الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مسار الحوار في ليبيا تهدّده خلافات حول اختيار الحكومة المقبلة

المصدر: أ ف ب
صياد وقف عند كورنيش طرابلس (25 ت2 2020، أ ف ب).
صياد وقف عند كورنيش طرابلس (25 ت2 2020، أ ف ب).
A+ A-
لا تزال خلافات عميقة تعوق مسار الحوار في ليبيا الذي يفترض أن يقود إلى تشكيل حكومة انتقالية تشرف على انتخابات مقررة في ختام العام المقبل، وذلك رغم أنّ انفراجات عدة على صعيد وقف التصعيد العسكري شهدتها الأزمة في الاسابيع الأخيرة.

وتوافق الأطراف الليبيون في ملتقى الحوار السياسي الذي انعقدت أولى جولاته في تونس في التاسع من تشرين الثاني، على تحديد موعد الانتخابات في 24 كانون الأول 2021.

وجاءت هذه التطورات عقب استعادة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة السيطرة على غرب ليبيا بالكامل بعد معارك استمرت لأكثر من عام مع قوات موالية للمشير خليفة حفتر، رجل شرق ليبيا القوي، وانتهت مطلع حزيران بانسحاب الأخيرة باتجاه مدينة سرت.

وكانت الجهود الديبلوماسية نجحت في وقف الأعمال العسكرية، وتوجّت في نهاية تشرين الأول بتوقيع اللجنة العسكرية الليبية (5+5) برعاية أممية في جنيف اتفاقا لوقف إطلاق النار بشكل دائم في عموم البلاد، لا يزال صامداً دون تسجيل خروقات.

إلا انّ خلافات شهدتها جلسات الجولة الثانية من ملتقى الحوار. وقد انعقدت عبر تقنية الفيديو، حول آليات اختيار الحكومة الجديدة من دون التوصل إلى مقترحات توافقية، ما طرح تساؤلات حول مصير الحوار السياسي.

ويقول المحلل السياسي الليبي ميلود الحاج لفرانس برس إنّ التأخر في التوافق على  السلطة التنفيذية الجديدة يعني أن مصير الحوار برمته سيظل "مجهولا" و"غامضاً".

وأوضح أن "الأمم المتحدة تمكنت، بدعم من الدول الكبرى، من تسريع وتيرة المفاوضات الليبية وضغطت على جميع الأطراف، سواء على مستوى المسار العسكري أو السياسي، ما قلّص حجم الهوة بين الأطراف المتنازعة وجعل فرص التسوية النهائية ممكنة شرط التنازل وعدم التشبث بمواقف أحادية".

وقال: "لدى وصول الحوار إلى مناقشة آليات اختيار الحكومة الجديدة، ظهرت الخلافات بشكل واضح بين كافة الأطراف، وجعل الأمم المتحدة في موقف المتفرج العاجز حتى الآن عن إقناع الأطراف السياسية بحل توافقي".

وختم "إنّ الكرة الآن في ملعب السياسيين (...) لإظهار جدية استعدادهم لتقديم تنازلات مؤلمة من أجل إنهاء الانقسام".

وطالبت الأمم المتحدة في الاجتماع الثالث ضمن الجولة الثانية لملتقى الحوار الليبي، كافة الأطراف بالمضي قدما في المفاوضات.

وقالت مبعوثة الأمم المتحدة بالإنابة ستيفاني وليامز، في افتتاح الاجتماع الأربعاء: "رجائي منكم خلال المناقشات المضي قدماً (...) أقولها وأكررها، إنّ الوقت ليس في صالحكم".

- "مزاعم رشوة" - 
ورأت استاذة القانون الليبية إيمان جلال أنّ مصير الحوار السياسي صار مهددا أكثر من أي وقت مضى، بخاصة في ظل مزاعم أطراف سياسية حول تقديم رشى بهدف تزكية مرشحين لتولي رئاسة الحكومة المقبلة.

وأوضحت جلال في حديثها إلى فرانس برس أنّ "الأمم المتحدة أقرّت بوجود فساد محتمل طال الحوار، وهو أمر يحتمل جزءاً كبيراً من الحقيقة وبالتالي إنّ مثل هذه الأفعال تضرّ بمستقبل الحوار".

وكانت ستيفاني وليامز أكدت أن الأمم المتحدة ستنظر وتحقق في مزاعم "رشوة" يزعم وقوعها أثناء الجلسات الأخيرة في تونس.

وقالت: "في ما يتعلق بمزاعم الرشوة، أحيلت هذه التقارير على فريق الخبراء الأممي، نظرا إلى أن مثل هذه الأنشطة إذا ثبت حدوثها، يمكن أن تشكل إعاقة للعملية السياسية وتخضع لعقوبات".

وعن الحلول الممكنة لتجاوز الخلاف، قالت إيمان جلال: "قد يكون خيار استمرار حكومة الوفاق حتى موعد الانتخابات المقبلة أفضل الخيارات الممكنة لتجاوز خلاف السياسيين بشأن اختيار حكومة جديدة".

وكان نحو مئة نائب بالبرلمان الليبي شاركوا نهاية الشهر الماضي في لقاء استشاري في مدينة طنجة المغربية.

واتفقوا على عقد جلسة رسمية مكتملة النصاب للبرلمان، للمرة الأولى منذ عامين، في مدينة غدامس بليبيا.

وسبق اجتماع طنجة جولة مفاوضات في بوزينقة المغربية، حيث توافق مسؤولون في مجلسي النواب والأعلى للدولة الليبيين، على اختيار مسؤولي المناصب العليا على غرار مؤسسة النفط الوطنية والبنك المركزي وديوان المحاسبة الحكومي.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم