الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"لبنان من فوق" يحاول تغطية "لبنان من تحت" الجيش اللبناني يطلق رحلات لدعم ميزانيته...

المصدر: النهار
"لبنان من فوق" يحاول تغطية "لبنان من تحت"
"لبنان من فوق" يحاول تغطية "لبنان من تحت"
A+ A-
هل بدأت قيادة الجيش اللبناني بالبحث عن مصادر تمويل خاصة لمواجهة الازمة التي تعصف بالمؤسسة العسكرية جراء الانهيار؟ المعطيات المتوافرة تشير إلى أن الجيش بدأ يُعد مشاريع لتوفير عائدات مالية لوحداته للصمود وسط الانهيار المتمادي. بل ان اقدام قيادة الجيش على التحول الى التمويل الذاتي، ولو جزئياً، انما يشير الى خطورة الوضع المقبل. 
 
فقد أفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن الجيش اللبناني يطلق غداً الخميس رحلات جوية مخصصة للمدنيين للتجول فوق لبنان، في خطوة من شأنها توفير عائدات مالية للقوات المسلحة التي طالتها تداعيات الإنهيار الاقتصادي المتمادي في البلاد.
 
وعلى وقع أزمة اقتصادية غير مسبوقة، صنّفها البنك الدولي من بين الأكثر شدة في العالم منذ عام 1850، وسط شلل سياسي مزمن، لم تسلم مؤسسة الجيش من تبعات الانهيار، وباتت تحتاج الى دعم حتى لتوفير الطعام والطبابة لعناصرها.
 
واستضافت فرنسا منتصف حزيران الجاري مؤتمراً دولياً خصصته لدعم الجيش اللبناني، فيما لا يزال المجتمع الدولي يمتنع عن تقديم أي دعم مادي بانتظار تشكيل حكومة قادرة على القيام بإصلاحات أساسية.
 
وأفاد الجيش على موقعه الإلكتروني عن بدء تسيير رحلات بعنوان "لبنان... من فوق" في الأول من تموز المقبل، على متن طوافة من طراز "رايفن" من قاعدتي عمشيت (شمال) ورياق (شرق). 
 
وعلى الراغبين أن يسجلوا أسماءهم على منصة خاصة، على ألا يتجاوز عدد ركاب الرحلة الواحدة التي تبلغ مدتها 15 دقيقة ثلاثة أشخاص، مقابل بدل مادي قيمته 150 دولاراً تدفع نقداً.
 
وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس، إن هدف الرحلات "تشجيع السياحة اللبنانية بطريقة جديدة، إضافة الى دعم القوات الجوية".
 
وبعدما خسرت الليرة تدريجياً أكثر من 95 في المئة من قيمتها أمام الدولار، أصبح راتب الجندي العادي يعادل أقل من مئة دولار مقارنة مع نحو 800 دولار قبل بدء الأزمة في صيف عام 2019. واضطرت قيادة الجيش قبل عام إلى حذف اللحوم من وجبات العسكريين، قبل أن تعتمد تقشفاً كبيراً في موازنتها.
 
واتفق نحو 20 بلدا في مؤتمر باريس على تقديم مساعدة عاجلة للجيش لدوره  "الأساسي في استقرار البلاد".
 
ورفع الجيش وفق مصادر فرنسية الى المجتمعين "حاجات محددة جداً" على صعيد المواد الغذائية من حليب وطحين وغيرهما وأدوية إضافة الى قطع غيار لصيانة العتاد ووقود تقدر قيمتها "بعشرات ملايين اليوروات".
 
وغالباً ما تُخصّص مساعدات مماثلة لدول غارقة في النزاعات أو تواجه كوارث طبيعية. وتعكس الحاجات الملحة "الطابع الحرج" للوضع داخل المؤسسة العسكرية، التي حذّرت قيادتها مراراً من تداعياتها على القيام بواجباتها العسكرية في حال ازداد الوضع سوءاً. 
 
وقال قائد الجيش جوزف عون، وفق مقطع مصور نشرته قيادة الجيش على تويتر الشهر الجاري، "نقوم بالمستحيل حتى نخفف المعاناة والأعباء الاقتصادية عن العسكر".
 
ومنذ انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي، يعتمد الجيش إلى حدّ كبير على مساعدات غذائية أبرزها من فرنسا ومصر والولايات المتحدة وتركيا. كما قدّمت دول أخرى مساعدات طبية ووقود بينها العراق.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم