الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

يوحنا العاشر من دبي: البلمند والامارات جسر تلاق

المصدر: "النهار"
يوحنا العاشر.
يوحنا العاشر.
A+ A-
خلال زيارته للامارات العربية المتحدة القى بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر كلمة في حفل خريجي البلمند في دبي الذي حضره الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش جاء فيها:

أطل عليكم حاملاً عبير كنيسة أنطاكية وأحمل إليكم عبق أريجها التاريخي تسامحاً وانفتاحاً وأصالةً ولقيا وجسور تواصلٍ وحوار. وعندما أتكلم عن كل هذه القيم أجد نفسي متكلماً عن المداميك التي قام عليها هذا البلد الإمارات. الشكر أولاً لله القدير الذي جمعنا صفاً واحداً يَنشد مرضاته على اختلاف الدين.

مسلمين ومسيحيين بنينا سوياً حضارة هذا الشرق، ومسلمين ومسيحيين نبقى دوماً على عهد أخوةٍ كتبناها ونكتبها بحبر تآلفنا ومحبتنا مرضاةً للعلي القدوس الذي شاء وارتضى أن يستعلن مجدُه بتناغي عباده من كل الأطياف.

ومن مبدأ اللقيا والحوار يحلو لي أن أطل عليكم في عصرٍ كثرت فيه وسائل التواصل وقل ذاك الأخير. يحلو لي أن أطل عليكم في بلدٍ اختار أن يكون عنواناً للقيا الآخر واختار أيضاً أن يرتشف من جميع الحضارات ليقدم للعالم فرادة الإمارات. ومن ذات اللقيا التي تختصر رسالة ودور كنيسة أنطاكية، يحلو لي أن أطل عليكم في حفل خريجي البلمند. والبلمند للقيا عنوان.
من جامعة البلمند التي انطلقت سنة 1988 حين كانت طبول الحرب تقرع، أرادت أنطاكية الأرثوذكسية أن تغرس رايات السلام والعمران. من البلمند الذي يستمد من بحره أريحيةً وانفتاحاً ومن جاره الأرز صلابةً وعراقة ومن بياض جبال لبنان بياض قلب. من البلمند الشاهد على العيش الواحد في لبنان يحلو لي أن أطل على خريجيه الذين يمثلون في نسيجهم ذات العيش الواحد.

ومن دبي أطل معكم إخوتي أعضاء العائلة البلمندية على العالم من قلب الإمارات التي كانت وستبقى موئل اللقيا بأبهى صورها، لقيا الشرق والغرب ولقيا البحر والبر ولقيا العراقة والحداثة ولقيا الماضي بالحاضر البهي والمستقبل الواعد.

"محبة الحكمة" أو الفلسفة هي دعامة وأساس كل العلوم. و"رأس الحكمة" مخافة الله هذا ما جاء في الكتاب المقدس. وفي قلب كل منا محبة الله الذي نخشاه إجلالاً وانبهاراً أمام عظمته. وما أحوج حضارة إنسان اليوم أن تتّضع ولو قليلاً أمام إبداع الخالق وأن تتخذ من حضوره دعامةً لها ومن مخافته أساساً. عند ذاك تتمسحن بروحه وتكون حضارة خير ويُمن."


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم