الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

تدريب 26 شاباً وشابة على المهن التراثية المعمارية… فرص عمل "بناءة"!

المصدر: " النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
تدريب شبان وشابات على المهن التراثية المعمارية.
تدريب شبان وشابات على المهن التراثية المعمارية.
A+ A-
في زمن الخيبات في وطننا المتألّم لبنان، برز الجمعة الفائت حدث إيجابيّ للغاية، تمثّل بحفل تخرّجٍ، رعته سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو، كان مناسبة لإطلاق 36 شاباً وشابة بينهم 26 لبنانياً و 6 شابات من العدد الإجمالي - في عالم الاحتراف والعمل التراثي، بعد أن تلقّوا تدريباً مكثّفاً في ميدان الحِرف التراثيّة المعماريّة، أي النجارة الخشبيّة، والنجارة العربيّة التقليديّة، وتلبيس الكلس، بمشاركة 10 شبّان، سبق لهم أن تدرّبوا في مجالَي الكهرباء والتمديدات الصحيّة بإشراف المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية.
 
 

في تعليق على الدورة التدريبيّة والحدث، قالت الشّابة اللبنانيّة حسنة نجم (25 عاماً)، وهي من سكّان بلدة حارة حريك، لـ"النهار" "توقّفت عن الدراسة في الصّفّ السّابع، وكرّست وقتي كلّه، في وقت لاحق، لأسرتي المكوّنة من 4 أطفال"، مضيفة أنّها قرّرت المشاركة في دورة تلييس الكلس بتشجيع من زوجها.

ماذا تعلّمت في الدورة؟
أجابت بعفويّة: "تعلّمت الكثير عن الإرث الثقافي من خلال التقنيات المعماريّة"، وأوضحت بأنّها كانت تريد أن تتعلّم "حرفة جديدة"، وأن تتحدّى "نظرة المجتمع النمطيّة إلى دور المرأة في المهن، التي تحتاج إلى مجهود جسديّ"، قبل أن تختم كلامها قائلة: "أشعر اليوم، بعد التدريب، بثقةٍ بأن هذه المهنة ستُساعدني على إعالة عائلتي في المستقبل".
 

قيمة مضافة

يُشكل كلام حسنة نجم "قيمة مضافة" في حياة المنتسبين إلى الدورة، الذين انخرطوا في مشروع "التدرّب أثناء العمل: التدريب في المهن التراثية"، الذي تمّ تنفيذه بجهود "المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية" المتخصّص في التدريب والاندماج المهني للشباب، وبجهود شريكه المحليّ جمعية "خادمي الغد"، إلى جانب المديرية العامة للآثار في لبنان، وبدعم من "الوكالة الفرنسية للتنمية" ومبادرة  Beirut Built Heritage Rescue(BBHR )، من خلال توجيه جيل الشباب إلى التعليم المهنيّ والتقنيّ، ولا سيّما من خلال دورات تدريبيّة حرفيّة تُعِد يداً عاملة محليّة، تعاني النّدرة اليوم، لترميم البيوت.
 
 
في السياق، لا بدّ من التوقّف عند ترميم بيت تراثي في منطقة الرميل، بُني أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وهو وفقاً للبيان الصحافي له "خصائص البيت اللبناني التقليديّ، وقيمته المعمارية تُبرز استخدام العناصر المعماريّة النموذجيّة، أي الشبابيك والأبواب، والنوافذ والأبواب ، والدرابزينات الحديدية، والقوالب، والبلاط الإسمنتي، والسقوف، والأرضيات الخشبيّة، والبغداديّ، مع الإشارة إلى أنّ العزل المائي نفّذه المعهد الفرنسي للشرق الأدنى (IFPO)، بالتّعاون مع المديرية العامة للآثار ومبادرة BBHR، بتمويل من صندوق "أليف"، أي التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع، فيما تولّت جمعيّة "أركنسيال" العزل المائي لسقف البيت".
 

أهمّية المشروع
أكّدت مسؤولة المشاريع في المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية مادلين لارميت   لـ"النهار" أن "المعهد موجود في لبنان منذ 30 عاماً، ويضع في أولويّاته تطوير المهارات، لا سيّما في التراث المعماريّ، الذي يفتقر إلى يد عاملة محليّة، تتمتّع بكفايات مطلوبة في هذا السياق، ممّا دفعنا إلى تنظيم ثلاث دورات تدريبيّة في كلٍّ من الثكنة الخشبيّة، النجارة العربيّة، وتلبيس الكلس، مع تمسّكنا بتدريبهم عمليّاً بإشراف أساتذة وخبراء، إضافة إلى وجود شبّان ملمّين في تنفيذ الأعمال الكهربائيّة والصحيّة اللازمة ليتكامل مشروع ترميم البيت التراثي".

شدّدت لارميت على تمسّك معهدها "بتنمية المهارات المطلوبة للشباب، وتوفير فرص العمل في هذا المجال، من خلال إفادة تسمح لهم بالعمل في ترميم البيوت الأثرية، بالإضافة إلى تأمين مدخول ماليّ لهم..."، مشيرة إلى أنّهم أمّنوا للشباب "مدخولاً ماليّاً لقاء عملهم التدريبيّ خلال الدورة، ليشعروا باندفاع تجاه العلم، و للبحث عن فرص عمل لهم في مشاريع ترميم بيوت تراثيّة أخرى...".

أمّا مدير الوكالة الفرنسيّة للتنمية في لبنان جيل جار غرانبيار، فأكّد لـ"النهار" أن الوكالة الفرنسية للتنمية شريك للمعهد الأوروبي للتعاون والتنمية منذ العام 2017، مشيراً إلى أن "هذا الالتزام يُترجم فعلياً من خلال رفع شأن التدريب في لبنان وتعزيزه، بصفته أحد مشاريعها الأساسيّة"، معلناً أن "الوكالة الفرنسيّة للتنمية في لبنان رصدت حاليّاً لقطاع التعليم 17 مليون يورو، لأنّ الاهتمام بالشباب يدخل في أولويّات فرنسا باعتبارهم مستقبل البلاد".
 

ختاماً، بادر أسبيد اللبنانيّ (21 عاماً)، الحائز على شهادة فنيّة في التصميم الداخلي، والذي يعيش في برج حمود مع والدته وشقيقه، إلى القول لـ"النهار": "قبل التدريب، كنت أعمل في النجارة بمفردي، وأصنع الطاولات والكراسي والخزائن"، مشيراً إلى أنّ عائلته "شكّلت دعماً أساسيّاً لمشاركتي في التدريب".

وأضاف أسبيد "في البداية، لم يكن لديّ أيّ فكرة حول اختلاف العمل في الثكنة الخشبية كثيرًا عن أعمال النّجارة العامة"، مشيراً إلى أنّه "خلال التدريب، تمكّنت من تعلّم تقنيّات ومهارات جديدة. وهذه المهنة الجديدة التي تمرّست بها هي قيمة مضافة كبيرة لحياتي المهنيّة".
صارح نفسه قائلاً: "أنا سعيد للغاية، لأنني تمكّنت من حضور هذا التدريب مع مثل هذا الفريق المحترف".

[email protected]
Twitter:@rosettefadel

ملاحظة صور الموضوع من المعهد الأوروبي والتنمية بعدسة المصوّر وائل حمزة.




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم