اشترِك في نشرتنا الإخبارية
آخرها فتاة سقارة... وقائع أثارت غضب المصريين بسبب الآثار الفرعونية
01-12-2020 | 09:43
المصدر: النهار
"فتاة سقارة"... جملة رددها المصريون كثيراً خلال الساعات الماضية وشغلت مواقع التواصل الاجتماعي، بعد اتهام عارضة أزياء تدعى سلمى الشيمي بالإساءة إلى الحضارة المصرية بسبب جلسة تصوير بملابس فاضحة بمنطقة آثار سقارة.
الأزمة شغلت كثيرين في مصر وسط مطالب بمحاسبة سلمى الشيمي والمسؤولين عن دخولها منطقة الآثار، خاصة أنها سخرت من الحضارة المصرية في تعليقها على الصور قائلة: "عاجل تم العثور على الملكة ملبن تيتي، ترجع أصولها للأسرة الجاحدة... الحضارة الملبانية القديمة... يا كاتب التاريخ لا تغلق الصفحات لسه في الترند كمالة".
وأمرت النيابة العامة في مصر بتفريغ الكاميرات المحيطة بمنطقة آثار سقارة للتوصل إلى المتورطين معها في الواقعة، بعدما اعتبرها البعض فعلاً فاضحاً وخادشاً للحياء، وخرقاً للمادة 45 من قانون الآثار رقم 117 لسنة 1983، التي تنص على أن كل من يوجد بإحدى المناطق الأثرية أو المتاحف دون تصريح بذلك، أو كل من يتسلق أثراً دون الحصول على إذن، يعرّض نفسه لعقوبة الحبس مدة لا تقل عن شهر، وبغرامة تصل إلى 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
كما أحال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الواقعة إلى النيابة للتحقيق فيها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، مؤكداً حرصهم على الحفاظ على الأماكن الأثرية وتاريخ الحضارة المصرية القديمة، وأن أي شخص يثبت تقصيره فى حق الآثار والحضارة المصرية ستتم معاقبته، بعد نتيجة تحقيقات النيابة فى واقعة التصوير.
وكشف مصدر في منطقة آثار سقارة، أن الصور حقيقية، وتم التقاطها منذ 4 أيام أمام هرم سقارة المدرج، مشيراً إلى أن عارضة الأزياء دخلت المنطقة كأي زائر عادي ودفعت ثمن تذكرة دخول المنطقة وهي ترتدي عباءة سوداء، وعند دخولها أزالت العباءة وكشفت الزي الفرعوني وأجرت جلسة التصوير خلسة.
كان رواد مواقع التواصل الاجتماعى تداولوا فيديو لمصور سلمى الشيمي فتاة الفوتوسيشن المثير للجدل بمنطقة آثار سقارة، والتي ارتدت خلاله ملابس فرعونية مثيرة وفاضحة، وظهرت في الفيديو الشيمي مع المصور والذى يدعى "حسام محمد"، ويقول لها "إحنا عملنا إيه النهاردة"، لترد عليه قائلة: "عملنا حاجة كدة عظمة زي العادي يعني"، إضافة لذلك نشرت سلمى فيديو آخر خلال خضوعها لجلسة التصوير عبر حسابها بتطبيق "تيك توك".
بعدها تقدم أشرف فرحات المحامي، ببلاغ للمستشار حمادة الصاوى النائب العام، ضد سلمى الشيمي، يطالب فيه بالتحقيق معها، وإحالتها لمحاكمة عاجلة، لاتهامها بتشويه الحضارة وإهانتها التاريخ الفرعوني العظيم، لقيامها بالتصوير بملابس فرعونية مثيرة ومزعجة بمنطقة سقارة الأثرية والمعروفة إعلامياً بفتاة سيشن سقارة.
كما طالب البلاغ بإحالة من سمح لها بالتقاط تلك الصور في تلك المنطقة وبهذه الكيفية الى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات نحو التحقيق معهم لما ارتكبته بمعرفتهم من نشر تلك الصور التي أثارت رواد مواقع التواصل الاجتماعى، فقد شنوا هجوماً على واقعة التصوير المثيرة، معتبرين أن ذلك تشويه لأماكن أثرية عظيمة يأتى إليها الزائرون من جميع أنحاء العالم.
