السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

أقارب لقارب الموت في طرابلس

المصدر: "النهار"
Bookmark
من تشييع أحد الضحايا.
من تشييع أحد الضحايا.
A+ A-
الدكتور قصي الحسينللموت أقارب، لا يمكن أن يتخلى عنهم. يزورهم كل يوم. يتفقدهم. يظل بجانبهم. يرعاهم. يؤنسهم، ولا يكون ثقيلا عليهم. يكون معهم كظلهم. فلا يتركهم ولو للحظة واحدة. لأنه موكل بهم. يرحل معهم أينما رحلوا ويجلس معهم أينما جلسوا. ويسهر عليهم إذا ما نعسوا. إذا ما ناموا. لأنه راعي عمرهم كله. يرخي لهم حبال العمر، فيفرحون وينشطون. وحين يريد أن يقطفهم، يشدّهم بأنشوطته، مهما كانوا بعيدين، مهما كانوا في نأي عنه، فينقادون إليه، بكل تؤدة. بكل أدب. يستسلمون لإرادته، ولا يتذمرون. لأنهم كانوا قد حفظوا درسه: "لا مهرب من الموت". لا مهرب من ركوب مركب الموت. لا مهرب من ملاك الرحمة. من ملاك الموت.لا شأن لصحبة الموت بالموت. فهم منذ أن خرجوا إلى الدنيا، كانوا أخوة الموت. استقبلوا الدنيا بالبكاء. تعلّموا سر الموت وأخفى. وما عادوا يتذمرون من صحبة الموت. لا ليلهم. ولا نهارهم. لا في الصباحات ولا في الأماسي. تصالحوا مع الموت. صاحبوه، وأسلسوا له الطاعة. أسلسوا له القياد. وجابوا بصحبته الآفاق بلا سؤال. بلا جواب. وهم أدرى بقربهم منه. وهو أدرى بهم، لا محال.للموت آلة حدباء في البر، يحمل عليها مَن شاء، متى شاء. بلا استشارة مسبقة. بلا علم مسبق. بلا تحضير. بلا إنذار. وبلا نذير.فجأةً يحضر الموت آلته الحدباء، لينقل عليها أصحابه، أقاربه، الذين أمضوا عمرهم في صحبته. يرسلها بكل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم