الأربعاء - 17 نيسان 2024

إعلان

لبنانيون سعداء بتخزين "قنابل موقوتة"... "الله الحامي" وتحذيرات من فوج الإطفاء والدفاع المدني

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
القنابل الموقوتة تغزو بيوت اللبنانيين
القنابل الموقوتة تغزو بيوت اللبنانيين
A+ A-

"قنابل موقوتة" يخبّئها بعض اللبنانيين في منازلهم، ظنّاً منهم أنها سلاح في وجه ما قد تخبّئه لهم الأيام، في ما يتعلّق بأزمة المحروقات... غالونات معبّأة بالبنزين والمازوت يحتفظون بها، قد تنفجر في أي لحظة وتتسبب بكارثة. فحتى الآن سجلت حالات عدة، منها انفجار سيارة كان صاحبها ينقل غالونات من المحروقات من دون أن يعي أنّ الشمس الحارقة ستتسبّب بكارثة ما إن يصل إلى نفق فينيسيا، وكذلك انفجار خزان الوقود في الروشة، وغيرها من القنابل التي قد تنفجر في أي لحظة لخطورة تخزينها وعدم وعي القسم الأكبر من المواطنين للقواعد التي يجب اتباعها.

 

للانتصار في المعركة أطول مدة ممكنة

 

ما إن يسمع بعض اللبنانيين خبراً عن إمكانية فقدان مادة ما من السوق أياً تكن، حتى يسارعوا إلى التزود بها، هذا المشهد سجل في السوبرماركت والمحطات وحتى محلات بيع البن... "لن انتظر أن يُفقَد البنزين من السوق، أو أن تصبح الصفيحة منه بمئة ألف ليرة، اشتريت عدة غالونات وضعتها في المحل الذي أمتلكه، هكذا أضمن أني لن أكون أول من يخسر معركة المحروقات، وأنه بإمكاني الاستمرار لأيام إلى حين إيجاد المسؤولين مخرجاً للأزمة التي وضعونا فيها"، بحسب ما قاله سمير (صاحب محل ميكانيك سيارات). وعن كيفية تأمين البنزين في ظل وقوف الناس بالطوابير أمام المحطات لتعبئة خزانات سياراتهم، إضافة إلى صدور قرار عن وزير الداخلية والبلديات يمنع المحطات من تعبئة الغالونات قال: "من إحدى المحطات في كورنيش المزرعة، اتفقت مع عامل هناك أدفع له 50 ألف ليرة يعبّئ لي 10 غالونات، منها ما أبيعه بمئة ألف ليرة ومنها ما أحتفظ به، الآن لدي 6 غالونات واليوم سأعبئ عشرة".


لا يخشى سمير من وقوع انفجار داخل محله، وقال "أواظب على تنفيس الغالونات وأضعها في مكان بعيد عن الحرارة والنار"، مضيفاً: "لسنا نحن من نعرّض أنفسنا وغيرنا إلى الخطر بل المسؤولون الذين اضطرونا إلى تخبئة البنزين، فلم أتوقع أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه كالألماس صعب المنال".

 

"الله الحامي"

 

كذلك يحتفظ هادي بعدة غالونات بنزين في منزله لتعبئة خزان دراجته النارية كما قال لـ"النهار". وشرح: "أختصر على نفسي الوقوف لساعات أمام المحطات، أشتري غالونات من السوق السوداء في الضاحية، سعر الواحد 40 ألف ليرة، قبل أن ترتفع التسعيرة طبعاً، أضعها في الحمام، وكلما نفد الوقود من الدراجة أعبئها". ولفت إلى أنه "في المرة الأخيرة اشتريت ثلاثة غالونات، بقي عندي نصف غالون، أترقب الوضع الآن لأرى إن كانت الأزمة ستحل أم أني سأكمل على المنوال ذاته". وعما إن كان يخشى من أن يتسبب بانفجار في منزله أجاب "الله هو الحامي، لم يترك لنا المسؤولون خياراً آخر".

 

تحذيرات فوج الإطفاء

 

سبق أن أصدرت المديرية العامة للنفط في لبنان بياناً حذرت فيه "المواطنين والمؤسسات من انتشار ظاهرة تخزين المحروقات لا سيما مادة البنزين. "وأضافت: "هذه الممارسات تمس مباشرة بأمن المواطنين وممتلكاتهم وجنى أعمارهم، وتعرّض السلامة العامة للخطر لمساهمتها في حرائق مباشرة". عن ذلك شرح الملازم أول في فوج إطفاء بيروت فادي مزبودي لـ"النهار"، موضحاً: "بداية لا يجب تخزين البنزين في المنزل، ومع ذلك أقول إنها أهم النصائح لمن يقدمون على وضع المحروقات أن يضعوها في غالونات من الحديد وليس البلاستيك، كون الأخير يتفاعل مع البنزين والمواد الكيميائية إضافة إلى الحرارة، ما يؤدي إلى تبخر الغازات منه، ويجعله قابلاً للانفجار مع أي شرارة كهربائية أو نارية في المكان، في حين أن الحديد لا يتفاعل مع المواد الملتهبة ولا يثقب".

 

النصيحة الثانية التي قالها الملازم أول مزبودي أنه "في حال لم يتوفر الحديد، يجب وضع غالونات البلاستيك في مكان بعيد عن الحرارة وعن أي احتكاك، وللعلم ما يشتعل في البنزين ليس المادة السائلة التي نراها بل الغازات، من هنا ضرورة وضع الغالونات خارج المنزل، أو على الشرفات، منعاً لأى انفجار وحفاظاً على الصحة، إذ إن استنشاق الغاز يسبب مشاكل صحية تصل إلى فقدان الوعي".

 

وثالثاً أشار الضابط مزبودي إلى ضرورة فتح الغالون كل يومين إلى ثلاثة أيام "تجنباً لضغطه".

 

نصائح الدفاع المدني

 

كذلك شدد مصدر في الدفاع المدني لـ"النهار" على ضرورة عدم تخزين المحروقات تحت الأرض، وقال "يجب وضع البنزين على مستوى الأرض تحاشياً للتبخير، وأن يتم تأمين التهوئة على مستوى الباب وليس النافذة، فالبخار لا يرتفع في الهواء بل يتلبد على الأرض"، لافتاً إلى أن "نسبة التبخر في البنزين أكبر من المازوت كونه يتبخر على درجات حرارة منخفضة. من هنا يعتبر أخطر، ينتشر في المكان وعند أي شرارة يحصل انفجار".

 

كما شدد المصدر على ضرورة عدم نقل البنزين من غالون إلى آخر داخل غرفة مقفلة "إذ في هذه الحالة تتبخر المادة، تنتشر على مستوى الأرض، ويصبح الخطر كبيراً"، مشيراً إلى أن هذه الثقافة لا يعرفها الكثيرون، ومن هنا نشهد يومياً حرائق بسبب سوء الأداء في ما يتعلق بتخزين وتفريغ البنزين.

 

إن عدم معرفة كيفية التعامل مع "القنابل الموقوتة" التي انتشرت أخيراً على مختلف الأراضي اللبنانية، يرفع نسبة حدوث الكوارث، والخشية من وقوع خسائر في الأرواح وليس فقط الممتلكات.

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم