الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

البابا فرنسيس يصل إلى جنوب السودان الجمعة... رحلة "حجّ من أجل السلام"

المصدر: أ ف ب
اشخاص يمرون قرب لافتة للبابا فرنسيس في جوبا، بينما تستمر الاستعدادات قبل زيارته لجنوب السودان (31 ك2 2023، أ ف ب).
اشخاص يمرون قرب لافتة للبابا فرنسيس في جوبا، بينما تستمر الاستعدادات قبل زيارته لجنوب السودان (31 ك2 2023، أ ف ب).
A+ A-
يصل البابا فرنسيس الجمعة إلى جنوب السودان في "رحلة حج من أجل السلام" مرتقبة جدا في بلد متدين تمزقه نزاعات منذ سنوات ويستمر قادته في رفض الإنصات لنداءات المصالحة.

هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها البابا للبلد الواقع في شرق أفريقيا ويدين غالبية سكانه بالمسيحية. وقد استقل العام 2011 بعد نضال مسلح استمر عقودا مع السودان ذي الغالبية المسلمة.

إلا ان حصول هذا البلد الفتي على استقلاله لم يحمل معه السلام. ويصل البابا فرنسيس الجمعة في زيارة تستمر ثلاثة أيام في بلد ينهشه العنف.

غرق جنوب السودان في حرب أهلية دامية استمرت خمس سنوات بين سلفا كير ورياك مشار أسفرت عن سقوط 380 ألف قتيل ونزوح الملايين. ويتهم جيشا الطرفين بارتكاب جرائم حرب.

في العام 2019، بعد عام على إبرام اتفاقية سلام، استقبل البابا الزعيمين في الفاتيكان.

وفي بادرة طبعت النفوس، انحنى البابا فرنسيس لتقبيل اقدام الزعيمين اللذين يتوليان السلطة راهنا في إطار حكومة وحدة وطنية يشغل فيها كير منصب الرئيس ومشار منصب نائب الرئيس.

وقال يومها "شعبكما يطمح اليوم إلى مستقبل أفضل لا يمكن أن يتجسد إلا من خلال المصالحة والسلام".

لكن بعد أربع سنوات على ذلك يتواصل العنف الذي تغذيه النخب السياسية.

وشدد فيرينك دافيد ماركو الباحث في مجموعة الابحاث "انترناشونال كرايسيس غروب"، على أن "الناس لا يزالون يُقتلون في أرجاء البلاد المختلفة".

وأضاف أن العنف المستشري في البلاد "يجعل الوضع أسوأ مما كان عليه في خضم النزاع".

- "منعطف" مأمول -
في جنوب السودان، يأمل السكان والمجتمع الدولي أن تعطي زيارة البابا دفعا جديدا لعملية السلام.

يرافق البابا في زيارته جاستن ويلبي رئيس أساقفة كانتربري الزعيم الروحي للكنيسة الانغليكانية وإيان غرينشيلدز المسؤول الأبرز في كنيسة اسكتلندا.

وقال الأب جيمس اويت لاتانسيو الأمين العام لمجلس كنائس جنوب السودان "آمل أن تشكل هذه الزيارة منعطفا".

وتأمل الأسرة الدولية التي تخشى انهيار العملية الانتقالية الهشة والبطيئة، أن ينجح البابا في تمرير رسالة السلام.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى جنوب السودان نيكولاس هايسوم في كانون الثاني "هو في وضع فريد يمكنه من الانخراط مع قادة البلاد" لكي يعرف جنوب السودان "سلاما دائما".

ويفيد مراقبون أن هذه الزيارة ستسمح أيضا بتسليط الضوء على العمل الصعب الذي تبذله الكنيسة في مناطق لا تتوافر فيها أي مرافق حكومية وحيث يتعرض العاملون في المجال الإنساني لهجمات منتظمة وللقتل أحيانا.

وستشد الزيارة الانتباه إلى الوضع في البلاد حيث يعول تسعة ملايين شخص يشكلون ثلاثة أرباع السكان، على المساعدة الانسانية للاستمرار.

وقال الأب لاتانسيو "ستظهر هذه الزيارة أن كل شيء ممكن. التغيير ممكن والتحول ممكن".

- سلطة معنوية -
وشدد جون آشوورث المبشر المتقاعد الذي أمضى أكثر من 40 سنة في السودان وجنوب السودان على أن القادة الروحيين "يتمتعون بصدقية وبسلطة معنوية واسعتين" في هذا البلد المتديّن جدا.

في خضم المواجهات من أجل نيل الاستقلال، فاوضت الكنيسة من أجل السلام ووفرت الغذاء والملجأ والرعاية الصحية للمدنيين من كل الأطراف في غياب كامل للسلطات أو المساعدات الدولية.

وأشار آشوورث إلى أن "الكنيسة هي المؤسسة الوحيدة التي بقيت على الأرض إلى جانب السكان".

عندما اندلعت الحرب الأهلية في 2013 دافع الإكليروس عن المدنيين وندد بالفظائع والجرائم.

وتعرضت كنائس لجأ إليها مدنيون لهجمات واغتيل كهنة في انقلاب "صادم" على هذه المؤسسة المحترمة جدا، على ما قال كريستوفر تونسل الاستاذ المحاضر في التاريخ في جامعة واشنطن والخبير بالمسيحية في جنوب السودان.

استبعد القادة الروحيون من مفاوضات السلام ما قلص نفوذهم السياسي وإمكان أن يؤدوا دور الوسيط لإحلال السلام.

لكن جون آشوورث رأى أن "صوت الكنيسة لا يزال يحظى بالاحترام وإن تراجع".

ويفيد مراقبون أن سلفا كير الكاثوليكي المتدين الذي تأثر كثيرا ببادرة البابا في الفاتيكان، أكثر انفتاحا على رسالة الأخير.

لكن الرئيس منخرط في مناورات سياسية كبيرة لتعزيز سلطته واستبعاد منافسين محتملين في حين يعاني معسكر مشار من انقسامات، تطرح تساؤلات حول مدى تأثير زيارة البابا.

وقال كريستوفر تونسل "اتساءل إن كانت زيارة البابا فرنسيس ستعطي دفعا فعليا أو انها ستكون فقط رحلة رمزية الأبعاد".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم