طفل المرور... قصة أثارت استياء المصريين لصبي تحصن بمنصب والده

«طفل المرور» أو «طفل المرسيدس».. واقعة أثارت جدلاً واسعاً في الشارع المصري على مدار اليومين الماضيين، بعد واقعة اعتداء طفل يبلغ من العمر 14 عاماً، على رجل شرطة بعدما كان يقود سيارة مرسيدس، والتي انتهت بأمر النائب العام المصري بإيداع الطفل إحدى دور الملاحظة، وحبس من كانوا في صحبته احتياطياً على ذمة التحقيقات.

بدأت الواقعة بتداول مقطع فيديو يظهر طفلاً يقود سيارة وبصحبته 3 من أصدقائه ويعتدي لفظياً على شرطي حاول توقيفه، خاصة بعدما كشفت وسائل إعلام أن والد الطفل يعمل قاضياً، وأن الطفل يستغل سلطة والده في الإساءة لرجال الشرطة وقيادة سيارة رغم صغر سنه وأنه فوق القانون، ليصبح 'ترند" مواقع التواصل حيث تصدرت وسوم مثل "#ابن_القاضي وشرطي المرور" قائمة المواضيع المتداولة على "تويتر" لساعات طويلة.

وأظهر الفيديو الطفل يقود سيارة وبصحبته 3 من أصدقائه، وفي أثناء ذلك تم إيقافه من قبل أحد أفراد المرور، ليتعجب من قيادته للسيارة رغم صغر سنه، إلا أن الطفل وجه له السباب وسخر منه قائلاً: "أنت مش عارف أنا مين؟"، قبل أن يصدمه بالسيارة ويسرع بها.

 

تداول الفيديو دفع قوات الأمن لإلقاء القبض على الطفل يوم الأحد الماضي وبدء مرحلة استجوابه هو ومن معه، والتي انتهت بالإفراج عنهم بداعي التصالح مع أمين الشرطة وصغر سنه، وأنه كان يقود سيارة صديق والده وفي نهاية التحقيق تم إخلاء سبيل الطفل بكفالة مالية.

لم تمر سوى 24 ساعة حتى ظهر الطفل بصحبة 3 من زملائه في فيديو جديد يسيء لرجل مرور آخر ويقول له "أنا كفيل أقعدك في البيت"، كما أظهر الفيديو الجديد، الطفل برفقة أصدقائه، وهم يتحدثون خلال الفيديو ويوجهون السباب والألفاظ غير اللائقة، ليتم إلقاء القبض عليه مجدداً لاتهامه بالتنمر و3 من أصدقائه، على رجل شرطة بمنطقة المعادي،.

 

وقررت النيابة العامة، إيداع "طفل المرور" إحدى دور الملاحظة التابعة لوزارة التضامن لمدة أسبوع، على أن يتم تقديم جلسات الدعم والتأهيل النفسي الموصى بها، وفقاً لتقرير المجلس القومي للأمومة والطفولة.

وطلبت النيابة إعداد تقرير دوري بحالته، ويراعى تقديمه إلى النيابة وقت طلبه، مع مراعاة تقديم الطفل إلى المحكمة المختصة يوم السبت المقبل، للنظر في أمر إيداعه الدار وفقًا للقانون.

بينما كّرم اللواء محمود توفيق وزير الداخلية المصري؛ أمين الشرطة من قوة الإدارة العامة لمرور القاهرة تقديراً لتعامله الرشيد خلال تأديته واجبه الوظيفي في أثناء استيقافه سيارة الطفل، مؤكداً التزام رجال الشرطة بتطبيق القانون بكل حسم، مع التحلى بأقصى درجات ضبط النفس رغم التحديات والمخاطر التى يتعرضون لها فى المواقف المختلفة.

الأزمة وصلت مجلس النواب المصري، وسط مطالبات بتشديد عقوبة قيادة الأطفال السيارات، حيث قدّم سعيد حساسين، طلب إحاطة إلى مجلس النواب، لتوجيهه للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والمستشار عمر مروان وزير العدل، بشأن الواقعة مطالباً بتعديل تشريعي لوقف قيادة الأطفال كل أنواع المركبات، خاصة أنّها ظاهرة تكررت مؤخراً في المجتمع المصري.

فيما حذر نادي قضاة مصر من استغلال الواقعة للنيل من القضاة وتشويه صورته، قائلين: "نادي قضاة مصر إذ يرفض التصرفات التي صدرت من الطفل، والتي تستوجب المحاسبة والتقويم والرقابة، لكنه في الوقت نفسه، يؤكد أن هذا التصرف الفردي لا ينبغي تعميمه على أبناء القضاة كفئة من فئات المجتمع".

ويستنكر نادي القضاة، رغم إدانته الواقعة، اتخاذ البعض لها كذريعة للنيل من القضاء وإذكاء روح العداء ضده والتشكيك في تحقيقات النيابة العامة.