عن نفسه إلّا أنّ أحد الطلاب كسر زجاجة واستخدمها لطعنه في الرقبة، وحاول الطالب الهروب منهم، لكنّه سقط بعد أقلّ من 10 أمتار غارقاً في دمائه.

وانتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الواقعة، وتبيّن من المعاينة الأولية أنّ مرتكبي هذا الحادث هم زملاء القتيل في الصف الثاني الثانوي، وتمّ القبض عليهم وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات في القضية.

وهنا يكمن السؤال لماذا باتت جرائم التنمّر منتشرة في المجتمع المدرسيّ إلى الحدّ الذي وصل للقتل؟

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة ريهام عبد الرحمن (استشاريّة الصحة النفسية والإرشاد الأسريّ) لـ"النهار"، إنّ التنمّر المدرسي يُعرف بأنّه حالة يتعرّض فيها الطالب لمحاولات متكرّرة من الضرب أو الهجوم الجسدي واللفظيّ من قبل طالب آخر أو مجموعة من الطلاب.

ولعلّ من أهم الأسباب التى تجعل من الطالب إنساناً متنمّراً:

1- سوء التربية:
فالتربية غير السوية ينتج عنها إنسان متنمّر يعبر عن مشاعر الغضب والإحباط بالتنمّر على الآخرين وبثّ الخوف والفزع في نفوسهم.

2- الضغوط النفسية والأسرية:
فغالباً ما يعاني المتنمر من تفكّك داخل الأسرة، كانفصال الوالدين أو الخلافات الأسرية فيما بينهم، وكذلك الافتقاد للأمان داخل الأسرة.

3- انعدام الاهتمام بالأبناء:
يلجأ الطالب للتنمّر كنوع من لفت الانتباه، وذلك للحصول على الاهتمام والدعم من قبل من الآخرين.

4- أفلام العنف والبلطجة:
فالإعلام له دور في توعية الشباب، ولكن مع كثرة مواد العنف والبلطجة وتصديرها للشباب على أنّها فنّ سيعود ذلك على المجتمع بالانهيار والتصدّع، وخاصة مع ظهور تطبيقات التواصل، وما يُبث عليها من فيديوات تظهر القتل والاعتداء على الآخرين أمر عاديّ.

5- الظواهر السلبية في المجتمع، التمييز، الاستغلال، ثقافة المصلحة، وعدم احترام الآخرين.

6- إهمال مشاعر المراهق وعدم فهم الوالدين لطبيعة المرحلة التي يمر بها، مع حلّ المشكلات العائلية بالصراخ والجدال، كلّ ذلك يتسبّب في وجود إنسان لا يحترم الآخرين ويتنمّر عليهم.

وأوضحت أنّه يجب على الأسرة معرفة الأسباب الكامنة وراء سلوك التنمّر، مع وجود عقاب رادع، وعدم التبرير والانحياز للتنمّر، ويجب على الأهل تعليم أبنائهم أهمية احترام مشاعر الآخرين، لافتة إلى أنّه أصبح آفة تهدّد كيان المجتمع.

ولذلك فالأسرة لها دور كبير في التصدّي لهذه الظاهرة من خلال:

- تدريب الأبناء على ثقافة الحوار من خلال مهارات التواصل واختيار التوقيت المناسب للآخرين.

- تبادل الأدوار:
وخاصة في مراحل الطفولة والمراهقة، حيث يتمّ تدريب الأبناء على ردّ الفعل المناسب تجاه المتنمّرين، وذلك من خلال قيام الأب أو أحد أفراد الأسرة بلعب دور المتنمّر، وقيام الابن بإظهار ردّ الفعل المناسب للتنمّر.

- تدريب الأبناء على استخدام العبارات التحذيرية في مواجهة التنمّر، مثل (توقّف عن فعل ذلك، لا أسمح لك بهذا الأمر) وغيرها.

- غرس الثقة في النفس لدى الطالب:
وذلك من خلال الأسرة والمدرسة، وذلك لأنّ المتنمّر شخص ضعيف يتغذى على خوف الآخرين منه، وبالتالي فتدريب الأبناء على الشجاعة والتعبير عن النفس منذ الصغر، واستخدام لغة الجسد السليمة يكسبهم المزيد من القوة والصلابة النفسية في مواجهة المتنمّرين.

وأشارت إلى أنّ واقعة التنمّر المدرسيّ لم تؤدِّ للقتل فقط، ولكن أدّت إلى تدمير مستقبل الطلاب وانتهاء حياة طالب العلم في مجتمع بات تهدّد كيانه حوادث التنمّر والقتل؛ ولذلك فالمدرسة لها دور كبير في التصدّي لهذه الظاهرة، من خلال الطرق التالية:

- توعية الطلاب ضدّ مخاطر التنمّر، وإرساء مبادئ الاحترام وتقبّل الآخرين.

- تفعيل دور الأختصاصيّ النفسي لمعالجة المتنمّرين وضحاياهم، ومساعدة الأسرة في وجود صديق داعم للطلاب يتقبّلهم دون أيّ شرط.

- الحرص على إدخال مادة للتعليم الطلاب القيم والمبادئ ومهارات التواصل مع الآخرين، مع الاستغلال الأمثل لمواهب الطلاب والتي تدعم ثقتهم بأنفسهم والقدرة على مواجهة الحياة، فالمحظوظ ليس من يمتلك الموهبة بل من يعمل جاهداً على تنميتها.

- تفعيل دور المراقبين والمشرفين في المدرسة وذلك لمتابعة الطلاب وحلّ مشكلة التنمّر.

وأخيراً لا بد من عودة الدور الحيوي للمعلم القدوة والإنسان، وذلك بالاهتمام بالعلم والعلماء وإعطاء المعلّم القدر المناسب له نفسياً ومعنوياً.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم