الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لحظات مرعبة عاشها لبنانيون... لماذا تقصف إسرائيل سوريا من سمائنا؟

المصدر: "النهار"
جودي الأسمر
جودي الأسمر
الميلاد في لبنان (أ ف ب).
الميلاد في لبنان (أ ف ب).
A+ A-
لحظات عصيبة عاشها اللبنانيون في بعد منتصف ليل أمس تزامنت وليلة العيد، إثر خرق الطيران الحربي الاسرائيلي الأجواء اللبنانية على علو منخفض. سمع هدير الطيران العسكري بوضوح في عدة مناطق من بيروت وطرابلس وعكار، وكذلك في كفررمان وحبوش وقرى النبطية وصولا حتى قرى إقليم التفاح. ثم سرعان ما تبيّن أنّ منطقة مصياف في ريف حماة بسوريا كانت تتعرّض إلى قصف صاروخي إسرائيلي تمّ عبر الأجواء اللبنانية وتصدت له الدفاعات الجوية السورية.
 
 
هل أصابت إسرائيل الهدف؟
 
يورد العميد الركن المتقاعد ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث الدكتور هشام جابر لـ"النهار" أنه "حين تقصف إسرائيل سوريا، عادة ما تعلن أنها "قصفت أهدافا إيرانية في سوريا". لكن، في سوريا لا وجود لأهداف إيرانية معلنة. لقد أوضحنا مرارًا أن كل الدول المتواجدة عسكريا في سوريا ترفع أعلامها، سواء تركيا أو أميركا، روسيا، بريطانيا، وفرنسا، باستثناء إيران. لم ترفع إيران علمها ولم تنشىء قاعدة أو ثكنة عسكرية في سوريا، لكنها موجودة بكثافة في سوريا حيث يوجد الجيش السوري النظامي، وذلك بواسطة ثلاثة الى أربعة آلاف خبير من الحرس الثوري ومدعومة بواسطة حلفائها من قوات عسكرية غير نظامية (paramilitary forces) بما فيها الله والزينبيون والفاطميون وغيرهم". 
 
ويتابع: "في الأهداف المعلنة الأخيرة، تقول سوريا بأنها تقصف مركز أبحاث في شمالي سوريا، وفي المزة تقصف مخازن صواريخ تزعم أنها تعدّ لحزب الله."
 
السؤال اليوم، "هل أصابت إسرائيل الهدف أمس أم لم تصب؟ كقارىء للأحداث، أنطلق من روايتين: يقول الاسرائيليون أنهم أصابوا مراكز الأبحاث الايرانية، ووقع عدد من القتلى والجرحى. أما السوريون فيقولون: تصدى دفاعنا الجوي للصواريخ المعادية وأسقط معظمها. أتوقف على كلمة "معظمها" ما يعني ليس جميعها، وبالتالي فإن الصواريخ التي لم يسقطها الدفاع السوري قد أصابت." 
 
ويعتبر أن هذه العملية حلقة في سلسلة طويلة "في ظل أجواء تتحدث عن إشعال حرب في المنطقة، ما يحدث هو جزء من هذه الحرب التي يستعاض بها عن إشعال حرب إقليمية كبيرة ليس بمستطاع أحد تحمل تداعياتها. لذلك أتوقع أن هذه الضربة لن تكون الأخيرة، بصرف النظر إن بقي نتنياهو في الحكم أو كان ترامب أو غيره رئيسا لأميركا. إذًا، أتوقع تواصل هذه الضربات من الأجواء اللبنانية لأن الطيران الاسرائيلي يستطيع أن يطلق صواريخه ويصيب الأهداف بدون دخوله الأجواء السورية، سواء من الجولان المحتل، أو من البقاع وراشيا إن كانت الأهداف دمشق والمزة ومحيطهما، أو من شمال لبنان من طرابلس وصولا لعكار والمياه الاقليمية اللبنانية إن كانت تستهدف صافيتا أو مصايف وهو ما وقع في ريف حماة الغربي. "
 
أسباب القصف من لبنان
 
قدّر للبنانيين أن يكونوا في عين العاصفة الاقليمية التي تجعلهم يدفعون فواتير مادية ومعنوية لا طائل لهم منها، تضاف الى مآسٍ وطنية عديدة كان أقربها إنفجار مرفأ بيروت. تراكم في الانهيارات النفسية والضغط والفزع. 
 
المواطن محمد رعد من بلدة علما شعر بدوي مفزع أيقظه من نومه "ظننت أن أحد أولادي وقع من سريره وأسرعت لتفقدهم. ثم قرأنا على الشريط الإخباري ما وقع في سوريا".
 
أما رضوان أبو طوق من طرابلس، يخبرنا أنه سمع "انفجارًا كالرعد بعد منتصف الليل واستمر حوال أربعين دقيقة. خوف شديد. ثم حين تبين السبب لم نعد نلقي بالا للأصوات".
 
المواطن محمد ابرهيم توقع الأسوأ "كنت أنتظر الضربة القاضية لكن هذا لم يحدث. أخبرتني صديقتي التي تقطن في الطابق السادس أن الوقع كان أشد، وأن كرسيها كانت ترتجف على وقع الضربات."
 
يشير العميد الركن المتقاعد إلى أن "الخرق ليس بجديد. تقوم اسرائيل بخرق الأجواء اللبنانية منذ عقود خلت ساعة تشاء وذلك يعود لثلاثة أسباب أساسية".
 
ويشرح: "أولا، بما أن الطيران الاسرائيلي ممنوع من دخول الأراضي السورية بقرار من موسكو وهي مايسترو الحرب في سوريا، ونحن نعلم أن موسكو أبلغت اسرائيل أن لا طائرة من أي نوع تدخل الأجواء السورية بدون إذن موسكو، حتى وحين يتم التنسيق مع الروس وهذا ما أفهمه نتانياهو في اجتماعه مع بوتين. وحين يُستَهدَف الشمال السوري، والأمر مستبعد، بمستطاع الطيران التحليق فوق المياه الاقليمية السورية." 
 
ثانيا، "يهم اسرائيل معرفة إن كان حزب الله يملك سلاح دفاعات جوي. وهي تقول بأنّ الحزب يملك هذا السلاح وتحاول أن تتأكد من نوعه. لذلك حين تغيب الدوافع والمهام العسكرية في سوريا، يكثف الطيران الاسرائيلي تحليقه في الأجواء اللبنانية، لربما يستعمل حزب الله سلاحه الأرض-جو ويكشف ما يملك".
 
ويختم بالسبب الأخير: "وهو بديهي، يعود لقصف سوريا المتكرر خلال الشهور الأخيرة، إذ يقول نتانياهو أن سوريا قصفت منذ منتصف العام 2018 الى منتصف عام 2020 أكثر من 100 مرة."

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم