تراكم للثلوج في عكار... السيول اجتاحت المنازل ومأساة في المخيّمات (صور)

بيّضها كانون وأكثر، فأعاد هذا الشهر كل المعمّرين بالذاكرة لزمن كانت الثلوج والأمطار في شهر كانون الثاني تستمرّ لأكثر من 20 يوماً بشكل متواصل ويطلقون عليها اسم "عيانات" تمتدّ تأثيراتها لشهر شباط، الذي لطالما أقلق كبار السن الذين يعتبرون اجتيازه إنجازاً يؤهّلهم لاستقبال موسم شتاء جديد،
و يعتبر المزارعون الثلوج والأمطار هدية ربّانية تزرع فيهم الأمل بمواسم وفيرة في محاصيلهم.
 
وهذه النعمة التي تحل اليوم على لبنان من الجبل إلى شاطئ البحر ، فاقمت من حال أهل البلد المتعبين ، إذ لا كهرباء ولا ماء ولا وقود في مواقدهم ولا دولة ترعاهم وتهتم بهم متروكين لرحمة ربهم.
 
 
أكثر من 4 أمتار بلغت سماكة الثلوج في جبال عكار على ارتفاع 1200 متراً وما فوق وتجاوزت المترين في سهلات القموعة، وسيطر الثلج والجليد على كل البلدات والقرى الجبلية اعتباراً من 600 متر وما فوق، الأمر الذي تسبّب بإقفال وتعطيل كافة المدارس الرسمية والخاصة وانقطاع شرايين التواصل بين هذه البلدات من قرى جبل أكروم على الحدود الشمالية- الشرقية إلى وطى مشمش عند الجنوب الشرقي مروراً ببلدات عندقت والقبيات وعكار العتيقة وبزبينا وبينو ورحبة وتكريت والشقدوف وفنيدق وممنع وتاشع ومشمش والقرنة وبيت أيوب والقريات وحرار وقبعيت.
 
وتجهد جرافات وزارة الاشغال العامة والدفاع المدني واتحادات البلديات بالعمل لإعادة فتحها لتأمين المحروقات والمازوت والخبز والمواد الغذائية ونقل المرضى إلى المستشفيات، خاصة وأنّ التوقعات المناخية تفيد بعواصف قطبية جديدة فد تستمر لأوائل شهر شباط.
 
 
وأفاد رئيس مركز جرف الثلوج في منطقة جرد القيطع خالد ديب أنّ جرافات وزارة الاشغال واتحاد بلديات المنطقة تعمل على جرف الثلوج وتوسعتها على طريق عام حرار فنيدق وفنيدق القموعة وعلى طريق القموعة وسط ظروف صعبة وانعدام للرؤية واستمرار تساقط الثلوج.
 
ويشار أيضاً إلى أنّ العاصفة تسبّبت بأضرار بأسلاك النقل والتوزيع الكهربائية في المناطق الجبلية ولا سبيل لإصلاحها بسبب كثافة الثلوج، وتسبّب الأمر بانقطاع التيار الكهربائي عن العديد من البلدات والقرى التي باتت ترزح تحت ثقل فاتورة مولدات الكهرباء الباهظة الكلفة.
 
 
أما في المناطق الساحلية من عكار، فإنّ أهالي القرى والبلدات القرببة من مجاري الانهر وبخاصة نهري الكبير والاسطوان قلقون من فيضان مياهما ويتخوفون من أن تجتاح مياه السيول الأراضي الزراعية وتهدد بخسائر كبيرة لمواسم باتت املهم الوحيد.
 
وفي مخيمات اللجوء المنتشرة في مختلف المناطق العكارية، تفاقمت أوضاع ساكنيها، إذ اقتحمت المياه عدداً كبيراً من الخيم، وسعى الصليب الأحمر اللبناني طيلة ليل أمس وحتى صباح اليوم بالعمل على إجلاء عدد كبير من العائلات التي تضرّرت خيمها في سهل عكار ونقلهم الى خيم قرببة بشكل موقّت ومساعدتهم ريثما يعاد ترميم وتاهيل خيمهم المتضررة.