الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

ما هي الخطوات التقنيّة التي يجب تنفيذها لمنع الخطر في مطمر الناعمة؟

المصدر: النهار
مطمر الناعمة (أرشيفية).
مطمر الناعمة (أرشيفية).
A+ A-
 
بعد أن طُلب من عمال مطمر الناعمة، الذين كانوا يعملون على تنفيس الغازات المنبعثة منه، ترك عملهم والمطمر، بسبب الخطر الذي يداهمهم وسكّان المنطقة، والذي قد يصل إلى انفجار يوازي في حجمه وخطورته انفجار المرفأ، بحسب ما أُشيع، ما هي الخطوات التقنيّة التي تمنع حدوث هذا الخطر؟ وماذا عن توليد الطاقة من الغاز المنبعِث من المطمر؟


صُمِّم مطمر الناعمة بشكلٍ يُراعي تجميع عصارة النفايات مع محطّة تكرير لضخّ هذه العصارة (ما ينتج عن تحلّل النفايات العضويّة) إلى الخارج. إلى جانب هذه البنية، صُمِّمت أنابيبُ ذات ثغرات في المطمر، لسحب الغاز المنبعِث الناتج عن تحلّل النفايات العضويّة وعصارتها.
 
تنفيس خاطىء
الأستاذة في الكيمياء ومديرة مركز حفظ الطبيعة في الجامعة الأميركيّة في بيروت، الدكتورة نجاة صليبا، تؤكّد أنّ ما يجب القيام به بشكل أساسيّ تفادياً لأيّ خطر بيئيّ، هو تنفيس الأنابيب، لكن بدلاً من تنفيسها بشكلٍ يسمح بتوليد الطاقة لمولّدات الكهرباء في منطقة الناعمة، يتمّ تنفيسها في الهواء ويتلوّث بغاز الميثان المؤذي، بينما المولّدات موجودة وجاهزة لإمدادها بالغاز، وهي عملية سهلة جداً. وبدلاً من الاستفادة من الغاز هذا لصالح الكهرباء، يتنشّقه الناس ويؤذون صحّتهم.

وعن مدّة التنفيس، تشرح صليبا أنّها تتعلّق بكمية النفايات الملقاة في المطمر مقابل المواد البلاستيكيّة، ونوعيّتها والنشاط اليوميّ لهذا المطمر. 
وبتقديرها، التهديد باحتمال أن تكون الكارثة البيئيّة بحجم انفجار المرفأ، "ليس دقيقاً، وإذا ما كان يتمّ رمي نفايات عضويّة بشكل يوميّ وبكميّة كبيرة، قد يؤدّي إلى انفجار كبير، فإنّ المعطيات في هذا الإطار مجهولة، لذلك لا يمكن إبعاد احتمال الخطر أو الجزم بأنّه كبير". 
مشكلة التنفبذ
 تقول الباحثة والخبيرة في الشؤون البيئية الدكتورة فيفي كلّاب، أن المشكلة في مطمر الناعمة كانت في التنفيذ، إذ كان المطمر مُعَدّاً لاستقبال النفايات غير العضويّة. كما استقبل المطمر كمّيات أكبر من قدرته الاستيعابيّة، ونفايات الكرنتينا المغلَّفة بالبالات، وطُمِرَت في المطمر. 

النفايات العضويّة تستغرق وقتاً للتحلّل. ومع مرور السنين، تنبعث كميّات كبيرة من غاز الميثان الناتج عن تحلّلها. وفي السنوات الخمس الأولى من عمل المطمر، توضح كلّاب، أنّه كان يتمّ استخراج هذا الغاز من الأنابيب ويتمّ إشعاله، لأنّه لم يكن كافياً لتحويله إلى كهرباء حينها. لكنّ كميات الغاز تزداد مع مرور الوقت.

لذلك، هناك خطوات تقنيّة لتفادي أيّ كارثة بيئيّة، أوّلها تنفيس الأنابيب. فإن لم تُنفَّس، تنفجر الأنابيب وتسبّب حريقاً. وتحتاج هذه الأنابيب إلى الصيانة كلّ بضع سنوات، لأنّها تُسَدّ، أمّا الآن، فهذا الأمر لا يحدث. وقد بدأ الخطر منذ غياب صيانتها، الذي يحتاج إلى تمويل.  

وفيما ينبعث الغاز من هذه الأنابيب، تشير كلّاب إلى أنّ "لدينا كمية كافية منه لتوليد الطاقة". ففي السنوات الماضية، تمّت الاستفادة من هذا الغاز لتوليد الكهرباء في المناطق المحيطة بالناعمة، لكنّ هذه العملية توقّفت بسبب غياب إرادة الدولة في دفع الأموال لصيانة هذا المطمر. وتضيف أنّ "هناك فقداناً للسيطرة على ما هو مذكور في دفتر الشروط، إذ لا مراقبة من مجلس الإنماء والإعمار ووزارات البيئة والصحة والطاقة".

وعن الخطر الذي قد يهدّد أهل الناعمة، في رأي كلّاب، "الخطر الذي قد يحصل لا يصل إلى انفجار، إنّما قد يُشعل حريقاً قابلاً للتمدّد، إذا ما بقي هذا الغاز تحت الأرض".

أمّا الخطوة الثانية في تفادي كارثة بيئيّة في الناعمة، فتكمن في معالجة عصارة النفايات. وتشرح كلّاب أنّ هذه العصارة مُحمَّلة بموادَّ سامّة وخطيرة. وكانت هناك محطّة لمعالجة هذه العصارة عبر رميها في البحر، لكنّ ما يحصل هو غياب لهذه المعالجة بشكل تام، فمحطة التكرير هذه، تسحب هذه العصارة، وتنقلها لرميها في نهر الغدير. 

الخطوة الثالثة هي لمّ الغاز المنبعِث لتوليد الطاقة، فكميّته أصبحت هائلة وكافية لهذه الغاية. فكميّة الغاز التي يفترض أن تنبعث بعد 7 سنوات على إقفال المطمر، هي الكميّة القصوى والكافية لتوليد الطاقة، وفق كلّاب.

 





الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم