الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مواجهة بين واشنطن وباريس في مجلس الأمن بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي

المصدر: ا ف ب
أطفال غزة (ا ف ب)
أطفال غزة (ا ف ب)
A+ A-
بدأت مواجهة بين فرنسا والولايات المتحدة في الأمم المتحدة بشأن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، هي أول أزمة مفتوحة بين الحليفين منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض ووعده بإعادة الانخراط في الدبلوماسية المتعددة الأطراف.
 
وبعد نحو عشرة أيام على فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد إعلان يدين العنف في الشرق الأوسط، تقدمت فرنسا الثلاثاء بمشروع قرار يدعو إلى "وقف العمليات العسكرية" و"إيصال المساعدات الإنسانية" خصوصا إلى قطاع غزة المحاصر.
 
وسُلّمت مسوّدة مشروع القرار الثلثاء الى عدد قليل جدا من الدول، ووُزّعت مساء الأربعاء على بقيّة أعضاء المجلس الخمسة عشر الذين لديهم حتى مساء الخميس لاقتراح تعديلات، بحسب دبلوماسيين.
 
ولم تقترح باريس موعدا للتصويت، فهل تلك وسيلة لتعزيز الضغط على الولايات المتحدة لتشديد موقفها تجاه إسرائيل؟ الشيء الوحيد المؤكد هو أن الرئيس الأميركي دعا الأربعاء إلى وقف التصعيد بين اسرائيل والفلسطينيين "اليوم".
 
ولم يتأخر رد الولايات المتحدة القاطع وتلميحها إلى إمكان استعمال حقّ النقض (الفيتو) في حال المضي قدما بالمقترح.
 
وقالت متحدثة باسم البعثة الأميركية في الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس "كنا واضحين في أننا نركز على الجهود الدبلوماسية المكثفة الجارية لإنهاء العنف وأننا لن ندعم الخطوات التي نعتبر أنها تقوض الجهود الرامية إلى وقف التصعيد".
 
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان خلال جلسة استماع في الجمعية الوطنية إن "الموقف الأميركي سيكون حاسما (...) صحيح أننا رأينا الولايات المتحدة متحفظة قليلا إزاء كل ذلك".
 
وأضاف أن "إطالة العمليات لا يفيد أحد. من الضروري للغاية تجنب هجوم بري إسرائيلي سيفتح مرحلة لا يمكن السيطرة عليها"، مشددا على أن "أول خطوة يجب تنفيذها هي وقف العمليات العسكرية في أسرع وقت".
 
وتابع الوزير "نأمل حقا أن تُتّخذ تدابير إنسانية بسرعة كبيرة".
 
تتبع واشنطن، أكبر حلفاء إسرائيل، هذه السياسة منذ عشرة أيام، إذ رفضت ثلاثة إعلانات اقترحتها الصين وتونس (ممثلة العالم العربي في المجلس) والنروج.
 
كذلك ماطلت الولايات المتحدة في تنظيم أربعة اجتماعات للمجلس منذ 10 أيار، حتى إنها تسببت في تأجيل أحدها قبل أن يعقد أخيرا الأحد بصيغة مفتوحة.
 
- توتر ملموس -
 
يعجز حلفاء واشنطن الأوروبيون التقليديون عن فهم أسباب ذلك.
 
قالت جيرالدين بيرن ناسون، سفيرة ايرلندا العضو غير الدائم في مجلس الأمن، الثلثاء إن "أعضاء المجلس يتحملون مسؤولية جماعية عن السلم والأمن الدوليين. حان الوقت لكي يتدخل المجلس ويكسر صمته ويتحدث".
 
وقال سفير أوروبي آخر طلب عدم كشف اسمه "نحن ببساطة نطلب من الولايات المتحدة دعم بيان لمجلس الأمن يقول أشياء مماثلة لتلك التي تقولها واشنطن على الصعيد الثنائي".
 
وصرّح سفير آخر لوكالة فرانس برس طلب عدم الكشف عن هويته "إنه أمر غريب بعض الشيء بسبب تطلعنا جميعا لعودة الأميركيين إلى الدبلوماسية المتعددة الأطراف".
 
وأضاف "اعتقدنا أيضا أن الولايات المتحدة ستكون حريصة على إظهار أهمية مجلس الأمن في مثل هذه المواقف".
 
قد يترك التوتر الملموس بين فرنسا والولايات المتحدة آثارا على ملفات أخرى.
 
في الأمم المتحدة، ظهر خلاف كبير الثلاثاء بين البلدين بشأن تقديم المساعدة إلى القوة المناهضة للجهاديين في منطقة الساحل الإفريقي.
 
باريس المنخرطة سياسيا وعسكريا بشدة في المنطقة، تقوم منذ سنوات بحملات لتوفير دعم مالي ولوجستي وعملياتي عبر الأمم المتحدة للقوة المؤلفة من 5 آلاف عسكري يعانون من سوء التجهيز ويتحدرون من النيجر وتشاد وموريتانيا ومالي وبوركينا فاسو.
 
وكانت إدارة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب ترفض رفضا قاطعا المساعدة. وكانت فرنسا تأمل في أن يحدث تحول مع خلفه الديموقراطي جو بايدن.
 
عبّرت واشنطن في وقت سابق هذا الأسبوع عن موقف سلبي تجاه الفكرة، وقالت إنها على غرار الإدارة السابقة تفضّل تقديم مساعدات ثنائية بدلا من الالتزام بتمويل عبر الأمم المتحدة قد يكون بلا نهاية.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم