يزن حلواني في غاليري أجيال: قصة الذين يرحلون بعيداً من هنا... وما أن يرحلوا يخططون للعودة

 نلتقي بالقرب من مستشفى الجامعة الأميركية بعد أن ضللت طريقي. بعد أشهر طويلة من العزلة بين الجدران والهواجس والقلق، نسيتُ أين تقع غاليري "أجيال" التي إعتدتُ تغطية المعارض الأنيقة التي تُقام فيها منذ سنوات طويلة. نمشي الهوينى بين عشرات التائهين خلف القناع، يبحثون عن "نسمة هوا" تُنعش الروح الغريقة. يُحدثني عن "الغربة"، والوحدة التي تنبثق من شراشيب ثوبها القاتم اللون. وبعدها نصل إلى "أجيال"، وأهتف بفخر، "يا ويلي! شو هالإتقان". عرفته في بداياته. شاب مُبدع يُزوّد بيروت الجريحة جداريّات ترقص الروح على إيقاع تفاني شخصيّته الشديدة الإنتباه للتفاصيل.  جداريّات تُلقي التحيّة للكبار أمثال صباح وفيروز ومحمود درويش. وأيضاً لكل مُهمّش لم ترحمه حالات الزمان، ويبدو أنها "كانت عليه شتى". عشقه للعاصمة التي تعيش أزمة هوية. وربما كانت هذه حالنا جميعاً. شاب هادئ ومُتماسك، حوّل شوارع بيروت الخليلة المُتمرّدة مسرحه الجوّال مذ كان في ال15 من عمره. والعاصمة تعيش...