الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

تأجيل الانتخابات الفلسطينيّة ينذر بتجدّد التوتر بين حركتي "فتح" و"حماس"

المصدر: أ ف ب
أنصار لحماس يتظاهرون في جباليا شمال قطاع غزة بعد اعلان تأجيل الانتخابات الفلسطينية (30 نيسان 2021، أ ف ب).
أنصار لحماس يتظاهرون في جباليا شمال قطاع غزة بعد اعلان تأجيل الانتخابات الفلسطينية (30 نيسان 2021، أ ف ب).
A+ A-
يجد محللون أن قرار الرئيس الفلسطيني إرجاء الانتخابات الأولى منذ 15 عاما قد يفتح الباب امام توتر العلاقات مجددا بين حركتي فتح التي يتزعمها محمود عباس، وحماس التي تسيطر على قطاع غزة، بعد أن شكل تحديد موعد الاقتراع نقطة لانطلاق المصالحة بينهما.

وأعلن عبّاس فجر الجمعة إرجاء الانتخابات التي كانت مقررة في 22 أيار الى حين "ضمان" إجرائها في القدس الشرقية، مؤكّداً أنّ إسرائيل ما زالت ترفض السماح للمقدسيّين بالمشاركة الكاملة في هذا الاستحقاق.

ورفضت حركة حماس التأجيل واعتبرت القرار "انقلابا" على التوافقات الفلسطينية. وخرج فلسطينيون في رام الله وقطاع غزة يومي الجمعة والسبت إلى الشوارع للاحتجاج على القرار. 

ويصف مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية خليل الشقاقي قرار عباس بأنه "هزيمة كبيرة للفلسطينيين". 

ويقول لفرانس برس: "ليست إسرائيل التي تهزم الفلسطينيين، بل عباس هو الذي يتخذ القرار"، مضيفا: "من الواضح أن الأمر يتعلق بشكل أكبر بتوقع نتائج الانتخابات وليس بقضية القدس". 

ويواجه الرئيس الفلسطيني تحديات كبيرة داخل حركة فتح، إذ الى جانب المواجهة مع حماس، سيخوض في الانتخابات مواجهة مع كل من القياديين المفصولين من حركة فتح، وهما الديبلوماسي السابق ناصر القدوة، ابن شقيقة الرئيس السابق عرفات الذي يقود لائحة "الحرية" وحظي بدعم الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، ورئيس جهاز الاستخبارات السابق محمد دحلان الذي يعيش في الإمارات ويرئس "تيار الإصلاح الديموقراطي"، وهو تيار كوادره من المنتمين سابقا الى حركة فتح. 

وأجريت آخر انتخابات تشريعية فلسطينية في العام 2006 وحققت فيها حركة حماس فوزا كاسحا، بعد انتخابات رئاسية في 2005 جاءت بمحمود عباس رئيسا خلفا لياسر عرفات. 

ويعيش 300 ألف فلسطيني في القدس التي يعتبر الفلسطينيون الشطر الشرقي منها عاصمة للدولة التي يتطلعون إليها، ويحتاج نحو ستة آلاف منهم لموافقة إسرائيلية.

وكانت إسرائيل سمحت قبل أكثر من 15 عاما للفلسطينيين في القدس الشرقية بالاقتراع وفتحت لهم عددا من مراكز البريد لذلك. لكنها منذ سنوات، بدأت تمنع أي مظاهر سيادية للسلطة الفلسطينية في القدس الشرقية وتلاحق من ينظم أي فعاليات باسمها. 

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر ناجي شراب: "كيف يقرر عباس مجددا انتخابات بدون حل مشكلة القدس؟ وهل ستغير إسرائيل موقفها بدون ضغط عربي وأوروبي ودولي؟".

ويضيف أن الموقف الفلسطيني "في أسوأ حالاته"، لأن قرار الرئيس "وضع فتح والسلطة الفلسطينية والرئاسة في مأزق البحث عن حل".

ويشير شراب الى أن "الفلسطينيين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة"، محذرا من أن "التأجيل لأجل غير مسمى قد يدفع الى التصعيد، لأن مسألة القدس يمكن أن تتحول إلى انتفاضة ثالثة".

ويعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية جمال الفاضي بدوره أن الرئيس "أخطأ".

وبحسب الفاضي، "كان يتوجب قراءة المشهد والموقف الإسرائيلي جيدا قبل إصدار الرئيس مراسيم للانتخابات حتى لا تصل للحظة التأجيل المؤلمة".

ويرى أن "حماس قد تصعد المواجهات في القدس مع الاحتلال وقد يترافق هذا مع تصعيد عسكري محدود في غزة".

ويذهب المحلل والكاتب المقرب من حماس مصطفى الصواف إلى أن التأجيل سيدفع حماس والفصائل إلى "نزع الشرعية عن عباس بتشكيل قيادة وطنية موحدة لإدارة الوضع الفلسطيني".

لكن شراب يعتبر هذا الأمر "غير وارد، وغير منطقي" ، مشيرا الى أن تأجيل الانتخابات "نزع ما تبقى من صفة شرعية للقيادة والسلطة والرئيس ذاته".

وتسيطر حركة حماس منذ صيف 2007 على قطاع غزة، بعد مواجهات دامية بين قواتها والقوات الموالية للرئيس عباس. 

ولم تعترف السلطة الفلسطينية والدول العربية والمجتمع الدولي بحكومة حماس في القطاع الذي يخضع لحصار إسرائيلي مشدد.

- نحو المجهول -
ويقول القيادي في حركة حماس باسم نعيم "تأجيل الانتخابات  يأخذنا نحو المجهول على المستوى الداخلي وعلى مستوى العلاقة مع الاحتلال بل يمهد لاستمرار تهويد القدس وتعزيز الانقسام". 

ويعتقد  أستاذ السياسة والإعلام في جامعة الأمة في غزة عدنان أبو عامر أن حماس ستعتبر أن "ما قبل التأجيل لن يكون كما بعده، وستكون تبعات سياسية على مستقبل علاقات حماس مع فتح والرئيس أبو مازن".

وقال إن حماس "تراهن على أن فتح لم تعد موحدة كالسابق وحالة التشظي فيها قد تأخذ مزيدا من الانشقاقات وهذا لصالح حماس".

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة "الأسابيع القادمة ستشهد حراكا داخليا لبلورة موقف وطني للسير عليه".

ويرى الفاضي أن هذه المسألة "تتطلب حكمة كبيرة" من الرئيس "حتى لا تنزلق الحالة الفلسطينية لمزيد من التفكك".

وقد دعا مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند "جميع الأطراف إلى التزام الهدوء وضبط النفس والامتناع عن العنف"، مشيرا الى أنه "يتفهم خيبة أمل العديد من الفلسطينيين".

وقال إن "إعلان موعد جديد للانتخابات سيكون خطوة مهمة لطمأنة الشعب الفلسطيني".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم