لقاء في بيت مري يعلن وثيقة "لبنان السيّد حقيقة عربيّة"

"رفضاً للتدميرٌ المنهجيّ الذي تتعرَّض له الهُويَّة اللُّبنانيّة وانتِماؤها إلى المدى الحيويّ الحضاريّ العربيّ" تلاقى عدد من المفكرين وقادة الرأي السبت الماضي وأطلقوا إعلان "لبنان السيّد حقيقةٌ عربية" في لقاء عقد في فندق البستان في بيت مري، مؤكدين "تمسّك اللبنانيين في دفاعهم عن عروبة لبنان، واعتبارهم ذلك جزءًا أساسياً من معركة بقاء هذا البلد، وأنهم ماضون في هذه المواجهة حتى الرّمق الأخير على الرّغم من الخلل الكبير في موازين القوى، وتغوّل المنظومة الحاكمة".

بعد جلسة نقاش مغلقة لنصّ الإعلان، افتتح الحفل بالنشيد الوطني، فكلمة ترحيب من المهندس إيلي جبرايل الذي أكد أن اللقاء هو "على قولِ كلمةِ حقٍّ وسلام دونَ موارَبَة، ولا مُهادنة. كلمة جامعة وطنيّة، نريدُ فيها لُبْنان يستعيدُ عافيَتَهُ بالعَوْدةِ إلى دُستورِه، والذي حسم هويَّته العربيّة والتِزامَهُ مواثيق وقرارات جامعة الدّول العربيّة والأمم المتّحدة، وهو عضوٌ مؤسِّسٌ فيهما".

ثم تحدث سفير جامعة الدّول العربيّة عبد الرّحمن الصّلح الذي أكد أن "اتّفاق الطَّائف، والذي استحال دُستورُا توافُقيًّا، حسمَ هويَّة لبنان العربيّة من بوَّابة القِيَم المشتركة والمصالِح المشتركة والأمن القومي العربي المشترك الذي نصَّت عليه معاهدات ومواثيق وقرارات جامعة الدّول العربيّة"، مشدداً على أن "جامعة الدّول العربيّة حريصة كُلّ الحِرْص على مواكبة مبادرات ترميم علاقة الدّولة اللّبنانيّة بدُول مجلس التّعاون الخليجي وتمتينها كما مع كلّ الدّول العربيّة، وفي مقدّمهم المملكة العربيّة السُّعوديّة".

بعدها، تلا الصحافي والكاتب سام منسّى نص الإعلان الذي أكد أن "ما يحصل الآن في لبنان، هو أخطر حملة تشنّ على هويّة لبنان وانتمائه العربي، من خلال مسعى قوى محليّة وخارجية في إلحاقه بوصاية دول إقليمية، غير عربية"، وشدد على "الحرص على العلاقة العميقة مع المجال العربي، والالتزام الجدي والشفّاف بكلّ قضاياه، والارتباط العضوي بمنظومة الأمن القوميّ وشبكة المصالح العربيّة، والإنحياز الصريح والمباشر ضدّ كل من يعتدي أو يهدّد أي دولة منها (..) ولهذا السبب كانت عروبة لبنان القضية المركزيّة في تاريخه".

واكد انه "رغم اعتزاز اللّبنانيين بخصوصيّتهم اللبنانيّة، لم تكن الهويّة اللبنانيّة مبدأ منافياً للعروبة أو منافساً لها، بل هي حيّز خاص داخل مجال العروبة الأوسع، يحفّز على الفعل المبدع والمبادرة المقتحمة والسّلوك الحر والفكر النيِّر. فكان لبنان بمثابة عروبة متقدّمة ملهمة لأكثر الشّعوب العربية وتحظى بتقديرهم العالي، ولبنانويّة لا تعرف العزلة أو التّقوقع، وتنبذ كل عنصريّة أو استعلاء.

إنّها معادلة في غاية التّوازن والدقّة، تفهَّمها جميع العرب وقبلوها وثمّنوها غالياً، فكانت أبواب الدول العربيّة مشرّعة لجميع اللبنانيين، أسهموا في بناء وإعمار ونهضة هذه الدول، وأظهروا طاقتهم وقدراتهم وكفاءتهم العالية وحسهم الإبداعي داخل البلدان العربيّة. وبالقدر نفسه، كان لبنان موضع عناية واهتمام واحتضان دائم من جميع الدول العربيّة الذين لم يتركوا لبنان في أوقات محنته: في زمن حربه الأهليّة، وأوقات الاعتداءات الإسرائيليّة عليه، وفي أزماته الإقتصاديّة، وفي رعاية اتّفاق الطّائف لإنهاء اقتتاله الداخلي، وبذلوا جهوداً جبارة لحفظ سيادته ودعمه بكامل طاقتهم في المنتديات الدولية".

واعتبر أن "اللبنانيين يعتبرون معركة دفاعهم عن عروبة لبنان جزءً أساسياً من معركة بقاء البلد. وهم ماضون في هذه المواجهة حتى الرّمق الأخير، ويأملون ويتوقّعون من أشقائهم العرب، الذين لم يخذلوا لبنان يوماً ولم يتركوه في أيام محنته وشدّته، مؤازرتهم ودعمهم في هذا الصّراع المصيري الحاصل الآن"، ولفت إلى أن "المعركة الحاصلة الآن، ليست مجرّد دفاع عن عروبة لبنان بل دفاع عن الهويّة العربيّة بأسرها"، مضيفاً: "لا نقف هنا دفاعاً عن لبنان كنظام وسلطة بل دفاعاً عنه كوطنٍ للحياة، وكفكرة وقضيّة. هي قضية انتماء ومصير، وستبقى كذلك على الدوام".

وقد شارك في المنتدى كل من : عبد الرحمن الصلح، محمد مطر، سام منسى، طارق متري، ندى عبد الساتر، أنطوان قربان، رضوان السيّد، فيصل الخليل، خالد حمادة، الياس حويّك، حارث سليمان، زياد الخليل، سلمان سماحة، سليم الدحداح، شكري صادر، شوقي المصري، توفيق كسبار، أنطوان حداد، أحمد الزعبي، زياد الصائغ، أنطوان واكيم، أمين فرشوخ، نزار يونس، يوسف الزين، كميل منسى، إيلي جبرايل، هدى الخطيب شلق، فايز قزّي.