الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الأزمة لم ترحم الانسان ولا الحيوان... القطط والكلاب تُرمى في الشوارع ونداءات لتبنّيها!

المصدر: النهار
فرح نصور
الأزمة لم ترحم الانسان ولا الحيوان. (تعبيرية. عن صفحة Beta على انستغرام).
الأزمة لم ترحم الانسان ولا الحيوان. (تعبيرية. عن صفحة Beta على انستغرام).
A+ A-
انعكست الأزمة الاقتصادية على الحيوانات الأليفة وحياتها، وبتنا نرى عدداً كبيراً منها في الشوارع، في مشهدٍ يثير الشفقة على أرواحٍ لا تجيد الكلام، استغنى عنها أصحابها لعدم قدرتهم على تأمين حاجتها، في بلدٍ باتت حاجات الإنسان فيه مفقودة. وكثرت في الآونة الأخيرة، حتى على مواقع التواصل الاجتماعي، إعلانات تبنّي أو مساعدة في إطعام وطبابة الحيوانات. وبسبب الضيقة المالية، يفضل كثير من الناس إطعام حيواناتهم الأليفة أتعس أنواع الأطعمة الناشفة التي تؤثّر على صحّتها على رميها في الشارع. ولا ننسى طبابة الحيوانات التي أصبحت "خيالية"، ما يدفع البعض إلى ترك حيواناتهم تعاني الأمراض. 
 
تشير عضو مجلس إدارة ومسؤولة العلاقات العامة والإعلام في المنظمة غير الحكومية Beta التي تُعنى بتحسين حياة الحيوانات، سيفين فاخوري، إلى أنّ الأزمة أثّرت بشكلٍ كبير على الحيوانات. ويومياً، يأتيها إخبارات عن حيوانات أليفة من قطط وكلاب تُرمى في الشوارع، وإمّا تتّجه إلى المارة للتقرب منها لتعوّدها على الاهتمام من أصحابها، وإمّا تفرّ مرعوبة خوفاً من الناس لكونها مكثت في المنازل لوقتٍ طويل. كما يتم إيجاد الكثير منها متروكاً في الغابات، ومنهم مَن يترك قطته أو كلبه في وضع صحي حرج، لعدم قدرته على معالجته بسبب كلفة طبابته التي ارتفعت مع ارتفاع سعر الدولار. 
 
 
وتعمل الجمعية قدر المستطاع على إيواء هذه الحيوانات، إنّما العدد المرمي منها أكبر بكثير من قدرة الجمعية الاستيعابية، فالجمعية تؤوي حوالي 800 كلب و250 قطة و3 أحصنة وحمارة، بالإضافة إلى عدم قدرتها على جمع التمويل من الناس بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية. وحالياً تحاول الجمعية اختيار الحيوانات، كلّ حسب حالته، فهناك أولويات، والأماكن محدودة بالنسبة إلى العرض الهائل للتخلي عن الحيوانات.  
 
وأصبحت مظاهر ترك الحيوانات الأليفة في الشارع يومية، وبدأت تظهر بشكلٍ فاضح منذ حوالي خمسة أشهر وتزداد يوماً عن يوم. ويأتي إلى الجمعية الكثير من الأشخاص الذين يودّون التخلي عن حيواناتهم بسبب الضيقة المالية، و"أصبحنا نسمع هذا السبب كثيراً، بينما في السابق كان الناس يخجلون من هذا التبرير"، وفق فاخوري. كما أنّ هجرة اللبنانيين إلى الخارج إلى دول معيّنة، يدفعهم إلى ترك حيواناتهم بسبب إجراءات السفر الصعبة والمكلِفة الخاصة بالحيوان.
رغم هذا الواقع، زاد عدد طلبات تبنّي الحيوانات، بحسب فاخوري، خصوصاً مع انتشار كورونا ووجوب التزام الناس المنزل.  
 
 
وتؤكّد إحدى الموظفات في مستشفى Animal house  البيطري، أنّ  العمل تراجع كثيراً، وبات يقتصر على الأساسيات كالطعوم والحالات الطارئة التي تستدعي عمليات جراحية ككسر قدم مثلاً. فأسعار الخدمة الطبية البيطرية ارتفعت مع ارتفاع الدولار، فجميع المستلزمات تُشترى بالدولار. ويقصد المستشفى عدد كبير من الناس الذين يودّون طبابة حيواناتهم، ويضطرون إلى ذلك، لكن لا يملكون المال. وكذلك، تحوّل الجمعيات إلى المستشفى الحيوانات المتروكة والمطلوب أن تُعالج.
وهناك عدة طعوم للقطط والكلاب، ويتراوح سعرها ما بين 170 و250 ألف ليرة. وتكلّف عملية خصي القطط 50 دولاراً للذكر و80 دولاراً للأنثى.
 
أمّا أطعمة ولوازم الكلاب، فتكلّف ميزانية أيضاً. وتقول عبير، صاحبة محل The pet market لبيع لوازم الحيوانات، إنّ الأسعار ارتفعت كثيراً وكذلك العمل الذي تراجع، فجميع المنتجات ولوازم الحيوانات الأليفة يشتريها المحل بالدولار أو على سعر الصرف. الأحوال المادية أثّرت على الجميع، وأصبح يتواجد في الأسواق أطعمة خاصة بالحيوانات لكن ذات نوعية رديئة جداً. وبسبب تراجع القدرة الشرائية لدى الناس، عدد كبير منهم بات يفضّل شراء هذا النوع من الأطعمة. وهذه الأطعمة تؤثر على جهاز الهضم لدى الحيوانات وتؤدي إلى التهابات في بول القطط، ومعالجة هكذا حالة أصبحت أيضاً مكلفة جداً، كما وتضرّ بوبر الكلب وتؤثّر على خروجه.
 
 
ويقتصر شراء الأطعمة على الأساسية منها فقط، وحتى الأطعمة "المكافآت" كالعظمة للكلب والـ snacks، لم يعد يشتريها أحد. وفيما تكلّف أطعمة الكلب أكثر من أطعمة القطة، يبلغ سعر كيس طعام القطط الناشف (2 كيلو) ذي النوعية الرديئة 50 ألف ليرة، وسعر أفضل نوعية حوالي 260 ألف ليرة، بينما كان 37 ألف ليرة قبل الأزمة. أمّا كيس طعام الكلاب الناشف ذو النوعية الجيدة فيبلغ مليون ليرة (15 كيلو)، أمّا الرديء منه فثمنه حوالي 220 ألف ليرة. ناهيك عن المستلزمات الأخرى من ألعاب ولباس ومكان المنامة وغيرها من الإكسسوارات.
 
ولدى عبير أيضاً خدمات أخرى للحيوانات ارتفع سعرها وتراجع الطلب عليها بشكلٍ لافت، كتحميم القطط والكلاب وقص أظافرها. كان سعر التحميم 20 ألف ليرة وأصبح الآن 100 ألف ليرة، فثمن عبوة الشامبو أصبح 100 ألف ليرة بعد أن كان 25 ألف ليرة، لكن هذه الخدمة تراجعت كثيراً ويفضّل أصحاب الحيوانات تحميمها في المنزل. وثمن شفرة قص الشعر 80 دولاراً وتحتاج إلى صيانة وصيانتها بالدولار.
 
حتى مصاريف المحل زادت أيضاً على عبير التي كانت تدفع فاتورة الكهرباء 225 ألف ليرة، أمّا الآن فتدفع 600 ألف ليرة للمولّدات التي ارتفع سعرها أيضاً. 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم