الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"ريترو فيلاج" مشروع جديد لصناعة الذكريات… الجميّل لـ"النهار": رغم كل شي بدنا نكفي

المصدر: "النهار"
من الافتتاح (النهار).
من الافتتاح (النهار).
A+ A-
في زمن الانهيارات النفسيّة والاقتصاديّة والمعيشيّة يبقى الأمل سلاح اللبنانيّ لتخطّي هذه المرحلة بأقلّ خسائر ممكنة، لعلّ وطننا يعود كما عهدناه بسواعد أبنائه.
 
إرادة وإصرار
في هذا السياق، يأتي مشروع "ريترو فيلاج" العائليّ، وهو يحمل في ربوعه ذكريات ماضٍ جميلٍ لم يمت في قلوبنا. اختارت عائلة "الجميّل" إحياء هذه الذكريات بواسطة "قرية صغيرة"، تجمع بين الماضي والحاضر، وتُحاكي في الوقت نفسه تطلّعات المواطنين وقدراتهم الاقتصادية التي باتت أولوية مؤخّراً.
 
 
 
يتكوّن المشروع المبنيّ في أحضان طبيعة لبنان الخضراء من أقسام عدّة، أحدها مخصّص للجلسات العائليّة، وآخر لاجتماع الأصحاب، حيث يُمكنهم التخييم أو قضاء ليلة في أحضان الطبيعة، إلى جانب موقد الحطب، والاستمتاع على ألحان أغاني فيروز والرحابنة؛ أمّا القسم الثالث فمخصّص للحفلات والأعراس، فيما المزرعة ذات التنوّع الحيواني مصدر لحليب الأبقار وألبانها وأجبانها؛ ففكرة المشروع بحدّ ذاته تقوم على تقديم كلّ ما هو طبيعيّ وصحيّ، وبخاصة في هذه المرحلة، التي يشهد فيها لبنان تراجعاً ملحوظاً في نوعيّة وجودة الطعام.
 
"شو ما صار، بدنا نكفّي لبنان بحاجتنا اليوم ونحنا قدّا"، بهذه الكلمات عبّر مارك الجميّل الشاب المغامر، الذي قرّر أن يفتتح وعائلته "مشروع العمر"، بالرّغم من مشكلات البلد التي لم تعد تخفى على أحد.
 
قرّرت هذه العائلة اللبنانية، التي شهدت الحروب، وهُجّرت من وطنها بسبب النزاعات والاقتتال، العودة إلى أحضان الوطن في الوقت المناسب والمجازفة أمام التحدّيات لتحقيق حلم لم يتخلّوا عنه حتّى في أصعب الأوقات، لأنّ "أملهم في لبنان كبير مهما اشتدّت الأزمات".
 
 
"مشروع العمر"
افتتح مارك الجميّل وعائلته مشروعاً لطالما آمنوا به في منطقة ضهور الشوير- جبل لبنان، وهو يحمل اسم "ريترو فيلاج" تيمّناً بأجواء المكان، التي تُحيي أجواء الزمن القديم، ضمن محاولة للعيش في رحاب التراث اللبناني، وإن بطريقة حديثة تتماشى مع روح العصر.
 
يقول مارك لـ"النهار" إنّ "هذه الخطوة لم تكن سهلة، وفكّرنا مليّاً قبل اتخاذها، لأنّ المجازفة بفتح أيّ مشروع اليوم تُعتبر جنوناً، ونحن لم نقم فقط بحركة جنونيّة فحسب بل تركنا الغربة، وعاد والدي وشقيقي من السعودية في بداية الأزمة، وتحديداً في بداية الانتفاضة، التي تأمّلنا أن تُحدث تغييراً؛ فـ"ريترو فيلاج" قمنا ببنائها بأيدينا بكلّ ما للكلمة من معنى؛ فأخي مهندس، وقد قام بتنفيذ المشروع وإجراء التعديلات اللازمة، أي بمعنى آخر استثمرنا طاقتنا وخبراتنا فيه".
 
وأضاف: "واجهنا صعوبات عدّة خلال التحضيرات، وفي طليعتها جائحة كورونا، التي أعاقت عملنا، وجعلتنا نتراجع عن الفكرة لبعض الوقت، إلّا أنّه في الآونة الأخيرة بات الوضع لا يُطاق؛ فالأعمال "واقفة والحالة تعبانة"، وهذا الأمر لا ينطبق علينا فقط إنّما على الجميع. فهنا اجتمعنا كعائلة، وقرّرنا افتتاح المشروع مهما كان الثمن ضمن أسعار مدروسة".
 
 
مبادرة إنسانية في زمن الانهيار
إلى جانب ذلك، قامت العائلة بخطوة فعّالة ومبادرة مهمّة، تقتضي توظيف السيّدات غير العاملات في تحضير الطعام للقرية؛ وذلك لمساعدتهنّ، ولتخفيف نسبة البطالة في المنطقة، بالإضافة إلى إبرامنا اتفاقية مع بعض المطاعم المجاورة، تشجيعاً للمشاريع الصغيرة وللإنتاج اللبناني أيضاً".
 
ويُضيف: "الأمل سلاحنا وسنقاوم... مهما اشتدّت الأوضاع، وشعرنا باليأس أو قلّة الحيلة، سنحاول الاستمرار والمواجهة بكل عزم وإصرار".
هذا ما أكّدته عائلة الجميّل بخطوتها الجريئة مهما كان الذي كُتب على صفحات القدر، فـ"مشروع العمر" يحمل الخير لأهالي المنطقة، ولا بدّ له من أن يكون موضوع تفاؤل لكلّ  الذين يرون به خلاصاً من البطالة في المطقة الجميلة من لبنان...
"ريترو فيلاج" بانتظاركم!
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم