تحالف الأحزاب فاز بانتخابات متفرغي اللبنانية والمستقلون يشكلون كتلة ضاغطة

انتهت معركة الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية بفوز تحالف الأحزاب التي تكتلت في وجه المستقلين الذين يمثلون نسبة 40 في المئة من الهيئة الناخبة والتي يبلغ عدد أعضائها 159 في مجلس المندوبين.
 
نجحت أحزاب السلطة بتحالف المستقبل والعزم و"حزب الله" وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي بالفوز بكل مقاعد الهيئة التنفيذية البالغة 15، ونجحت أيضاً في تأمين الفوز لعدد من المرشحين المستقلين المسيحيين للقول أنها أمنت الميثاقية في الانتخابات، وذلك بعد انسحاب ممثلي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية التي فضلت عدم التحالف والخروج من الهيئة. علماً أن الطرفين تركا للمثليهما في مجلس المندوبين الحرية ما بين الاقتراع أو المقاطعة. وفاز الأعضاء الـ12 الذين رشحتهم الأحزاب في لائحة غير مكتملة، فيما تمكن كل من الدكاترة المستقلين نايلة أبي نادر وندى كلاس وعماد شمعون من الفوز بالمقاعد الثلاثة المتبقية. وبلغ عدد المقترعين 146 من أصل 159 ناخباً، انتخبوا لـ26 مرشحاً باعتبار أن اللائحة المستقلة التي ترشح أعضاؤها في مواجهة لائحة الأحزاب ضمت 14 مرشحاً فاز منهم ثلاثة. أما أعضاء لائحة الأحزاب الفائزة من الأساتذة، فضمت 4 لـ"حزب الله" وحركة أمل و4 لتيار المستقبل ومرشح لكل من تيار العزم والحزب التقدمي الاشتراكي، إضافة لمرشحين آخرين يمثلان الطائفة المسيحية. بينما خاض المستقلّون المعركة الانتخابية بلائحة من 14 مرشحاً، وتوزعت الهيئة طائفيا بين 9 مسلمين و6 مسيحيين علماً أن رئاسة الهيئة ستذهب هذه المرة للطائفة السنية وفق التقسيم المتفق عليه، أي مرة للمسيحيين ودورة للمسلمين، فيما الرئيس الأخير للهيئة كان الدكتور يوسف ضاهر. ويتوقع أن يتم انتخاب الدكتور عامر حلواني لرئاسة الهيئة وهو من تيار المستقبل.
 
وبينما اعتبرت الأحزاب المتحالفة أنها أمنت الميثاقية في انتخابات الهيئة التنفيذة للرابطة، إلا أن الأمور كادت أن تفرط عقد تحالف الأحزاب وتُمكن المستقلين من اختراق الهيئة بعدد كبير، خصوصاً بعد انسحاب التيار الوطني الحر ورفض القوات التحالف مع الأحزاب استناداً لموقفها من رفض المشاركة في الحكم، لكن المفارقة أن ممثلي الحزبين في التيار والقوات شاركوا في الاقتراع ومنحوا الفوز للائحة الأحزاب والقوى، ما أدى إلى خسارة المستقلين، باستثناء الاساتذة الثلاثة الذين فاوزا بأصوات مشتركة من المستقلين وممثلي القوى السياسية في مجلس المندوبين.
 
وللدلالة على ما حققته أحزاب السلطة في الانتخابات بهزيمة المستقلين، هو البيانات التي صدرت من قوى السلطة بدءاً من "حزب الله" وحركة أمل، حيث أشادا بما سموه العملية الديموقراطية، والميثاقية التي تأمنت، على رغم أن الخلاف بين القوى الممثلة في الحكم اختلفت في البداية ولم تتمكن من تشكيل اللائحة بسبب الخلاف على الحصص. 
 
وللدلالة أيضاً على حجم المأزق حتى مع الفوز هو أن المرشحين الخاسرين المستقلين تمكنوا من تأمين أصوات بلغت الثلث أي 55 صوتاً من أصل 146 صوتوا في الانتخابات، ما يضع الفائزين أمام تحديات كبيرة وضغوط، في الوقت الذي تعاني الجامعة فيه من أزمات كبيرة، خصوصاً وأن المتعاقدين في الجامعة ينفذون اضراباً مستمراً منذ 4 أسابيع، إضافة الى مطالب الأساتذة المتفرغين لدخولهم في الملاك، فضلاً عن موازنة الجامعة وغيرها.