ولم تكن المرة الأولى التي تشتعل ثورة غضب المصريين بسبب صور وفيديوات في المنطقة الأثرية بداعي إهانة الآثار الفرعونية، حيث قرّرت النيابة العامة بمصر، تسليم فتاة أوكرانية إلى سفارة بلادها تمهيداً لترحيلها، بعد القبض عليها عارية داخل معبد الأقصر، ومعها زوجها قبل تصوير مقاطع إباحية.
وكشفت التحقيقات عن أن الفتاة الأوكرانية كانت بصحبة زوجها داخل معبد الأقصر، وكانت ترتدي ملابسها العادية، قبل أن تهم بخلع ملابسها، وارتدت "مايوه" قطعتين ونقاباً ثم بدأت في التجوال داخل المعبد وبالتحديد في منطقة ممر العمدان، حيث كشفت في التحقيقات أنها كانت تنوي تصوير فيلم إباحي مع زوجها داخل المعبد في غفلة من الحراس، إلا أنهم تمكنوا من رصدهما قبل الشروع في مخططهما، وأُلقي القبض عليهما.
وفي العام 2019 أيضا، ألقي القبض على سائحة أميركية الجنسية، بعدما خلعت ملابسها داخل معبد الكرنك، والتقطت صوراً عارية، حيث استوقفتها الشرطة بعدما تبين عدم حصولها على تصريح بالتصوير، وأصدرت النيابة قراراً بتسليمها إلى سفارة بلادها، تمهيداً لترحيلها.
الأزمة الأشهر كانت في شهر كانون الأول من العام 2018، بعد انتشار صور وفيديو على موقع الصور "إنستغرام" لشاب وفتاة أجنبيين، تسلقا هرم خوفو في منطقة الجيزة ليلاً، وصوّرا فيديو إباحياً على قمة الهرم الأكبر.
الفيديو جاء صادماً بخاصة أنه يتضمن بعض المقاطع الإباحية بين المصور الدانماركي وصديقته، وهو ما اعتبره البعض "استهانة بتاريخ الفراعنة، وفتح النيران على مسؤولي وزارتي السياحة والآثار في مصر."
كما شهد نيسان العام 2017، زيارة سائحة بلجيكية تدعى ماريسا بابين الأهرامات، والتقطت صورة عارية، وأكدت أنها التقطتها في إحدى المناطق المهجورة بجوار الأهرامات، وظهر خلفها الهرم الأكبر، قبل أن تؤكد لإحدى الصحف الهولندية أنها حاولت تكرار الأمر في الأقصر، بجوار أعمدة معبد الكرنك الشاهقة، إلا أن الأمن ألقى القبض عليها وقضت 8 أيام في السجن.
وفي العام 2015، انتشرت صور عارية للممثلة الإباحية كارمن دلي لوز في منطقة الأهرامات، وسط أنباء عن تصوير فيلم إباحي بعنوان "كليوباترا في الأهرامات"، إلا أن دلي لوز نفت الأمر تماماً عبر حسابها في موقع التدوينات القصيرة "تويتر".
كما أثار موقع "الدايلي ميل" البريطاني جدلاً كبيراً في آذار العام 2015، بعدما نشر صوراً لممثلة أفلام إباحية روسية بمنطقة الأهرامات، مؤكداً أنها تمّت في أثناء تصوير مقطع إباحي في المنطقة، حيث كشفت الممثلة عن بعض أجزاء جسدها وهي تحمل تمثالاً لقط فرعوني من أحد محال الهدايا، لتثير الواقعة جدلاً كبيراً في مصر وضجة واسعة، أعقبها فتح تحقيق في القضية.
وفي العام 2012، كانت واقعة أكثر إثارة للجدل بعدما انتشرت صورة لمديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، أثناء تسلقها الهرم الأكبر خلال زيارتها المنطقة في هذا العام، وكتبت أسفل الصورة "لأجل القرض تتسلقي الأهرامات" الأمر الذي نفته وزارة الأثار وقتها، وأكدت أن لاغارد تسلقت المنطقة المسموحة لدخول الهرم، والتي يتسلقها كل الزوار يومياً لمدخل الهرم.
