الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

"تأمّلات في الموت والقيامة"... أمسية "ستابات ماتر" في دير البلمند للبنان المحبّة والتنوُّع

المصدر: "النهار"
جودي الأسمر
جودي الأسمر
ناتاشا نصار ومنى الحلاب.
ناتاشا نصار ومنى الحلاب.
A+ A-

لمناسبة أسبوع الآلام لدى الطوائف الشرقية، احتضنت القاعة المجاورة لدير البلمند في الكورة- شمال لبنان، أمسية غنائية أوبرالية بعنوان "تأملات في الموت والقيامة"، عرضت الـ"ستابات ماتر" كاملة، للموسيقي الإيطالي بيرغوليزي، في "رسالة أمل حتى يتخطّى لبنان العزيز هذه الفترة المظلمة من تاريخه"، فيما يهدف الحفل أيضاً لحشد التمويل عبر التبرعات أونلاين لـ"مؤسسة الطوارئ".

الحفل الذي نقل افتراضياً على صفحة SOS- Chrétiens d’Orient، واقتصر حضوره على عدد من المدعوين بسبب الوضع الصحي، هو من تنظيم عازفة البيانو والملحنة فاديا دوماني، وأداء السوبرانو منى الحلاب، والميزو سوبرانو ناتاشا نصار، رافقتهما فرقة من الموسيقيين بقيادة المايسترو جو ضو، وعزف هوفيك كاراخنيان وريتا أسديجيوان (كمان)، جوزف سمعان (كمان متوسط)، نيري غزاريان (تشيلو)، جاك إسطفان (كمان أجهر) وسيلين حجيلي (أورغ).



استهلت فاديا دوماني الأمسية بالترحيب، فقالت: "نعتز لهذا الدير الذي تأسس سنة 1157 وهو أكبر شاهد على الوجود المسيحي المستمر في هذه المنطقة. في أسبوع الجمعة العظيمة وقبيل الاحتفال بعيد الفصح لدى الطوائف المسيحية الشرقية، سنقدم حفلاً مميزاً تمخضت فكرته عن رغبة في الجمع بين الناس وكسر الحواجز بين الطوائف والأديان. ووقع خيارنا على تأدية "ستابات ماتر"، هي موسيقى كنسية لاتينية كاثوليكية من مؤلف موسيقي إيطالي، في صرح البلمند الأرثوذكسي البيزنطي. وينسحب هذا التلوّن على خلفية الأشخاص الّذين يؤدّون هذا الحفل ويشتركون معاً في الرسالة".


 

 ثم كانت كلمة لرئيسة "مؤسسة الطوارئ" مايا حبيب حافظ، أشارت خلالها إلى أنّ "المؤسسة تساعد أكثر من 650 عائلة في طرابلس، من خلال السوبرماركت المجانية التي تتيح للعائلات التبضّع مجاناً. فأردنا بالتزامن مع موسم الفصح المجيد إطلاق هذا الحفل الذي يضم حملة تبرع بهدف مساعدة أكبر عدد ممكن من العائلات في طرابلس في ظل الظروف الصعبة، وذلك من خلال مشاركة الأمسية من صفحة SOS-Chrétiens d’Orient حيث سيظهر الرابط للتبرعونتمنى أن يكون هذا الحفل مناسبة لتسليط الضوء على إرث مدينة طرابلس الراسخ في التنوع والمحبة".


 على مدار نحو الساعة، تلاحقت التعليقات المعجبة جداً على الشاشة الافتراضية. في العالم الحقيقي، سادت رهبة الدير في هندسته البيزنطية الفريدة من نوعها، والتي تجمع بين صلابة البناء وجمالية الفن، وهو أول دير شيّده الرهبان السيسترسيون في المشرق. وفي كلا العالمين، لم يكن من الصعب طغيان الأداء المدهش لمنى الحلاب من طرابلس (تعلمت الأوبرا في إيطاليا) وناتاشا نصار (لبنانية أميركية تعلمت الأوبرا في الولايات المتحدة)، مع تكامل ملحوظ بين حضور الحلاب ورهافة نصار. ويكتمل المشهد مع الموسيقى، التي أتقنت تأدية ما حلّ بمثابة "معمودية الصوت والصمت" في تلك الأرجاء المشرفة على طرابلس في أسبوع الآلام وقيامة المسيح.

 يُذكر أنّ هذه الموسيقى المقدّسة ترقى الى القرن الثالث عشر ميلاديّ، أعيد إنتاجها بأساليب عدة، وقد أكسبت بيرغوليزي الشهرة بعد مماته، إذ عكف على تأليفها خلال أيامه الأخيرة مريضا بالسل. يدل العنوان باللاتينية (Stabat Mater) الى "الأم كانت واقفة"، في إشارة إلى السيدة العذراء ووقوفها أمام الصليب أثناء محنة السيد المسيح، وهي من أشهر المؤلفات الموسيقية التي رافقت طقوس الكنسية الكاثوليكية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم