الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"وقع الضرر"... أحداث الأردن تهزّ صورة المملكة المستقرّة في الشرق الأوسط

المصدر: رويترز
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يتكلم في مقر قيادة القوات المسلحة الأردنية في عمان (1 آذار 2021، أ ف ب).
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يتكلم في مقر قيادة القوات المسلحة الأردنية في عمان (1 آذار 2021، أ ف ب).
A+ A-
أدت انتقادات علنية لم يسبق لها مثيل للحكم الملكي في الأردن من أحد كبار أعضاء الأسرة المالكة، بعد تحديد إقامته، إلى اهتزاز صورة البلاد كجزيرة استقرار في الشرق الأوسط.

ويوم السبت، طلب الجيش الأردني من الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني، أن يكف عن تصرفات تستهدف "أمن" الأردن و"استقراره"، والذي يعد حليفا رئيسيا للولايات المتحدة.

وبلهجة حادة على غير العادة تضمنها تسجيل مصور نقله محامي الأمير حمزة (41 عاما) إلى هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، قال الأمير إنه رهن الإقامة الجبرية، وانتقد قادة الأردن ووصفهم بأنهم قلة فاسدة تقدم مصلحتها على مصلحة الشعب.

وقال وزير سابق: "وقع الضرر. للمرة الأولى نجد شخصا يهزّ صورة المملكة المسالمة المستقرة".

وكان الملك عبد الله (59 عاما) أعفى الأمير حمزة من ولاية العهد في 2004، مما أحبط طموحات الملكة نور زوجة أبيه التي كانت تعد أكبر أبنائها منذ الطفولة لارتقاء العرش.

وبعد تجريد الأمير حمزة من كافة السلطات، تم تحييده. وعزز الملك عبد الله قبضته على السلطة بتسمية ابنه حسين وليا للعهد. وفي العام الأخير بدا أنه يكثف من إعداده لدوره المستقبلي ملكا للأردن.

وفي الوقت نفسه، كان الأمير حمزة يقيم علاقات لقيادات عشائرية ناقمة على رأس حركة احتجاجية فضفاضة مناهضة للحكومة تسمى الحراك استأنفت في الأسابيع الأخيرة دعواتها لتنظيم احتجاجات على الفساد.

وكانت جائحة كوفيد-19 وجهت ضربة قاسية للاقتصاد الأردني، مما رفع معدل البطالة إلى مستويات قياسية، وأدى إلى زيادة الفقر.

وقال رئيس الوزراء السابق فيصل الفايز أمام البرلمان، في إشارة غير مباشرة للأمير حمزة، إن "الملك خط أحمر... وسنتصدى لكل يد مرتجفة تسعى للعبث بأمن الأردن".

ولم يتضح لماذا قررت المملكة التحرك في الوقت الحالي في ما يتعلق بالأمير حمزة. غير أن مصادر سياسية تقول إنه عرّض نفسه للخطر بزياراته المتكررة لتجمعات عشائرية ينتقد فيها الحاضرون الملك صراحة.

وما من شواهد على أن الأمير حمزة يملك أي نفوذ حقيقي. كما أن أغلب المعتقلين في إطار ما قال الجيش إنه تحقيق أمني مستمر من مساعديه المقربين.

وقال سياسي رفيع المستوى: "انه يسمح لنفسه بأن يكون جزءا من آلة انتقاد للنظام الحاكم باتجاهه إلى التجمعات العشائرية التي تنتقد المؤسسة الحاكمة، حتى عندما لم يكن يقول أي شيء".

وأضاف، مشيرا إلى مقطع الفيديو، أن الأمير اختار وضع المجابهة "عندما تحدث عن الحوكمة المتدهورة وإسكات المنتقدين".

وقال محللون ومصادر سياسية إن من المستبعد أن تمثل المعارضة الصريحة من الأمير حمزة، رغم كونها غير مسبوقة، أي تهديد للحكم الملكي، بخاصة من دون دعم الجيش الأردني القوي الذي يتمتع الملك بولائه على نطاق واسع.

وقال عوديد عيران، السفير الإسرائيلي السابق في الأردن والباحث الزميل حاليا بمعهد دراسات الأمن الوطني بجامعة تل أبيب لراديو الجيش الإسرائيلي: "لا يمكنك أن تنفذ انقلابا في بلد مثل الأردن من دون إشراك الجيش. وحتى الآن لا يوجد ما يشير إلى ذلك".

وأضاف: "إنه القوة الوحيدة التي لها اعتبار، وتملك القدرة على السيطرة على الوزارات الحكومية ومراكز السلطة. ومع كل الاحترام الواجب للأمير، فهو لا يملك هذه القدرة".

وقال مسؤول أميركي سابق على علم بالتطورات في الأردن إن هذه الأحداث لا تنطوي على انقلاب.
 
وأضاف أن المشاركين فيها كانوا يخططون لتنظيم احتجاجات تبدو أنها "انتفاضة شعبية تخرج فيها الجماهير إلى الشارع" بدعم عشائري.

وعلى الأرجح كانت أي محاولة للاستيلاء على السلطة ستفشل من دون دعم الولايات المتحدة والقوى الإقليمية التي أعربت عن تأييدها للملك عبدالله وأي خطوات ضرورية لضمان أمن الأردن.

ومع ذلك يحاول الأردنيون سبر غور المؤامرة.

وقال الوزير السابق: "لا يوجد شيء محلي يمكن أن أرى أنه أطلق شرارة ما حصل. ولذا قد يكون هناك عنصر خارجي".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم